آلان جوبيه خلال تجمع سياسي في شهر أكتوبر تشرين الأول في ضاحية باريس

آلان جوبيه خلال تجمع سياسي في شهر أكتوبر تشرين الأول في ضاحية باريس
Photo Credit: Philippe Wojazer / Reuters

من الصحافة الكندية: حول التأثير السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي

تحت عنوان "بحر الأوحال" كتبت ليزيان غانيون مقالا في صحيفة لابريس جاء فيه: آلان جوبيه هو آخر ضحية لشبكات التواصل الاجتماعي، هذه المصيبة التي تشل حاليا كامل النشاط السياسي من خلال نشر أسوأ الأكاذيب على مثال ما رأينا خلال حملة البريكسيت ومسيرة الانتصار التي أوصلت دونالد ترامب للبيت الأبيض.

إن المرشح الخاسر في الانتخابات الأولية لليمين الفرنسي وصف بشكل منتظم كصديق كبير للتطرف الإسلامي رغبة ليس إلاّ لجعله يدفع ثمن مواقفه المعتدلة تجاه الأقلية المسلمة.

وخلال حملات التشويه التي كان يقودها بشكل خاص مجموعة تدعو نفسها "كتلة هوية آكيتين" تم إطلاق تسمية " علي جوبيه مفتي بوردو الكبير" على آلان جوبيه.

وقامت هذه المجموعات بنشر صور مركبة تمثل جوبيه ملتحيا مرتديا جلبابا.

آلان جوبيه خلال زيارته الأخيرة لمونتريال برفقة عمدة مونتريال دوني كودير
آلان جوبيه خلال زيارته الأخيرة لمونتريال برفقة عمدة مونتريال دوني كودير © Benoît Chapdelaine

وتتهم هذه المجموعات جوبيه بأنه دعم بناء مسجد كبير في بوردو وهو مشروع لم ير النور حتى الآن مع الإشارة إلى أن المشروع المذكور لم يكن بهذه العظمة التي تم تصويره بها وبالفعل لم يكن غير عادي.

وكانت هذه المجموعات قد ضخمت علاقاته مع طارق أوبرو مفتي بوردو الكبير الذي كان على ما يعتقد قريبا من الإخوان المسلمين قبل أن يدعو لإسلام ليبرالي ويندد بالجهاديين ما تسبب بأن يحكم عليه تنظيم الدولة الإسلامية المسلح بالموت.

وأين ما هو غير طبيعي بأن ينمي عمدة مدينة علاقات طيبة مع قادة روحيين في مدينته؟

إنني أبعد من أن أعزو بشكل حصري فشل آلان جوبيه في الانتخابات الأولية لحملات التشويه هذه التي استهدفته، في وقت كان نيكولا ساركوزي رئيس وزراء فرنسا في ظل حكم الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك يرزح تحت عبء "فضائح" ما زالت تثير تساؤلات وبينما كان فرنسوا فيون يتمتع بسمعة نزيهة لا تشوبها  شائبة.

وفي وقت كان فيه فرنسوا فيون يظهر بمظهر الأنيس والهادىء كان عمدة بوردو يعطي الانطباع بأنه يعكس صورة التكنوقراطي المتعجرف.

مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية فرنسوا فيون رئيس الوزراء الأسبق
مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية فرنسوا فيون رئيس الوزراء الأسبق © Radio-Canada

أخيرا، حملته الانتخابية السيئة التي فرض فيها نفسه كجامع لجميع الفرنسيين دون الأخذ بعين الاعتبار حساسية فرنسيي اليمين التي كان عليه أن يلتزم بها.

يبقى أن شبكات التواصل الاجتماعي هذه الماكينات الهائلة لفبركة الأكاذيب تحت غطاء الأسماء المستعارة ساهمت بتعميق الهوة بين المرشحين النهائيين للانتخابت الأولية لليمين كما هي الحال بالنسبة لحملة البريكسيت والانتخابات الرئاسية الأميركية.

أيتوجب التذكير بأن "النبأ" الأكثر مطالعة وقراءة كان نبأ دعم البابا فرنسيس لدونالد ترامب؟

وفي واشنطن، الأسبوع الماضي، كان مطعم للبيتزا على وشك أن يقفل أبوابه عندما كان هدفا لتهمة تم تداولها بشكل كثيف على شبكات التواصل الاجتماعي تقول بأنه في إحدى غرف المطعم الخلفية تختبىء شبكة من مستغلي الأطفال جنسيا تقودها ليس سوى هيلاري كلينتون بذاتها.

إن كندا ليست بمنأى عن عمليات التجاوز هذه. فمنذ عدة سنوات كان يكفي أن تكتب على غوغل اسم امرأة رجل سياسي هام حتى تكتشف "وقائع" مذهلة عن الحياة الشخصية الخاصة للزوجين.

هذه "المعلومات" الهزيلة التي تمت صياغتها على أنها معلومات جدية ما زالت توجد على شبكة الإنترنيت.

وهنا في كيبك، العديد من الأشخاص اعتتقدوا بالشائعة التي لا معنى لها ومفادها أن الصحافية آن ماري دوسو تربطها علاقة غرامية بوزير الصحة في مقاطعة كيبك غايتان باريت! وكان الاثنان قد تبادلا بشكل مبهم عبارات الاستحسان في برنامج Tout le monde en parle لتلفزيون هيئة الإذاعة الكندية وكان موقع هزلي يدعى Le Journal de Mourréal قد اخترع هذه العلاقة مع صورة مفبركة ما قد يجعل من قارئ شارد ليقرأ النبأ على أنه من صحيفة Le Journal de Montréal.

إذا، يتوجب علينا أن لا نستغرب شيئا. فإذا كانت هيلاري كلينتون تدير شبكة لاستغلال الأطفال جنسيا وإذا كان آلان جوبيه جهاديا، إذا لا شيء يستحق التصديق.

نحن إذا في حالة عدمية، في عالم حيث المعلومات الصادقة توجد مغمورة في بحر من الوحول ختمت ليزيان غانيون مقالها في صحيفة لابريس.

(صحيفة لابريس/ راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.