واصلت الصحف الكنديّة اهتمامها بالأوضاع في حلب الشرقيّة، وكلّ ما يرافق عمليّات إجلاء المسلّحين والمدنيّين عنها.
في صحيفة لابريس كتبت أنياس غرودا تتحدّث عن انتصار اللاإنسانيّة مشيرة إلى أنّ نحوا من 50 ألف شخص نزحوا تاركين أنقاض مدينتهم للرئيس بشّار الأسد.
وترى الصحيفة أنّ وقف النار يعني سقوط حلب الشرقيّة في يد قوّات النظام ونهاية انتفاضة ضدّه استمرّت اربع سنوات.
وتنقل لابريس شهادات مواطنين في حلب الشرقيّة وارتياحهم لانتهاء القتال وقلقهم في الوقت عينه على المصير الذي ينتظرهم.
وقد روى البعض منهم ما تعرّض له النازحون من قصف خلال عمليّة الاجلاء وعمليّات الاعدام الجماعيّة والعشوائيّة بحقّهم، وعن جرحى قُتلوا على مرأى من الجميع وأشخاص أُحرقوا وهم أحياء في الطرقات.
وتؤكّد الأمم المتّحدة شهادات هؤلاء النازحين تقول لابريس وتتساءل إن كان وقف النار سيؤدّي إلى توقّف أعمال العنف بسحر ساحر.
والكارثة تلك تكرّس فشل كل الأدوات التي تَزَوَّد بها المجتمع الدولي أملا منه بألاّ تتكرّر مآسي الحرب العالميّة الثانية، وفشل الأمم المتّحدة ومجلس الأمن.
كما تكرّس فشل القانون الدولي الانساني الهادف لحماية المدنيّين خلال الصراعات وفشل كافّة الوكالات والهيئات التي يُفترض فيها أن تساعدهم.
وترى لابريس أنّ سقوط حلب الشرقيّة يكرّس انتصار دكتاتور لا يرحم، هو على طريق تحقيق الانتصار رغم أنّه لم يربح بعد الحرب.
ويكرّس انتصار روسيا التي فرضت سياسة الأرض المحروقة على الثوّار السوريّين.
وتختم لابريس بالقول إنّ سقوط حلب الشرقيّة يكرّس قبل كلّ شيء انتصار اللّاإنسانيّة.
وكتبت صحيفة ذي غلوب اند ميل تقول إنّ روسيّا والأسد ربِحا في حلب والإنسانيّة خسرت.
وتذكّر الصحيفة بأنّ الكثيرين شكّكوا في أن يتمكّن طبيب العيون بشّار الأسد من الاستمرار يوم تسلّم السلطة بعد وفاة والده حافظ الأسد.
وكان حافظ الأسد نموذجا للقسوة والتآمر والقتل الجماعي عند الضرورة تقول الصحيفة وتتساءل أين هو طبيب العيون من كلّ ذلك.
والواضح أنّ الأسد الأب علّم ابنه كيف يمسك بالسلطة في بلد يضمّ العديد من المذاهب الاسلاميّة والعديد من الفصائل السياسيّة والعرقيّة.
وترى الصحيفة أنّ الأسد اعتمد سياسة فرّق تسُد، في حين انقسم معارضوه على أنفسهم.
ولم تنجح أطراف المعارضة في توحيد نفسها، في حين شجّع النظام ولو جزئيّا، تنظيم "الدولة الاسلاميّة" لتقديم خيار زائف للسوريّين وللعالم بين الدكتاتور وبين كارثة جديدة.
وتعود ذي غلوب اند ميل بالذاكرة إلى العام 1982 يوم حوصرت مدينة حماة ودُمّرت من قبل الرئيس الأسد الأب وقُتل الآلاف فيها.
واليوم، تفوّق الابن على والده في تدمير حلب التي قُتِل الآلاف فيها أيضا كما تقول الصحيفة.
وكان بإمكان واشنطن أن تُخرج الأسد من السلطة قبل سنوات ولكنّها لم تكن تريد حربا أخرى في الشرق الأوسط والتاريخ الحديث يشرح السبب.
فتجربة إسقاط الطالبان في أفغانستان أثبتت فشلها، وتجربة إسقاط صدّام حسين أدّت إلى وقوع حرب أهليّة في العراق وإلى تطهير عرقي، وتجربة إسقاط الزعيم الليبي معمّر القذّافي وفشل الدولة الليبيّة.
وكانت إدارة الرئيس اوباما تأمل بأن يشكّل دعم المعارضة المعتدلة ضغطا على النظام وأن يدفعه للتفاوض من أجل تشكيل حكومة ائتلافيّة خلفا للرئيس الأسد.
والدكتاتور السوري لم يربح بعد، ولكنّ فوزه دموي ومطّرد بفضل روسيّا وايران وحزب الله تقول ذي غلوب اند ميل في ختام تعليقها.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.