تحت عنوان : " حفارو القبور " كتب المحرر في صحيفة لو دوفوار غي تايفير يقول:إن الغرب بصورة عامة، والولايات المتحدة بصورة خاصة، وأكثر من أي يوم مضى، يجد نفسه عاجزا في
مواجهة روسيا التي تحولت بمنطق استراتيجي وعسكري، إلى سيدة القرار في سوريا، والنتيجة؟ حلب على طريق أن تصبح " مقبرة كبيرة "، كما حذرت الأمم المتحدة، كما لو أن الحرب لم تحول بعد حلب وسوريا إلى ساحات موت. والأولوية حاليا هي مواجهة المأساة الإنسانية.
فيوم الأربعاء الفائت، حصدت القذائف خمسين قتيلا على خط التماس الفاصل بين شرق حلب وغربها، رجال ونساء وأطفال وأسر كانت تسعى للعبور إلى غرب المدينة الأكثر أمانا.
ويتابع غي تايفير: من الصعب معرفة الحسابات التي يجريها فلاديمير بوتين وبشار الأسد، المستعجلان لاستعادة حلب قبل تسلم دونالد ترامب السلطة في الولايات المتحدة في العشرين من الشهر المقبل ووضعه أمام الأمر الواقع. علما أنه أكد خلال حملته الانتخابية رغبته في إقامة "علاقات متينة" مع موسكو واعتباره أن الأسد يشن الحرب على "الدولة الإسلامية" ، وهو أمر خاطئ لأن الحرب على "الدولة الإسلامية " ليست في أولويات موسكو ودمشق. وموقف ترامب هذا يمكن ترجمته على أنه أعطاهما الضوء الأخضر، والطريق أمامهما مفتوحة وخاصة في حال وصول فرانسوا فيون إلى رئاسة فرنسا، وهو بدوره يسعى إلى تقارب مع بوتين. والطريق مفتوحة أيضا لكون أوباما بالغ في الحياد والتردد وعدم التدخل، ونرى اليوم النتيجة الكارثية لهذا الموقف. والنتيجة؟ بشار الأسد على وشك استعادة " سوريا المفيدة" وموسكو تتحول إلى اللاعب الأساسي في المنطقة على وقع كارثة إنسانية مخيفة.
ويتساءل غي تايفير: فما العمل إذاً؟ ويجيب: على الأمم المتحدة أن تخرج فورا من عجزها قبل أن يتحول العجز إلى لامبالاة، يخلص غي تافير مقاله في صحيفة لو دوفوار.
وفي مجال مختلف، وتحت عنوان: " عندما يهتز العالم " كتب المحرر في صحيفة لو جورنال دو مونتريال ماتيو بوك كوتي يقول:
قلما يهتم الكيبيكيون بالأحداث العالمية فهم يعتقدون أنهم شبه منقطعين عن العالم ويكتفون بإلقاء نظرة سريعة على ما يجري حولهم، بينما عليهم التخلص من هذه العادة السيئة لأن العالم يتحرك، ويتحرك بسرعة. ولنقم بجردة بما حدث في الأشهر القليلة الماضية:
في حزيران – يونيو، صوت البريطانيون لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي. في تشرين الثاني – نوفمبر، انتخب الأميركيون دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، واختار اليمين الفرنسي فرانسوا فيون مرشحا للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة.
يوم الأحد الفائت، كاد اليمين الشعبوي أن يفوز بالرئاسة في النمسا، وفي اليوم نفسه رفض الإيطاليون في استفتاء عام، الإصلاح الدستوري الجذري الذي قدمه رئيس الحكومة، ما قد يتسبب بفوضى في وسط الاتحاد الأوروبي.
ويتابع ماتيو بوك كوتي: يمر الغرب حاليا في حالة اضطراب، وحلم العولمة السعيدة يتلاشى، حلم عالم تتراجع فيه السياسة أمام الاقتصاد، وتكفي فيه حقوق الإنسان لتنظيم حياة المجتمع، وحيث يلبي الاقتصاد حاجات الإنسان الأساسية، وحيث تشكل التعددية ثروة وغنى. حلم عالم حيث تتحول الهجرة الكثيفة إلى فرصة، وحيث يمكن للإسلام أن يستقر في العالم الغربي بدون مشاكل ، حلم عالم مسالم حيث تقود النخبة مصير الشعوب.
ويتابع ماتيو بوك كوتي: هذا العالم لم نعد نؤمن بتحقيقه فالشعوب تريد الثورة، ثورة سياسية، اجتماعية، ديموقراطية، اقتصادية ، ثورة تثبيت هوية. وهي تطمح إلى قادة يكفون عن تبرير فشلهم ، إنما يواجهون المشاكل الكبرى مباشرة. وعلى الكيبيكيين أن يعيروا انتباههم لهذا الواقع، يختم ماتيو بوك كوتي مقاله في لو جورنال دو مونتريال.
راديو كندا الدولي – لو دوفوار - لو جورنال دو مونتريالاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.