اثارت موافقة الحكومة الكنديّة على تعزيز قدرات أنبوب ترانس ماونتن لنقل النفط من البرتا نحو بريتيش كولومبيا ردود فعل عديدة في كندا.
وإذ لقيت الموافقة الترحيب والارتياح في مقاطعة البرتا، فقد أثارت ردود فعل مندّدة، ولا سيّما في أوساط دعاة البيئة والسكّان الأصليّين في بريتيش كولومبيا.
وقبل الحديث عن ردود الفعل، لمحة سريعة عن أنبوب ترانس ماونتن الذي أنشأته في العام 1952 شركة كيندر مورغان الأميركيّة المتخصّصة في البنى التحتيّة للطاقة.
وكان المجلس الوطني للطاقة قد أعطى موافقته بشروط على مشروع الأنبوب.
وسوف ينقل الأنبوب بعد توسعته، ثلاثة أضعاف كميّات النفط الخام المنقولة حاليّا.
وقامت رئيسة حكومة البرتا راشيل نوتلي بزيارة إلى مقاطعة بريتيش كولومبيا المجاورة استمرّت يومين للترويج للأنبوب المذكور الذي يلقى معارضة قويّة فيها كما يقول كريس براون الصحافي في تلفزيون سي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة ويضيف:
ارتفعت هتافات تدعو إلى سجن رئيسة الحكومة راشيل نوتلي خلال تجمّع في ادمنتون لمعارضة ضريبة الكربون، وطغى ذلك على المفاوضات بشأن أنبوب ترانس ماونتن.

ويتابع براون مشيرا إلى أنّ وزير الهجرة السابق كريس الكساندر المرشّح لزعامة حزب المحافظين والذي كان حاضرا خلال التجمّع لم يسارع فورا للتنديد بالهتافات الشبيهة بتلك التي أطلقها مناصرون لدونالد ترامب خلال الحملة الانتخابيّة ودعوه فيها لسجن المرشّحة الديمقراطيّة هيلاري كلينتون.
وتعلّق راشيل نوتلي على تلك الهتافات ونستمع إلى ما تقوله بشأنها:
رأينا أدلّة متزايدة حول تنامي حركة اليمين البديل في صفوف المحافظين في البرتا وأيضا في صفوف حزب المحافظين في كندا وهذا مؤسف.
وأعتقد أنّ هذه الهتافات تتعارض مع القيم الكنديّة بمعنى أنّه ينبغي عدم التهديد بزجّ القيادات المنتخبة ديمقراطيّا في السجن.
ويتابع الصحافي في سي بي سي كريس براون موضحا توجّهات اليمين البديل ويقول:
في الولايات المتّحدة كلمة اليمين البديل تعني مجموعات تتبنّى العنصريّة والتمييز على أساس الجنس وايديولوجيّة تفوّق البيض.
وقد وصفت نوتلي ما جرى بأنّه الطرف القبيح من السياسة.
وأكّدت رئيسة حكومة البرتا راشيل نوتلي في حديث لراديو سي بي سي أنّ تعزيز قدرات انبوب ترانس ماونتن سيترك مضاعفات إيجابيّة على اقتصاد بريتيش كولومبيا وتابعت موضحة:
هنالك فوائد اقتصاديّة كبيرة لبريتيش كولومبيا، وسوف يرتفع الناتج المحلّي الاجمالي بمليار دولار سنويّا عندما يكتمل المشروع، و سيكون هنالك 35 ألف شخص/سنة من العمل، و15 ألف وظيفة دائمة.

وتتابع قائلة إنّ الارقام تلك تستند إلى احصاءات ودراسات صادرة عن مؤسّسة الكونفرانس بورد وتضيف:
بالنسبة لموضوع البيئة، من الواضح أنّ الناس قلقون بشأن سلامة السواحل والتغيير المناخي.
وبالنسبة للتغيير المناخي، قد يجهل الكثيرون أنّ حكومة البرتا كانت صارمة للغاية في خطّتها على هذا الصعيد.
والحكومة تضع اللمسات الأخيرة بشأن الخطّة المتعلّقة بوضع سقف للانبعاثات الملوّثة.
وتؤكّد نوتلي أنّه لن يتمّ تجاوز هذا السقف بغضّ النظر عن تنفيذ مشروع الأنبوب او عدم تنفيذه.
وتشير إلى أنّ الحكومة الكنديّة رصدت موازنة بقيمة مليار ونصف مليار دولار لأمن السواحل.
ورفعت المعايير المتعلّقة بالانبعاثات الناجمة عن حركة النقل بالسفن.
وتتابع مؤكّدة أنّ اقتصاد مقاطعتي البرتا وبريتيش كولومبيا مترابط .
وقبل انهيار أسعار النفط عام 2012، كسب نحو من 44 ألف شخص في بريتيش كولومبيا مداخيلهم من البرتا وكانوا بمعظمهم يعملون في صناعة النفط والغاز.
وحركة السياحة ناشطة من البرتا نحو المقاطعة الجارة، و لا بدّ أن تتأثّر بريتيش كولومبيا عندما يتراجع الاقتصاد في البرتا.
وتتحدّث نوتلي عن أهميّة المشروع بالنسبة لكندا ككلّ وتقول إنّ النفط والغاز يشكّلان 20 بالمئة من الصادرات الكنديّة وتضيف:
السوق الأكبر والمربحة أكثر لهذا المنتج هي في الغرب في دول آسيا والهادي.
وسوف يكون هنالك فرق مهمّ في الأرباح التي ستعود على المنتجين الكنديّين في حال أمكننا ولوج هذه الأسواق بدل البيع بأسعار منخفضة للولايات المتّحدة.
وتؤكّد ردّا على سؤال أنّ عدد ناقلات النفط سيرتفع في ميناء فانكوفر وفي بريتيش كولومبيا .
ولكنّها تتمتّع بمعايير سلامة في غاية التطوّر مقارنة بناقلات أخرى، وسوف يتمّ تطوير كافّة إجراءات السلامة بما يضمن تراجع مخاطر وقوع حوادث تسرّب نفط قالت رئيسة وزراء البرتا راشيل نوتلي.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.