تحت عنوان: " جاء دور إيطاليا " علقت المحررة في صحيفة لا بريس ليزيان غانيون على الوضع في الاتحاد الأوروبي، قالت:
الاتحاد الأوروبي، تلك الفكرة الرائعة التي كان من شأنها محو ذاكرة حروب القرن العشرين الكبيرة، تتعرض مرة أخرى للاهتزاز، وهذه المرة في إيطاليا.
فاستقالة رئيس الحكومة ماتيو رانزي الذي تهوّر بربط مصيره باستفتاء عام حول إصلاحات معقدة للدستور ، سيؤدي إلى أزمة مالية لثالث أقوى دولة أوروبية في منطقة اليورو وسيعزز بصورة غير مباشرة صعود معارضة غير مطمئنة. وخروج إيطاليا من الاتحاد سيشكل البداية الحقيقية لتفكيك أوروبا.
صحيح أن خروج بريطانيا من الاتحاد كان ضربة مؤلمة، ولكن محدودة لكون بريطانيا خارج منطقة اليورو، بينما إيطاليا هي بين الدول المؤسسة الست مع فرنسا وألمانيا.
وتتابع ليزيان غانيون: ثمة من يعتبر أن هناك علاقة بين انتخاب دونالد ترامب بما يجري حاليا في أوروبا، لكن تأثير ترامب لا علاقة له بمجريات الأحداث في أوروبا، فقبل السماع حتى باسم ترامب، كان الاتحاد الأوروبي يعاني من المشاكل جراء تيارات شعبوية وشكوك من جدواه.
وتستعرض ليزيان غانيون الأوضاع في بعض الدول الأوروبية:
النمسا نجت بأعجوبة من السقوط في حكم اليمين المتطرف عبر تصويتها ضد مرشح مرتبط ببعض العناصر النيونازية. لكن الوضع أكثر سوداوية في دول أخرى.
ففي أوروبا الشرقية، صوتت المجر وبولونيا، اللتان كانتا خاضعتين للفلك السوفياتي غير الديموقراطي، لمصلحة حكومة استبدادية ومغالية في شعورها الوطني استغلت مشاعر الشعب المعادي للهجرة للبقاء في السلطة، بينما الدانمرك وهولندا، العريقتان في الديموقراطية، فتضم أحزابا تكافح ضد ما تصفه ، خلافا للحقيقة، " بتفشي أسلمة المجتمع" والظاهرة نفسها نشهدها في فرنسا حيث من المحتمل أن تصل زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبين إلى دورة الانتخاب الثانية.
أما في بريطانيا فقد شهدنا خلال حملة البريكسيت أن كبش المحرقة لم يكن المسلم الأسمر ، إنما البولوني الأبيض والمسيحي المسؤول عن "سرقة" الوظائف وتراجع المرتبات، وحيث لجأ مليون بولوني باحث عن عمل.
وترى ليزيان غانيون أن مؤيدي الاتحاد الأوروبي يبقون أكثرية ولكن ليس بدون قيد أو شرط. فقليلون هم القادة الأوروبيون الذين مع تمنيهم ببقاء الاتحاد، لا يطالبونه بتغييرات في الإدارة والتوجه .
وتخلص ليزيان غانيون مقالها في لا بريس بالقول: في هذا الجو من الاستياء العام فإن أهم المدافعين عن بقاء الاتحاد هم الانفصاليون الاسكتلنديون والكاتالانيون الذين يعتبرون أن انضمامهم للاتحاد الأوروبي يحميهم من الوقوع في العزلة بعد الانفصال.
راديو كندا الدولي – صحيفة لا بريساستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.