ملصق كبير في دولة مونتينيغرو في يوغسلافيا السابقة يظهر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب (إلى اليسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع عبارة مستوحاة من شعار ترامب الانتخابي تقول "لنجعل العالم عظيماً مجدداً، معاً!".

ملصق كبير في دولة مونتينيغرو في يوغسلافيا السابقة يظهر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب (إلى اليسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع عبارة مستوحاة من شعار ترامب الانتخابي تقول "لنجعل العالم عظيماً مجدداً، معاً!".
Photo Credit: Stevo Vasiljevic / Reuters

العلاقة الغريبة جداً بين ترامب وبوتين

ليس من عادة الساسة الأميركيين أن يكونوا على تآلف وتناغم مع القادة الروس. وهذا الوضع يصح أكثر عندما يكون هناك ما يحمل على الاعتقاد بأن موسكو نجحت في التأثير على نتائج انتخابات أميركية، كتب مراسل راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) في واشنطن، كريستيان لاتراي.

فروسيا، وكما قال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل، "ليست صديقتنا ولا تريد لنا أي خير، وأي تدخل في نظم المعلومات لدينا مقلق جداً". والسيناتور الجمهوري جون ماكين ذهب حتى أبعد من ذلك بوصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "وغد وقاتل"، يقول لاتراي.

لكن بالنسبة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الرئيسُ الروسي زعيم قوي، وترامب غير قادر على الانفصال عنه منذ أكثر من سنة، هذا مع العلم بأن زعيم الكرملين لا يملك المؤهلات السياسية والأخلاقية التي ينبغي برئيس أميركي منتخب أن يستلهم منها، يضيف لاتراي في مقاله على موقع "راديو كندا" وهو بعنوان "العلاقة الغريبة جداً بين ترامب وبوتين".

فهناك مزاعم عديدة متصلة بأعمال فساد، وحتى بعمليات اغتيال، تحيط منذ عدة سنوات ببوتين، القائد الأسبق للاستخبارات السوفياتية، الـ"كي جي بي". والرئيس الروسي قد يكون جمع ثروة شخصية تُقدَّر بملايين الدولارات أتاحت له بناء قصر على ضفاف البحر الأسود، يقول لاتراي.

كما أن سرغي كوليسنيكوف، أحد المقربين سابقاً من بوتين، كشف النقاب عام 2010 عن الأساليب المافيوية المتبعة من قبل الرئيس الروسي الذي لم تُوجه إليه أي تهمة رغم ذلك. ففي رسالة وجهها إلى الرئيس الروسي آنذاك، ديميتري ميدفيديف، شرح كوليسنيكوف بالتفصيل عمليات التمويل السري التي أتاحت لبوتين بناء ثروة على حساب دافعي الضرائب في بلاده، يضيف لاتراي.

والقضاء البريطاني اعتبر مطلع العام الحالي أن بوتين "وافق على الأرجح" على قتل المعارض الروسي ألكسندر ليتفيننكو بالسم في لندن عام 2006.

فلماذا يرفض ترامب النظر في احتمال أن تكون روسيا وراء عملية قرصنة رسائل إلكترونية عائدة للحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، كما قالت وكالة الاستخبارات المركزية، الـ"سي آي إيه"؟ وبشكل خاص لماذا لا يبتعد ترامب عن بوتين الذي أضحى هذه الشخصية الغامضة؟ يتساءل لاتراي.

رئيس مجلس إدارة عملاق النفط
رئيس مجلس إدارة عملاق النفط "إكسون موبيل" ريكس تيليرسون الذي اختاره أمس الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لتولي حقيبة الخارجية في الإدارة الأميركية المقبلة © Eric Piermont / Getty Images

ويضيف مراسل راديو كندا في واشنطن أن صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت الأسبوع الفائت أن الروس نجحوا أيضاً في قرصنة رسائل إلكترونية عائدة للحزب الجمهوري، حزب ترامب، خلال الحملة الانتخابية، لكنهم تعمدوا فقط تسريب رسائل عائدة للحزب الديمقراطي إلى موقع "ويكيليكس" بهدف الإساءة للمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون.

ماذا يخفي هذا "الحب الأخوي" بين ترامب وبوتين كي يصف الرئيس الأميركي المنتخب ادعاءات استخبارات بلاده بأنها "سخيفة" فيما يبدو على ضوء المعلومات التي جمعتها الـ"سي آي إيه" أنه استفاد من تسريبات "ويكيليكس"، وهي قرصنة أحرجت حتى الجمهوريين، يقول لاتراي.

ويأتي اختيار ترامب أمس رئيس مجلس إدارة عملاق النفط "إكسون موبيل" ريكس تيليرسون لتولي حقيبة الخارجية في الإدارة الأميركية المقبلة ليزيد من الشكوك حول العلاقة بينه وبين الرئيس الروسي. فتيليرسون مقرب من بوتين الذي قلده عام 2013 وسام الصداقة الروسي.

كيف يمكن شرح هذه المراعاة لبوتين من قبل ترامب الذي لا يتردد عادة في عرض عضلاته؟ بوتين الذي قد يكون نجح بزعزعة انتخابات رئاسية في أقوى دولة ديمقراطية حول العالم، يختم كريستيان لاتراي على موقع راديو كندا.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.