يمّر عيد الميلاد في كندا من دون تقديم عروض رائعة تشايكوفسكي الموسيقية "كسّارة البندق" على كبرى المسارح الغنائية-الاستعراضية في البلاد. وهذه السنة أيضا بدأت عروض الرائعة التشايكوفسكية التي يقدّمها منذ ثلاثة وخمسين عاما فريق الغراند باليه الكندي, منذ العاشر من كانون الأول/ديسمبر الجاري على خشبة أعرق المسارح المونتريالية، مسرح ويلفريد بيلتييه في ساحة الفنون في وسط مدينة مونتريال، وتستمر العروض حتى الثلاثين من الشهر الجاري.
نبذة تاريخية:
في العام 1891 طلب مسرح مارينسكي العريق في بيترسبورغ من الموسيقار تشايكوفسكي تأليفا موسيقيا لفريق لرقص الباليه تحت عنوان "كسارة البندق". وهكذا كان في العام التالي حيث تعاون الموسيقار مع الكوريغراف الفرنسي ماريوس بيتيبا الذي استوحى تصميم الرقصات من قصة خيالية كتبها هوفمان وقد اقتبسها هذا الأخير من رواية لألكسندر دوما بعنوان "كسّارة البندق".
ووصلت هذه الرائعة الموسيقية الاستعراضية الراقصة إلى كندا على يد الكوريغراف مصمم الرقصات الكندي الراحل فرناند نولت وكانت أول مرّة قدّم فيها نولت التصميم الكندي للرقصات في العام 1963 من القرن الماضي، ووقّع هذا العبقري الكندي أول عروض كسارة البندق بالنكهة الكندية لفرق الباليه الأميركي لويزفيل في ولاية كانتاكي. ليقدّم في العام التالي هذا العمل لفريق الغراند باليه الكندي في مونتريال ومنذ ذلك التاريخ تستمر عروض رائعة تشايكوفسكي في سحر وإدهاش كل من يشاهدها كبيرا أو صغيرا ودائما تقدّم هذه العروض على مسرح ويلفريد بيلتييه في مونتريال وتقدم أيضا في العاصمة أوتوا عشية عيد الميلاد المجيد.
قصة "كسّارة البندق":
إنه منتصف ليلة الميلاد عندما تدخل الطفلة كلارا في عالم حلم جميل حيث يخرج ملك الفئران وأهل مملكته من جدران منزلها المضيء بألف لون ولون مع شجرة وزينة الميلاد, وتبدأ قصة كلارا مع كسّارة البندق الأمير الجميل الذي يرقص ويأكل ويتكلم ويلعب مع كلارا ويأخذها إلى عوالم رحبة جميلة يسود فيه الجمال وتحكمه الساحرات الطّيبات.
مشاهد استعراضية راقصة تتعاقب في هذا العرض من مشهد في بلاد الثلوج إلى مشهد في بلاد البونبون والسكاكر وقد تتساقط الثلوج وتملأ خشبة المسرح وقد تشرق الشمس وتبهر كلارا وجمهورها الحاضر في الصالة...
عرض كسّارة البندق متعة حقيقية لناظره بالموسيقى والقصة والأزياء والملابس والديكور والأضواء والمؤثرات الصوتية والتقنية وفي كل عام يضاف قليل من السحر على هذا العرض الكلاسيكي الذي لا ينافسه عرض آخر في مونتريال ليلة عيد الميلاد.
وهذه السنة أيضا ستمنح جمعية خاصة أنشأت لهذا العرض فرصة حضور العرض مجانا لنحو 2800 طفل يتحدرون من عائلات فقيرة ومحتاجة ويجمع صندوق كسارة البندق كل عام الأموال لتمويل هذه المبادرة من أصحاب الأيادي البيضاء عبر أنحاء البلاد لإدخال بهجة عيد الميلاد لقلوب الأطفال الحزينة والمحرومة وقد بلغ عدد هؤلاء الأطفال الذين شاهدوا إلى اليوم عروض كسّارة البندق أكثر من 46 ألف طفل وتصل القيمة القصوى للتبرعات في كل موسم ميلادي إلى نحو 20 ألف دولار!
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.