رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو يعلن قراره بشأن مشاريع أنابيب النفط وظهر وراءه عدد من أعضاء حكومته

رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو يعلن قراره بشأن مشاريع أنابيب النفط وظهر وراءه عدد من أعضاء حكومته
Photo Credit: Sean Kilpatrick/Canadian Press

من الصحافة الكنديّة: موقف الحكومة الكنديّة من مشاريع أنابيب النفط

احتلّ قرار الحكومة الكنديّة بشأن مشاريع أنابيب النفط حيّزا كبيرا في اهتمامات الصحف الكنديّة.

في صحيفة ذي ناشونال بوست كتب الصحافي والمحلّل السياسي اندرو كوين متسائلا إن كانت الحكومات المنتخبة ديمقراطيّا تتّخذ قراراتها بشأن استخدام  الطاقة بالاستناد إلى أدلّة علميّة في إطار قانون محدّد من قبل محاكم مستقلّة.

أم أنّنا محكومون من الشارع في تحدّ على حدّ سواء للقانون والديمقراطيّة

وترى الصحيفة أنّ مزايا مشروع انبوب ترانس ماونتن وعيوبه البيئيّة والاقتصاديّة وسواها مفتوحة للنقاش.

وترى الصحيفة أنّه من حقّ المعارضين للمشروع اللجوء إلى المحاكم لمنعه.

ومن حقّهم التظاهر لتأليب الرأي العام ضدّه ولكنّ الأمر أبعد من ذلك تقول الصحيفة.

وتشير إلى احتمال حصول محاولات لمنع توسيع الأنبوب وخلق الفوضى ومخالفة القانون.

وترى أنّ العصيان المدني يعتمد في شرعيّته على التقيّد ببعض الواجبات، والاستعداد لتحمّل العقوبات بسبب مخالفة القانون.

سهرة على ضوء الشموع فا فانكوفر للاعتراض على مشروع أنبوب ترانس ماونتن
سهرة على ضوء الشموع فا فانكوفر للاعتراض على مشروع أنبوب ترانس ماونتن © Megan Batchelor/CBC/ هيئة الاذاعة الكنديّة

وترى ذي ناشونال بوست أنّ رئيس الحكومة جوستان ترودو يواجه تحدّيا كبيرا رغم أنّه هيّأ الأرضيّة اللازمة لقراره بالموافقة على المشروع ورغم أنّه أبدى حسن نواياه بشأن حماية البيئة.

والقرارات التي اتّخذتها الحكومة بشأن سوق الكربون والقضاء على المحطّات العاملة على الفحم الحجري وخطّة حماية المحيطات لا تنمّ إطلاقا عن استهتار بحماية البيئة تقول الصحيفة.

وترى أنّ ترودو نفسه عمل على تحريض المعارضة وأنّ العاصفة التي سيتحمّلها هي من صنع يديه.

فقد أخطأ عندما وضع نفسه بين الذين هم على يساره والذين يصرّون على أنّ الحدّ من انبعاثات الكربون في العقود المقبلة يحول دون بيع النفط الكندي من جهة، وبين الذين هم على يمينه والذين يرون أنّ علينا أن نبيع نفطنا دون اتّخاذ اجراءات للحدّ من الانبعاثات تقول ذي ناشونال بوست.

صحيفة ذي غلوب اند ميل رأت أنّه من الصعب أن نختلف مع طريقة الحكومة في تحليل ملفّ أنابيب النفط والتوصّل إلى إطار لتقليص الانبعاثات الملوّثة وإتاحة الفرصة أمام صناعة النفط لتعمل بكفاءة والبدء بالتحوّل نحو اقتصاد منخفض الكربون.

وتضيف الصحيفة أنّ الأنابيب هي وسيلة لنقل النفط وينبغي أن تكون آمنة قدر الامكان.

والأنابيب ليست مصادر مهمّة للغازات الدفيئة، ومحاولة  التخفيف من انبعاثات الكربون من خلال منع أنابيب جديدة هو أشبه بمحاولة تثبيط عزيمة السائقين من خلال خفض عدد محطّات وقود السيّارات.

وترى ذي غلوب اند ميل أنّ ترودو على حقّ وانّه من الممكن أن تلتزم كندا بتعهّداتها لحماية البيئة وتحقيق نموّ الاقتصاد ونموّ صناعة النفط في الوقت عينه.

ومنع أنابيب النفط مذهل سياسيّا ولكنّه يثير الكثير من الاحتجاجات.

ولكنّه غير مجد على الاطلاق من وجهة نظر بيئيّة إن كان يهدف لخفض انبعاث الغازات الدفيئة تقول الصحيفة.

مسار أنبوب ترانس ماونتن لنقل النفط من ادمنتون في البرتا نحو بورنابي في بريتيش كولومبيا
مسار أنبوب ترانس ماونتن لنقل النفط من ادمنتون في البرتا نحو بورنابي في بريتيش كولومبيا © Radio-Canada

وفي حال لم تكن لدى كندا أنابيب لنقل النفط الذي تنتجه، سيكون اقتصادها أقلّ قدرة وكفاءة.

وسيكون عجزها التجاري أكثر ارتفاعا لأنّها ستعتمد على وقود السيّارات المستورد وعلى نقل الغاز بالقطارات بكلفة أعلى وأمن أقلّ.

وترى ذي غلوب اند ميل أنّ قرار الحكومة بشأن أنابيب النفط كان مسيّسا وقد منعت مشروع نورذرن غيتواي لنقل النفط من البرتا نحو بريتيش كولومبيا وفرضت حظرا على ناقلات النفط في شمال سواحل بريتيش كولومبيا.

وهذا يعني مرور المزيد من الناقلات في مياه فانكوفر، وهو ما أثار غضب الكثيرين في المدينة تقول الصحيفة.

وننتقل إلى صحيفة لودوفوار حيث كتب جان روبير سان فاسون يقول إنّ رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو سعى لإرضاء الجميع بموافقته على مشروعي انابيب النفط ورفضه مشروعا ثالثا.

ويخطئ من يظنّ أن الموافقة على مشروعي ترانس ماونتن وانبريدج يعني انتهاء مشروع انيرجي ايست لنقل النفط من البرتا نحو نيو برنزويك مرورا بمقاطعات سسكتشوان ومانيتوبا واونتاريو وكيبيك.

وتتوقّع الصحيفة أن تستمرّ شركة ترانس كندا في الضغط على الحكومة الفدراليّة للموافقة على المشروع المذكور.

وتشير إلى أنّ نيوبرنزويك حريصة على أن يُنفّذ المشروع وكذلك أوساط الأعمال في كيبيك وهي مقرّبة من الحكومة الكنديّة في اوتاوا ومن حكومة كيبيك الليبراليّة.

ويلقى المشروع معارضة العديد من رؤساء البلديّات في مدن كيبيكيّة، كما يلقى معارضة العديد من قبائل السكّان الأصليّين.

وتتريّت حكومة كيبيك برئاسة فيليب كويار حتّى يصدر مكتب الجلسات العامّة حول البيئة تقريره قبل أن تبدي رأيها في المشروع.

وتشير لودوفوار إلى اللقاء الذي يجمع في اوتاوا الأسبوع المقبل رئيس الحكومة الكنديّة ورؤساء حكومات المقاطعات للبحث في قضايا التنمية النظيفة ومكافحة التغيير المناخي.

وقد هدّدت اوتاوا بفرض ضريبة على الكربون في حال لم تكن الاجراءات المحليّة في المقاطعات كافية.

ولا تستبعد لودوفوار في ختام تعليقها أن يعمد جوستان ترودو إلى التلويح بورقة التحويلات الماليّة من اوتاوا لقطاع الصحّة حتّى ولو لم تكن له علاقة بالتغيير المناخي، لإقناع رؤساء حكومات المقاطعات بوجهة نظره المتناقضة القائلة بأنّ كندا منتج كبير للنفط ورائدة في مجال مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

استمعوا
فئة:اقتصاد، بيئة وحياة حيوانية، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.