حذّر مسؤول كبير في الأمم المتّحدة من أن تتحوّل مدينة حلب إلى "مقبرة ضخمة" في وقت تشير فيه الأخبار إلى استعداد حشود عسكريّة "لحرب شوارع" في المدينة بين فصائل المعارضة والقوّات النظاميّة في الأحياء الواقعة جنوب شرق المدينة.
وتواصل قوّات النظام تقدّمها في الأحياء الشرقيّة الواقعة تحت سيطرة المعارضة وقد اضطرّ عشرات الآلاف من أبناء المدينة للنزوح عن منازلهم.
ودعت موسكو إلى فتح ممرّات إنسانيّة لإخراج المدنيّين وإدخال المساعدات الانسانيّة والطبيّة إلى حلب في ظلّ تفاقم الأزمة الانسانيّة فيها.
وكانت كندا قد دعت إلى عقد جلسة للجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة منتصف الشهر الجاري لإصدار قرار ينصّ على وقف الانتهاكات ضدّ المدنيّين.
يقول سفير كندا لدى الأمم المتّحدة مارك اندريه بلانشار في حديث لتلفزيون سي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة إنّ الأوضاع خطيرة للغاية في شرق حلب ويضيف:
توقّع وصف للأوضاع في مجلس الأمن الدولي أنّه في حال لم يتمّ القيام بأيّ مبادرة بشأن حلب في الأيّام المقبلة، بأن تكون أشبه بمقبرة كبيرة في الأسابيع المقبلة، وأشبه بجحيم.
والمساعدات الانسانيّة متوقّفة منذ ما يزيد على 150 يوما ويتعذّر دخول قوافل المساعدات إلى شرق المدينة وقد نفذت المواد الغذائيّة نهاية الشهر الفائت يقول سفير كندا لدى الأمم المتّحدة مارك اندريه بلانشار ويتابع قائلا:
شوهد الناس وهم يأكلون العشب ويبحثون عن الطعام في القمامة. والوضع ملحّ للغاية ومنذ يوم السبت الفائت اضطرّ نحو من 25 ألف شخص للنزوح عن منازلهم.
ومن الملحّ أن يوجّه المجتمع الدولي رسالة صارمة وهذا ما نسعى للقيام به قال الدبلوماسي الكندي.
وهذا ما دفع بكندا إلى اتّخاذ المبادرة مع اثنتين وسبعين دولة وللدعوة إلى دور تلعبه الجمعيّة العموميّة كما يقول السفير بلانشار.
ويشير ردّا على سؤال بأنّ أيّ قرار يصدر عن الجمعيّة العموميّة لن يكون ملزما ويضيف:
إنّه ضغط سياسي وليس هنالك من حلّ سحري للأسف ولا يمكن أن يبقى العالم مكتوف الأيدي وصامتا إزاء هذه الكارثة التي هي مأساة إنسانيّة.
ويضيف أنّ نحوا من ربع مليون شخص محاصرون في حلب الشرقيّة و نحوا من 700 ألف شخص محاصرون في عدد من المدن السوريّة.
ومن المتوقّع أن يتدهور الوضع الانساني في حال لم يبادر العالم ويبذل قصارى جهده لمساعدتهم يقول سفير كندا لدى الأمم المتّحدة مارك اندريه بلانشار.
ولا بديل كما يقول عن التحرّك داخل الجمعيّة العموميّة، حتّى لو لم تكن قراراتها ملزمة.
ولا يمكن أن تبقى كندا مكتوفة الأيدي إزاء هذه الأزمة الانسانيّة لأنّ ذلك مخالف للقيم الكنديّة يقول السفير بلانشار.
ولا يستبعد أن تدعم كندا فكرة احتمال توجيه الدعوة إلى جلسة طارئة للجمعيّة العموميّة في ظلّ عجز مجلس الأمن الدولي عن القيام بدوره ويضيف:
في هذه المرحلة الراهنة، اختارت كندا الطريق الأقصر لأنّ الوضع طارئ وملحّ ويحتّم التحرّك في الأيّام المقبلة.
وكان من الأبسط دعوة رئيس الجمعيّة العموميّة إلى عقد جلسة عاديّة والتصويت على قرار وممارسة الضغط على كافّة الأطراف.
وأكّد السفير مارك اندريه بلانشار أنّ كندا لن تتردّد في حال لزم الأمر في تأييد انعقاد جلسة استثنائيّة وختم معربا عن أمله في أن تتمكّن قوافل المساعدة الطبيّة والغذائيّة من الدخول إلى شرق حلب وتنفيذ الخطّة الدوليّة لإجلاء الجرحى عن المدينة.
( راديو كندا الدولي/ هيئة الاذاعة الكنديّة)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.