Photo Credit: راديو كندا الدولي/RCI

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي السبت في 03-12-2016

مجموعة من تعليقات الصحف الكنديّة من إعداد وتقديم كلّ من مي أبو صعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.

احتلّ قرار الحكومة الكنديّة بشأن مشاريع أنابيب النفط حيّزا كبيرا في اهتمامات الصحف الكنديّة.

صحيفة ذي ناشونال بوست: رئيس الحكومة وضع نفسه في قلب العاصفة

في صحيفة ذي ناشونال بوست كتب الصحافي والمحلّل السياسي اندرو كوين متسائلا إن كانت الحكومات المنتخبة ديمقراطيّا تتّخذ قراراتها بشأن استخدام  الطاقة بالاستناد إلى أدلّة علميّة في إطار قانون محدّد من قبل محاكم مستقلّة.

أم أنّنا محكومون من الشارع في تحدّ على حدّ سواء للقانون والديمقراطيّة

وترى الصحيفة أنّ مزايا مشروع انبوب ترانس ماونتن وعيوبه البيئيّة والاقتصاديّة وسواها مفتوحة للنقاش.

وترى الصحيفة أنّه من حقّ المعارضين للمشروع اللجوء إلى المحاكم لمنعه.

ومن حقّهم التظاهر لتأليب الرأي العام ضدّه ولكنّ الأمر أبعد من ذلك تقول الصحيفة.

وتشير إلى احتمال حصول محاولات لمنع توسيع الأنبوب وخلق الفوضى ومخالفة القانون.

وترى أنّ العصيان المدني يعتمد في شرعيّته على التقيّد ببعض الواجبات، والاستعداد لتحمّل العقوبات بسبب مخالفة القانون.

وترى ذي ناشونال بوست أنّ رئيس الحكومة جوستان ترودو يواجه تحدّيا كبيرا رغم أنّه هيّأ الأرضيّة اللازمة لقراره بالموافقة على المشروع ورغم أنّه أبدى حسن نواياه بشأن حماية البيئة.

رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو ورئيسة حكومة البرتا راشيل نوتلي
رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو ورئيسة حكومة البرتا راشيل نوتلي © Justin Tang/Canadian Press

والقرارات التي اتّخذتها الحكومة بشأن سوق الكربون والقضاء على المحطّات العاملة على الفحم الحجري وخطّة حماية المحيطات لا تنمّ إطلاقا عن استهتار بحماية البيئة تقول الصحيفة.

وترى أنّ ترودو نفسه عمل على تحريض المعارضة وأنّ العاصفة التي سيتحمّلها هي من صنع يديه.

فقد أخطأ عندما وضع نفسه بين الذين هم على يساره والذين يصرّون على أنّ الحدّ من انبعاثات الكربون في العقود المقبلة يحول دون بيع النفط الكندي من جهة، وبين الذين هم على يمينه والذين يرون أنّ علينا أن نبيع نفطنا دون اتّخاذ اجراءات للحدّ من الانبعاثات تقول ذي ناشونال بوست.

صحيفة ذي غلوب اند ميل: الحكومة الليبراليّة سعت لتحقيق التوازن الصحيح

صحيفة ذي غلوب اند ميل رأت أنّه من الصعب أن نختلف مع طريقة الحكومة في تحليل ملفّ أنابيب النفط والتوصّل إلى إطار لتقليص الانبعاثات الملوّثة وإتاحة الفرصة أمام صناعة النفط لتعمل بكفاءة والبدء بالتحوّل نحو اقتصاد منخفض الكربون.

وتضيف الصحيفة أنّ الأنابيب هي وسيلة لنقل النفط وينبغي أن تكون آمنة قدر الامكان.

والأنابيب ليست مصادر مهمّة للغازات الدفيئة، ومحاولة  التخفيف من انبعاثات الكربون من خلال منع أنابيب جديدة هو أشبه بمحاولة تثبيط عزيمة السائقين من خلال خفض عدد محطّات وقود السيّارات.

وترى ذي غلوب اند ميل أنّ ترودو على حقّ وانّه من الممكن أن تلتزم كندا بتعهّداتها لحماية البيئة وتحقيق نموّ الاقتصاد ونموّ صناعة النفط في الوقت عينه.

ومنع أنابيب النفط مذهل سياسيّا ولكنّه يثير الكثير من الاحتجاجات.

ولكنّه غير مجد على الاطلاق من وجهة نظر بيئيّة إن كان يهدف لخفض انبعاث الغازات الدفيئة تقول الصحيفة.

وفي حال لم تكن لدى كندا أنابيب لنقل النفط الذي تنتجه، سيكون اقتصادها أقلّ قدرة وكفاءة.

وسيكون عجزها التجاري أكثر ارتفاعا لأنّها ستعتمد على وقود السيّارات المستورد وعلى نقل الغاز بالقطارات بكلفة أعلى وأمن أقلّ.

وترى ذي غلوب اند ميل أنّ قرار الحكومة بشأن أنابيب النفط كان مسيّسا وقد منعت مشروع نورذرن غيتواي لنقل النفط من البرتا نحو بريتيش كولومبيا وفرضت حظرا على ناقلات النفط في شمال سواحل بريتيش كولومبيا.

وهذا يعني مرور المزيد من الناقلات في مياه فانكوفر، وهو ما أثار غضب الكثيرين في المدينة تقول الصحيفة.

انبوب نفط
انبوب نفط © JONATHAN HAYWARD/PC

صحيفة لابريس: ماذا بشأن أنبوب انيرجي ايست

وننتقل إلى صحيفة لودوفوار حيث كتب جان روبير سان فاسون يقول إنّ رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو سعى لإرضاء الجميع بموافقته على مشرعي انابيب النفط ورفضه مشروعا ثالثا.

ويخطئ من يظنّ أن الموافقة على مشروعي ترانس ماونتن وانبريدج يعني انتهاء مشروع انيرجي ايست لنقل النفط من البرتا نحو نيو برنزويك مرورا بمقاطعات سسكتشوان ومانيتوبا واونتاريو وكيبيك.

وتتوقّع الصحيفة أن تستمرّ شركة ترانس كندا في الضغط على الحكومة الفدراليّة للموافقة على المشروع المذكور.

وتشير إلى أنّ نيوبرنزويك حريصة على أن يُنفّذ المشروع وكذلك أوساط الأعمال في كيبيك وهي مقرّبة من الحكومة الكنديّة في اوتاوا ومن حكومة كيبيك الليبراليّة.

ويلقى المشروع معارضة العديد من رؤساء البلديّات في مدن كيبيكيّة، كما يلقى معارضة العديد من قبائل السكّان الأصليّين.

وتتريّت حكومة كيبيك برئاسة فيليب كويار حتّى يصدر مكتب الجلسات العامّة حول البيئة تقريره قبل أن تعطي رأيها حول المشروع.

وتشير لودوفوار إلى اللقاء الذي يجمع في اوتاوا الأسبوع المقبل رئيس الحكومة الكنديّة ورؤساء حكومات المقاطعات للبحث في قضايا التنمية النظيفة ومكافحة التغيير المناخي.

وقد هدّدت اوتاوا بفرض ضريبة على الكربون في حال لم تكن الاجراءات المحليّة في المقاطعات كافية.

ولا تستبعد لودوفوار في ختام تعليقها أن يعمد جوستان ترودو إلى التلويح بورقة التحويلات الماليّة من اوتاوا لقطاع الصحّة حتّى ولو لم تكن له علاقة بالتغيير المناخي، لإقناع رؤساء حكومات المقاطعات بوجهة نظره المتناقضة القائبة بأنّ كندا منتج كبير للنفط ورائدة في مجال مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

" قطع الجسور"

رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار
رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار © PC/Graham Hughes

تحت عنوان: " قطع الجسور " ، علق المحرر في صحيفة لو دوفوار أنطوان روبيتاي على موقف رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار من المملكة العربية السعودية. قال :

خلال انعقاد قمة الدول الفرنكوفونية الأخيرة، بدا رئيس الحكومة الكيبيكية فيليب كويار مترددا في البداية بالنسبة إلى مسألة انضمام السعودية أو لا إلى المجموعة الفرنكوفونية، ومن ثم عارض انضمامها بوضوح. وعليه أن يعتمد تجاه السعودية الموقف نفسه الذي اعتمده رئيس الحكومة الكندية الأسبق براين مالروني من إفريقيا الجنوبية في ثمانينيات القرن الماضي.

ويرى روبيتاي أنه كلما برزت المملكة الوهابية في الأحداث، يتصرف كويار بطريقة غير متقنة، كما حدث نهاية الأسبوع في قمة الفرنكوفونية، حيث تردد في البداية باتخاذ موقف من طلب انضمام المملكة إلى الدول الفرنكوفونية  ومن ثم اتخذ موقفا متشددا وعلنيا ضد انضمامها.

ويمكن أن نفهم، كما أوضح المقربون منه، أن تردده الظاهر ، في البداية، مرده إلى مجرد حذر تجاه مفاوضات دبلوماسية سرية وكان بالتالي يحاذر نسفها. لكن يبقى أن كويار تردد في اتخاذ الموقف بالرغم من أنه تحدث عن مصير رئيف بدوي التعيس المسجون في السعودية كما اعتبر أنه من المستحسن أن تندمج مثل تلك الدول في المجتمع العالمي.

وهي ليست المرة الأولى التي يعرض فيها كويار سياسة " الانفتاح " تجاه السعودية، وهنا يحيد عن الطريق الصحيح. فكيف يمكن لرجل متصلب ، في السياسة الداخلية، بالنسبة إلى حقوق الإنسان ، ويلقي الاتهامات عند أول شك، " بإذكاء نار التعصب" ضد الأقليات، أن يدافع، في الشأن الدولي، عن سياسة الانفتاح تجاه دولة لا تحترم تلك الحقوق؟ اليس في ذلك تناقض فاضح؟

ويتابع أنطوان روبيتاي: عندما يدعو كويار إلى "اندماج" دولة ذات عادات مدانة إلى هذا الحد، يعرض نفسه لانتقاد الذين يعيرون له بعض النوايا  وهو أمر يكرهه كويار وعن حق. لكن ليس في وسعه أن ينكر أنه فعل أكثر من ممارسة الطب خلال خمس سنوات في تلك الدولة الدينية، فهو شغل أيضا منصب مستشار لوزير الصحة السعودي السابق خلال السنوات التي سبقت عودته إلى الساحة السياسية عام 2013 ، ولا أحد يعرف بالضبط المهمة التي أوكل بها كمستشار لدى وزير الصحة. وكان كرر أكثر من مرة أن مهمته كانت الذهاب إلى السعودية لمدة ثلاثة أيام في السنة للمشاركة في لقاءات طبية. لكن كويار كان يتقاضى أجره من السعودية . فهل تدخلت المملكة في نهاية الأسبوع لديه ليدعم انضمامها إلى الفرنكوفونية؟ " لا، أبداً " يجيب المقربون منه.

ويذكّر انطوان روبيتاي بموقف رئيس الحكومة الكندية الأسبق براين مالروني في الثمانينيات الذي لم يعتمد سياسة "الاندماج والانفتاح إنما سياسة فرض العقوبات ضد إفريقيا الجنوبية وحكومة بيتر بوتا، بالرغم من معارضة رئيسة الحكومة البريطانية يومها مارغاريت تاتشر. وعلى كويار، في مواجهة العربية السعودية، أن يستوحي هذا المبدأ غير الملتبس أبدا. والموقف الذي اعتمده أخيرا يوم السبت برفض انضمام السعودية إلى الفرنكوفونية يسير في هذا الاتجاه ما يستحق التأييد، يخلص أنطوان روبيتاي مقاله في صحيفة لو دوفوار.

سيارة عسكرية تنقل اليوم رماد زعيم كوبا التاريخي فيديل كاسترو في العاصمة هافانا متجهة في رحلة تدوم أربعة أيام إلى مثواه الأخير سانتياغو دي كوبا، مهد الثورة الكوبية في شرق جزيرة كوبا
سيارة عسكرية تنقل اليوم رماد زعيم كوبا التاريخي فيديل كاسترو في العاصمة هافانا متجهة في رحلة تدوم أربعة أيام إلى مثواه الأخير سانتياغو دي كوبا، مهد الثورة الكوبية في شرق جزيرة كوبا © Noel West / Reuters

ترودو ومسألة المشاركة في جنازة كاسترو

تناول كاتب العمود في "لو جورنال دو مونتريال" ريجان باران قرار رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بعدم المشاركة في جنازة فيديل كاسترو الذي توفي ليل الجمعة الفائت عن 90 عاماً.

يُذكر أن ترودو اتخذ هذا القرار بعد تعرضه لانتقادات لاذعة، لاسيما من خصومه السياسيين ومن إعلاميين ومدونين، بسبب بيان التعزية الذي أصدره والذي كان مفعماً بالتقدير للزعيم الكوبي التاريخي. فقد اتهمه منتقدوه بأنه أغفل انتهاكات كاسترو لحقوق الإنسان، ما دفعه للتأكيد أنه لم يحاول التقليل من تلك الانتهاكات.

"رئيس حكومتنا سيمتنع عن المشاركة في جنازة فيديل كاسترو بعد تعرضه لانتقادات شديدة وإقراره بأن هذا الأخير كان ديكتاتوراً"، يقول باران. وبعد عدم تمالكه عن إخفاء حماسه للثائر الذي كان صديقاً لوالده، رئيس الحكومة الكندية الراحل بيار إليوت ترودو، يتلطى الآن جوستان ترودو وراء حجج زائفة كي لا يذهب إلى جنازة كاسترو، يضيف باران في مقاله وهو بعنوان "رئيس حكومة جبان فجأة".

هذا الانزعاج المفاجئ ذو إحراج مزدوج، فهو يكشف عن رئيس حكومة قصير النظر وينبئ بسياسة انبطاحية تجاه الولايات المتحدة، يقول باران الذي يذكّر بأنه سبق له أن أشار إلى أن سجل كاسترو لم يتضمن فقط نقاطاً إيجابية ولكن أنه يرى أن الزعيم الكوبي الراحل حقق تقدماً هاماً لشعبه، فـ"كوبا تأتي قبل دول عديدة في أميركا اللاتينية من حيث جودة الحياة فيها".

ويضيف الكاتب أن لديه صعوبة في فهم حدة الهجمات على الرئيس الكوبي السابق والنبرة الواعظة للعديد من كتاب الأعمدة في مخاطبتهم من لا يشاطرون أحكامهم.

فإذا لم تكن الفضائل وحدها من سمات كاسترو، فالأمر ينطبق أيضاً على العديد من زعماء العالم، يقول باران، ورغم ذلك لم تُحدث وفاة هؤلاء كل هذا الاضطراب المتصل برحيل الثائر الكوبي الذي نشاهده الآن.

الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو (إلى اليمين) مقدماً التعازي لجوستان ترودو بوفاة والده رئيس الحكومة الكندية الأسبق بيار إليوت ترودو في مونتريال عام 2000
الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو (إلى اليمين) مقدماً التعازي لجوستان ترودو بوفاة والده رئيس الحكومة الكندية الأسبق بيار إليوت ترودو في مونتريال عام 2000 © الأرشيف الكوبي

لم أقرأ كثيراً من النصوص التي نددت بمشاركة رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر وأسلافه في جنازة رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق آرييل شارون "المسؤول عن مجازر صبرا وشاتيلا" بحق الفلسطينيين في لبنان وعن "الاستيطان الوحشي في فلسطين"، يقول كاتب العمود في "لو جورنال دو مونتريال".

ومن السخيف رؤية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يطلب من السلطات الكوبية أن تفعل المزيد من أجل شعبها تحت طائلة إلغاء التفاهمات المبرمة مع إدارة سلفه الديمقراطي باراك أوباما، بينما ظلت الإدارات الأميركية المتعاقبة ساكنة تجاه أنظمة بيرون في الأرجنتين وبينوشيه في تشيلي وسوموزا في نيكاراغوا وأنظمة ديكتاتورية أخرى في أميركا اللاتينية تركت شعوبها في حالات أكثر رداءة من التي ترك فيها كاسترو شعبه، يضيف باران الذي كان رئيساً لـ"مركزية نقابات كيبيك" (Centrale des syndicats du Québec) بين عاميْ 2003 و2012.

كُتاب الأعمدة والسياسيون عندنا كانوا أقل هيجاناً للتعبير عن سخطهم من العاهل السعودي الملك عبدالله عند وفاته في وقت كانت فيه شهادات التقدير له تصدر من كافة أنحاء العالم، بما في ذلك من هنا على لسان رئيس الحكومة الكندية آنذاك ستيفن هاربر، يقول باران.

وكم من البلوتوقراطيين (الحكام الأثرياء) الآخرين المتظاهرين بالديمقراطية رحلوا عن هذه الدنيا على مر السنين دون أن يثور أحد ضد كلمات التقدير التي قيلت فيهم عند وفاتهم أو ضد مشاركة رؤساء حكوماتنا في جنازاتهم؟ يتساءل الكاتب.

"احتراماً للكوبيين وحرصاً على استقلالية السياسة الخارجية لكندا، على جوستان ترودو أن يشارك في جنازة الرئيس الكوبي الراحل فيديل كاسترو"، يختم ريجان باران في "لو جورنال دو مونتريال".

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.