Photo Credit: راديو كندا الدولي/RCI

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي يوم السبت 10-12-2016

مجموعة من تعليقات الصحف الكنديّة التي صدرت خلال الأسبوع من إعداد وتقديم كلّ من مي أبو صعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.

تواصل الصحف الكنديّة اهتمامها بالتطوّرات على الساحة السوريّة.

سوريّا مقبرة الإنسانيّة

سوريّا مقبرة الانسانيّة، عنوان اختاره الصحافي الكساندر سيروا لتعليقه في صحيفة لابريس.

تقول الصحيفة إنّ كلّ ما تبقّى القيام به في الملفّ السوري هو الركوع.

وتنقل عن  ستيفن اوبراين رئيس مكتب الشؤون الانسانيّة التابع للأمم المتّحدة "أنّنا نترجّى" أطراف النزاع أن يبذلوا جهودهم لحماية المدنيّين وتسهيل الدخول إلى حلب الشرقيّة قبل أن تصبح "مقبرة كبيرة" كما قال اوبراين.

وكلمة مقبرة لا تُستخدم بعد للحديث عن الجزء الشرقي من حلب، ولكنّ البلاد بأكملها أصبحت مقبرة كبيرة تقول لابريس.

فمنذ انطلاق الأحداث عام 2011 في سياق ما يسمّى الربيع العربي، سقط نحو من 300 ألف قتيل في هذا البلد الذي تقارب مساحته مساحة ولاية فلوريدا الأميركيّة.

والمسؤول عن هذه المجزرة هو الرئيس السوري بشّار الأسد الذي خلف والده في السلطة عام 2000.

أطفال في أحد أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة في 23-11-2016
أطفال في أحد أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة في 23-11-2016 ©  Abdalrhman Ismail / Reuters

وتشير بعض التقديرات إلى أنّ 90 بالمئة من الضحايا سقطوا على يد هذا الطاغية وحلفائه الوحشيّين تقول لابريس.

وتضيف أنّ الرئيس السوري أصبح ينام مرتاح البال منذ فترة:

أوّلا لأنّه يتمكّن من السيطرة على المعارضة بمساعدة روسيّا وايران ، ولأنّ دونالد ترامب فاز على منافسته هيلاري كلينتون بالدرجة الثانية.

والدكتاتور السوري قال مؤخّرا إنّ ترامب سيكون حليفه الاستراتيجي.

فقد ألمح ترامب خلال حملته الانتخابيّة إلى أنّه سيكون بجانب فلاديمير بوتين وبشّار الأسد.

وفي حال مواصلة مكافحة تنظيم "الدولة الاسلاميّة"، لا بدّ من التأكيد أنّ معارضي النظام السوري ليسوا كلّهم إرهابيّين تقول لابريس.

وينبغي ألاّ ننسى أنّ القوّات السوريّة وحلفاءها يرتكبون جرائم ضدّ الانسانيّة كما قال الرئيس الأميركي باراك اوباما.

وسيكون من المشين أن يشارك الأميركيّون في هذه المجزرة.

وقد تؤدّي هذه الاستراتيجيّة على المدى البعيد إلى بروز أعداء جدد للنظام وبالتالي إلى استمرار الحرب الأهليّة تقول لابريس.

والأمل في ألاّ يقع دونالد ترامب في تلاعبات بوتين والأسد، وأن يسعى لإقناعهما بإمكانيّة حلّ الأزمة من خلال الدبلوماسيّة والتفاوض والحوار .

طفل عراقي يبكي بين يدي جندي في حيّ الانتصار في الموصل
طفل عراقي يبكي بين يدي جندي في حيّ الانتصار في الموصل © Zohra Bensemra / Reuters

ولن يقود الرئيس الأميركي الجديد السوريّين على طريق السلام إن هو شارك في قصفهم إلى جانب بشّار الأسد تقول لابريس في ختام تعليقها.

صحيفة ذي ناشونال بوست: الغرب يدين روسيّا وحلب مدمّرة

صحيفة ذي ناشونال بوست كتبت تقول إنّ كندا وخمس دول غربيّة أخرى دعت إلى وقف النار بصورة فوريّة في حلب واتّهمت روسيّا بعرقلة كلّ الجهود المبذولة لوقف حمّام الدم.

وهدفت كلّ من كندا والولايات المتّحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا  من خلال موقف دبلوماسي موحّد، إلى الوصول إلى وقف للنار لمدّة خمسة أيّام في حلب الشرقيّة، لفسح المجال أمام خروج المدنيّين بعد أن أصبحت قوّات المعارضة محاصرة من قبل القوّات النظاميّة وحلفائها.

وتنقل ذي ناشونال بوست عن  سامنتا باور السفيرة الأميركيّة لدى الأمم  المتّحدة أنّ الدبلوماسيّة لم تساعد الشعب السوري وأنّ الولايات المتّحدة لن تتخلّى عن نهجها.

وتشير الصحيفة إلى القصف الذي تعرّضت له حلب الشرقيّة والأزمة الانسانيّة المتفاقمة ونزوح نحو من 80 ألف شخص.

والموادّ الغذائيّة تكاد تنفذ ومخزون الوقود يتضاءل لدرجة قد يتعذّر معها على فرق الإغاثة الوصول إلى الجرحى تقول ذي ناشونال بوست.

وتتابع مشيرة إلى أنّ الأمم المتّحدة تحذّر أيضا من أزمة إنسانيّة في الموصل حيث تشنّ القوّات العراقيّة حرب شوارع وتتنقّل من منزل إلى منزل لمكافحة مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وتستعدّ المفوضيّة العليا للاجئين لنزوح جماعي محتمل قد يشمل 700 ألف من المدنيّين السُنّة مع اقتراب فصل الشتاء.

وتنقل عن برونو جيدو ممثّل المفوضيّة العليا للاجئين في العراق قوله إنّ الظروف الصعبة وارتفاع عدد المدنيّين النازحين تستنزف قدرات منظّمات الاغاثة.

وتتحدّث الصحيفة عن ظروف مناخيّة صعبة وعن أمطار غزيرة قد تتسبّب بحدوث فيضانات وتشير إلى أنّ 80 ألف نازح يقيمون في مخيّمات في شرق الموصل.

وقدرة الاستيعاب تتراجع ولم تعد تتّسع إلاّ ل 30 ألف لاجئ.

ومن غير المعروف عدد الذين قد ينزحون من بين مليون شخص ما زالوا في الموصل تقول ذي ناشونال بوست.

مقاتلة روسية تقصف حلب
مقاتلة روسية تقصف حلب © PC/PC

"حفارو القبور"

تحت عنوان : " حفارو القبور " كتب المحرر في صحيفة لو دوفوار غي تايفير يقول:

إن الغرب بصورة عامة، والولايات المتحدة بصورة خاصة، وأكثر من أي يوم مضى، يجد نفسه عاجزا في مواجهة روسيا التي تحولت بمنطق استراتيجي وعسكري، إلى سيدة القرار في سوريا، والنتيجة؟ حلب على طريق أن تصبح " مقبرة كبيرة "، كما حذرت الأمم المتحدة، كما لو أن الحرب لم تحول بعد حلب وسوريا إلى ساحات موت. والأولوية حاليا هي مواجهة المأساة الإنسانية.

فيوم الأربعاء الفائت، حصدت القذائف خمسين قتيلا على خط التماس الفاصل بين شرق حلب وغربها، رجال ونساء وأطفال وأسر كانت تسعى للعبور إلى غرب المدينة الأكثر أمانا.

ويتابع غي تايفير: من الصعب معرفة الحسابات التي يجريها فلاديمير بوتين وبشار الأسد، المستعجلان لاستعادة حلب قبل تسلم دونالد ترامب السلطة في الولايات المتحدة في العشرين من الشهر المقبل ووضعه أمام الأمر الواقع. علما أنه أكد خلال حملته الانتخابية رغبته في إقامة "علاقات متينة" مع موسكو واعتباره أن الأسد يشن الحرب على "الدولة الإسلامية" ، وهو أمر خاطئ لأن الحرب على "الدولة الإسلامية " ليست في أولويات موسكو ودمشق. وموقف ترامب هذا يمكن ترجمته على أنه أعطاهما الضوء الأخضر، والطريق أمامهما مفتوحة وخاصة في حال وصول فرانسوا فيون إلى رئاسة فرنسا، وهو بدوره يسعى إلى تقارب مع بوتين. والطريق مفتوحة أيضا لكون أوباما بالغ في الحياد والتردد وعدم التدخل، ونرى اليوم النتيجة الكارثية لهذا الموقف. والنتيجة؟ بشار الأسد على وشك استعادة " سوريا المفيدة" وموسكو تتحول إلى اللاعب الأساسي في المنطقة على وقع كارثة إنسانية مخيفة.

ويتساءل غي تايفير: فما العمل إذاً؟ ويجيب: على الأمم المتحدة أن تخرج فورا من عجزها قبل أن يتحول العجز إلى لامبالاة، يخلص غي تافير مقاله في صحيفة لو دوفوار.

وفي مجال مختلف، وتحت عنوان: " عندما يهتز العالم " كتب المحرر في صحيفة لو جورنال دو مونتريال ماتيو بوك كوتي يقول:

قلما يهتم الكيبيكيون بالأحداث العالمية فهم يعتقدون أنهم شبه منقطعين عن العالم ويكتفون بإلقاء نظرة سريعة على ما يجري حولهم، بينما عليهم التخلص من هذه العادة السيئة لأن العالم يتحرك، ويتحرك بسرعة. ولنقم بجردة بما حدث في الأشهر القليلة الماضية:

في حزيران – يونيو، صوت البريطانيون لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي. في تشرين الثاني – نوفمبر، انتخب الأميركيون دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، واختار اليمين الفرنسي فرانسوا فيون مرشحا للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة.

يوم الأحد الفائت، كاد اليمين الشعبوي أن يفوز بالرئاسة في النمسا، وفي اليوم نفسه رفض الإيطاليون في استفتاء عام، الإصلاح الدستوري الجذري الذي قدمه رئيس الحكومة، ما قد يتسبب بفوضى في وسط الاتحاد الأوروبي.

ويتابع ماتيو بوك كوتي: يمر الغرب حاليا في حالة اضطراب، وحلم العولمة السعيدة يتلاشى، حلم عالم تتراجع فيه السياسة أمام الاقتصاد، وتكفي فيه حقوق الإنسان لتنظيم حياة المجتمع، وحيث يلبي الاقتصاد حاجات الإنسان الأساسية، وحيث تشكل التعددية ثروة وغنى. حلم عالم حيث تتحول الهجرة الكثيفة إلى فرصة، وحيث يمكن للإسلام أن يستقر في العالم الغربي بدون مشاكل ، حلم عالم مسالم حيث تقود النخبة مصير الشعوب.

ويتابع ماتيو بوك كوتي: هذا العالم لم نعد نؤمن بتحقيقه فالشعوب تريد الثورة، ثورة سياسية، اجتماعية، ديموقراطية، اقتصادية ، ثورة تثبيت هوية. وهي تطمح إلى قادة يكفون عن تبرير فشلهم ، إنما يواجهون المشاكل الكبرى مباشرة. وعلى الكيبيكيين أن يعيروا انتباههم لهذا الواقع، يختم ماتيو بوك كوتي مقاله في لو جورنال دو مونتريال.

تلاميذ في مدرسة تابعة لقبيلة بيكانجيكوم التابعة لأمة الأوجيبويه في شمال غرب مقاطعة أونتاريو
تلاميذ في مدرسة تابعة لقبيلة بيكانجيكوم التابعة لأمة الأوجيبويه في شمال غرب مقاطعة أونتاريو © CP/John Woods

قطاع التربية لدى السكان الأصليين يعاني نقصاً مالياً وخللاً جهازياً

الأرقام تتحدث عن نفسها، فما تنفقه الحكومة الفدرالية على كل واحد من أطفال سكان كندا الأصليين في مجال التربية هو أدنى بكثير مما تنفقه حكومات المقاطعات على كل واحد من سائر الأطفال الكنديين، كتبت مانون كورنولييه في "لو دوفوار" الصادرة في مونتريال.

حكومة جوستان ترودو الليبرالية قامت بتصحيح المسار في ميزانيتها الأخيرة، هادفة لردم الهوة ضمن مهلة ثلاث إلى خمس سنوات، لكنها قد تخفق في بلوغ هدفها إذا لم تدخل تغييراً على طريقة توزيعها الأموال الإضافية.

وتنفيذاً لوعد أوتاوا لزعماء السكان الأصليين، لن يُحدَّد سقف نمو المبالغ المخصصة لأطفال السكان الأصليين في مجال التربية بـ2% سنوياً كما كان معمولاً به منذ عام 1996. لا بل أن الحكومة أعلنت عن زيادة تدريجية لهذه المبالغ بقيمة إجمالية قدرها 2,6 مليار دولار موزعة على خمس سنوات ابتداءً من السنة المالية 2016 – 2017، تقول كورنولييه.

المبلغ هام، لكنه غير كاف في السنتين الحالية والمقبلة من أجل ردم الهوة، ويجب انتظار السنة المالية 2018 – 2019 للاقتراب من الهدف المنشود حسب تقرير المدير البرلماني للميزانية الصادر أمس، تضيف الكاتبة. لكن المشكلة لن تُحل إذا لم تقم الحكومة بتغيير طرق الاحتساب التي تعتمدها، حسب قول المدير البرلماني للميزانية.

صحيح أن الهوة التي تندد بوجودها جمعيات السكان الأصليين منذ سنوات عائدة بنسبة كبيرة إلى نقص في التمويل، ولكن أيضاً إلى خلل جهازي لم تتمكن وزارة شؤون السكان الأصليين والمناطق الشمالية من التحرر منه، تقول كورنولييه في مقالها وهو بعنوان "أبعد من المال".

فبدل الاقتداء بطرق تمويل جرى اختبارها، كتلك المعتمدة من قبل سلطات المقاطعات، لا تزال وزارة شؤون السكان الأصليين تفتقر للشفافية، وهي لا توفر التوقعات المالية ولا الاستقرار المالي لمجالس السكان الأصليين في إدارة مدارسهم، تضيف الكاتبة.

فعلى سبيل المثال، تعطي اللجنة المدرسية في المناطق النائية في مقاطعة مانيتوبا في غرب كندا المدارسَ الواقعة ضمن نطاق عملها مبلغاً يفوق بسبعة آلاف دولار معدل الدعم الذي تتلقاه مدارس المقاطعة. أما وزارة شؤون السكان الأصليين فتعطي، وفق طرق الاحتساب الخاصة بها، مدارس السكان الأصليين في مناطق نائية مشابهة مبلغاً يقل عن معدل الدعم الذي تتلقاه مدارس المقاطعة، تقول كورنولييه.

وزيرة شؤون السكان الأصليين كارولين بينيت خلال تفقدها مدرسة للسكان الأصليين في نسكانتاغا في شمال مقاطعة أونتاريو
وزيرة شؤون السكان الأصليين كارولين بينيت خلال تفقدها مدرسة للسكان الأصليين في نسكانتاغا في شمال مقاطعة أونتاريو © Radio-Canada/Martine Laberge

في المقابل، تمت إزالة هذا الفارق بصورة كلية أو شبه كلية عندما وُقعت اتفاقات لاعتماد طرق تمويل أخرى، كما حصل مع أمة الكري (Cris) من السكان الأصليين في بيه جيمس (Baie-James) في شمال مقاطعة كيبيك، ومع الميكماك (Micmacs) في المقاطعات الأطلسية، ومع السكان الأصليين في مقاطعة بريتيش كولومبيا المطلة على المحيط الهادي.

والأكثر إيلاماً هو أن هذا الخلل معروف منذ زمن بعيد. ففي عام 2004 أوصت المدققة العامة للحسابات الفدرالية شيلا فرايزر وزارةَ شؤون السكان الأصليين بالحصول على بيانات موثوق بها حول التكلفة الفعلية للتربية من أجل مقارنتها مع مثيلاتها في المقاطعات. وفي عام 2011 أشارت فرايزر إلى حصول تقدم من قبل الوزارة في هذا الشأن. لكن اليوم، وبعد مرور خمس سنوات أخرى، لا تزال الوزارة عاجزة عن تزويد المدير البرلماني للميزانية بدراسة تحليلية لنفقات التربية. فما الذي يجب فعله لتغيير هذا الأمر؟ تتساءل كورنولييه في "لو دوفوار".

الحكومة الليبرالية لا تنفك عن العمل منذ استلامها السلطة قبل سنة ونيف، ورئيسها جوستان ترودو كان محقاً أمس في اللقاء السنوي لجمعية الأمم الأوائل عندما ألقى الضوء على الإنجازات التي حققتها الحكومة في الشؤون المتعلقة بالسكان الأصليين. لكن، وكما قال هو بنفسه، لا يزال هناك الكثير من العمل في هذا المجال، تلفت كورنولييه.

والتربية هي من الأوليات للسكان الأصليين، ويعتبرونها، وعن حق تقول كورنولييه، مسألة عدالة بالنسبة لهم والطريقة الفضلى لطوي صفحة المدارس الداخلية الإلزامية لأولادهم التي تُعتبر صفحة قاتمة في تاريخ الاتحادية الكندية.

وتختم مانون كورنولييه بالقول إنه يجب كسر مقاومة التغيير في وزارة شؤون السكان الأصليين، وبسرعة، وإلّا قد تصبح عائقاً فعلياً أمام طريق المصالحة، هذه المصالحة التي يتمسك بها رئيس الحكومة ووزيرته لشؤون السكان الأصليين كارولين بينيت.

استمعوا
فئة:السكان الأصليون، دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.