سوق مدمرة في حلب

سوق مدمرة في حلب
Photo Credit: Aleppo Media Center via AP

” الغرق في كارثة إنسانية”

تحت عنوان " الغرق في كارثة إنسانية" كتب المحرر في صحيفة لو دوفوار غي تايفير يقول:

استعاد الجيش السوري السيطرة على حلب، تم إجلاء متمردين ومدنيين وسط وقوع انتهاكات، "إنهيار تام للبشرية" كما قال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون تعليقا على عنف القصف في الأسابيع القليلة الماضية، عجز مؤسف للمجتمع الدولي في احترام التعهد بعدم تكرار مثل هذه الكارثة ردد أكثر من مرة في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

كل ذلك، ونحن الغربيين نشهد منذ خمس سنوات الانهيار السوري بمشاعر رعب ممزوجة بلامبالاة. صحيح أن نظام بشار الأسد ما كان لينتصر على المتمردين المسيطرين على حلب الشرقية لولا الدعم العسكري الروسي والإيراني، لكن الصحيح أيضا أن الكارثة الإنسانية المخيفة هي نتيجة تخلي الغرب عن الانتفاضة الشعبية بدءا بالولايات المتحدة وباراك أوباما.

ويتابع غي تايفير في لو دوفوار: لقد دعمت روسيا فلاديمير بوتين الجيش السوري بازدراء كلي للقانون الدولي، عبر قصف متواصل وبدون تمييز على الأحياء السكنية وتدمير المستشفيات وعدم السماح بإيصال المساعدات الإنسانية والأغذية والأدوية، وقد تصرفت موسكو بدناءة لا تقبل الشك. لكنه من الصعب أيضا عدم الاعتراف بالخبث الذي صدر أمس عن السفيرة الأميركية في مجلس الأمن، سامنتا باور التي توجهت إلى الوفد الروسي بالقول "ألا تخجلون من أنفسكم"؟ وذلك لاعتماد روسيا الفيتو المتكرر ضد قرارات تدعو لتأكيد احترام الحقوق الإنسانية في سوريا. ذلك أن على الولايات المتحدة أيضا أن "تخجل" مما قامت به في العراق منذ العام 2003 وسقوط مئات آلاف القتلى. وقد صدقت لويز أربور ، القاضية الكندية السابقة ورائدة الدفاع عن القانون الجزائي الدولي عندما قالت هذا الأسبوع : من البساطة بمكان تحميل روسيا وحدها مسؤولية شلل مجلس الأمن الدولي. فلا مذنبون بدون متواطئين.

ويتابع غي تايفير: إن فلاديمير بوتين يستحق طبعا أن نعتبره شيطانا، لكن البروباغندا المعادية للروس في الغرب، سمحت بأن ننسى أن الولايات المتحدة لا تغتاظ كثيرا هي الأخرى، من تصرفات حليفتها، المملكة السعودية، في اليمن حيث الكارثة الإنسانية وانتهاكات القانون الدولي ليسا أقل خطورة مما يجري في سوريا.

استعيدت حلب، لكن الكارثة مستمرة، يتابع غي تايفير. إذ لماذا سيتوقف الأسد وهو يحقق الربح؟ فالحرب ستنتقل بالعنف والكثافة نفسها إلى إدلب، معقل الثورة ، والمأساة الإنسانية ستتواصل، إلا إذا اعتبر فلاديمير بوتين أن لم تعد له مصلحة بدعم دمشق بالقوة نفسها، وأن يقرر المجتمع الدولي التعويض عن عدم تصرفه طوال الحرب ويجد الشجاعة الكافية لتحمل مسؤولياته، يخلص غي تايفير مقاله في لو دوفوار

راديو كندا الدولي – صحيفة لو دوفواراستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.