مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة التي صدرت خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.
واصلت الصحف الكنديّة اهتمامها بالأوضاع في حلب الشرقيّة، وكلّ ما يرافق عمليّات إجلاء المسلّحين والمدنيّين عنها.
صحيفة لابريس: انتصار اللاإنسانيّة
في صحيفة لابريس كتبت أنياس غرودا تتحدّث عن انتصار اللاإنسانيّة مشيرة إلى أنّ نحوا من 50 ألف شخص نزحوا تاركين أنقاض مدينتهم للرئيس بشّار الأسد.
وترى الصحيفة أنّ وقف النار يعني سقوط حلب الشرقيّة في يد قوّات النظام ونهاية انتفاضة ضدّه استمرّت اربع سنوات.
وتنقل لابريس شهادات مواطنين في حلب الشرقيّة وارتياحهم لانتهاء القتال وقلقهم في الوقت عينه على المصير الذي ينتظرهم.
وقد روى البعض منهم ما تعرّض له النازحون من قصف خلال عمليّة الاجلاء وعمليّات الاعدام الجماعيّة والعشوائيّة بحقّهم، وعن جرحى قُتلوا على مرأى من الجميع وأشخاص أُحرقوا وهم أحياء في الطرقات.
وتؤكّد الأمم المتّحدة شهادات هؤلاء النازحين تقول لابريس وتتساءل إن كان وقف النار سيؤدّي إلى توقّف أعمال العنف بسحر ساحر.
والكارثة تلك تكرّس فشل كل الأدوات التي تَزَوَّد بها المجتمع الدولي أملا منه بألاّ تتكرّر مآسي الحرب العالميّة الثانية، وفشل الأمم المتّحدة ومجلس الأمن.
كما تكرّس فشل القانون الدولي الانساني الهادف لحماية المدنيّين خلال الصراعات وفشل كافّة الوكالات والهيئات التي يُفترض فيها أن تساعدهم.

وترى لابريس أنّ سقوط حلب الشرقيّة يكرّس انتصار دكتاتور لا يرحم، هو على طريق تحقيق الانتصار رغم أنّه لم يربح بعد الحرب.
ويكرّس انتصار روسيا التي فرضت سياسة الأرض المحروقة على الثوّار السوريّين.
وتختم لابريس بالقول إنّ سقوط حلب الشرقيّة يكرّس قبل كلّ شيء انتصار اللّاإنسانيّة.
صحيفة ذي غلوب اند ميل: فوز للأسد وروسيّا وخسارة للإنسانيّة
وكتبت صحيفة ذي غلوب اند ميل تقول إنّ روسيّا والأسد ربِحا في حلب والإنسانيّة خسرت.
وتذكّر الصحيفة بأنّ الكثيرين شكّكوا في أن يتمكّن طبيب العيون بشّار الأسد من الاستمرار يوم تسلّم السلطة بعد وفاة والده حافظ الأسد.
وكان حافظ الأسد نموذجا للقسوة والتآمر والقتل الجماعي عند الضرورة تقول الصحيفة وتتساءل أين هو طبيب العيون من كلّ ذلك.
والواضح أنّ الأسد الأب علّم ابنه كيف يمسك بالسلطة في بلد يضمّ العديد من المذاهب الاسلاميّة والعديد من الفصائل السياسيّة والعرقيّة.
وترى الصحيفة أنّ الأسد اعتمد سياسة فرّق تسُد، في حين انقسم معارضوه على أنفسهم.

ولم تنجح أطراف المعارضة في توحيد نفسها، في حين شجّع النظام ولو جزئيّا، تنظيم "الدولة الاسلاميّة" لتقديم خيار زائف للسوريّين وللعالم بين الدكتاتور وبين كارثة جديدة.
وتعود ذي غلوب اند ميل بالذاكرة إلى العام 1982 يوم حوصرت مدينة حماة ودُمّرت من قبل الرئيس الأسد الأب وقُتل الآلاف فيها.
واليوم، تفوّق الابن على والده في تدمير حلب التي قُتِل الآلاف فيها أيضا كما تقول الصحيفة.
وكان بإمكان واشنطن أن تُخرج الأسد من السلطة قبل سنوات ولكنّها لم تكن تريد حربا أخرى في الشرق الأوسط والتاريخ الحديث يشرح السبب.
فتجربة إسقاط الطالبان في أفغانستان أثبتت فشلها، وتجربة إسقاط صدّام حسين أدّت إلى وقوع حرب أهليّة في العراق وإلى تطهير عرقي، وتجربة إسقاط الزعيم الليبي معمّر القذّافي وفشل الدولة الليبيّة.
وكانت إدارة الرئيس اوباما تأمل بأن يشكّل دعم المعارضة المعتدلة ضغطا على النظام وأن يدفعه للتفاوض من أجل تشكيل حكومة ائتلافيّة خلفا للرئيس الأسد.
والدكتاتور السوري لم يربح بعد، ولكنّ فوزه دموي ومطّرد بفضل روسيّا وايران وحزب الله تقول ذي غلوب اند ميل في ختام تعليقها.
" ميلاد مجيد "
تحت عنوان : " ميلاد مجيد " علقت النائبة الليبيرالية السابقة فاطمة هدى بيبان على موقف رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو من الاحتفال بعيد الميلاد قالت:قام رئيس الحكومة الفيديرالية جوستان ترودو الأسبوع الفائت بإطلاق برنامج أضواء الميلاد " هذه الأضواء التي تنير عاصمتنا الوطنية وكذلك عواصم المقاطعات ومختلف مناطق البلاد" كما قال، مضيفا: " إن هذا الحدث يرتدي طابعا خاصا مع اقتراب احتفال كندا بالذكري الخمسين بعد المئة لقيام الكونفيديرالية الكندية العام المقبل".

من الناحية ابصرية الفنية فالعرض كناية عن مونتاج فيديو يبث الأضواء الملونة وصورا خيالية لا علاقة لها بمعنى الميلاد على مختلف مباني البرلمان وليس فيها أية إشارة لحقيقة الميلاد وأشخاص المزود والمجوس والأيائل والبابا نويل. وتتساءل فاطمة هدى بيبان: لماذا يعمد رئيس الحكومة على محو كافة تقاليد الميلاد وتجريده من معناه الأصلي؟ أين الخجل من الاحتفال بعيد الميلاد في البرلمان الكندي؟ لماذا كل هذا السعي للظهور مظهر السياسي المستقيم بينما ينبطح أمام المجموعات الإتنية للاحتفال بأعيادها الدينية والثقافية بفخر واعتزاز؟
وهو لا يفوّت أي عيد من تلك الأعياد بدليل تصاريحه الرسمية للاحتفال بذكرى ميلاد مؤسس السيخ والمهرجان الهندي لانتصار الخير على الشر وعيد منتصف الخريف للصينيين واليابانيين والكوريين والفيتناميين أو عيد الفطر وعيد الأضحى حيث ذهب شخصيا إلى جامع أوتاوا، الجامع الذي يفصل بين النساء والرجال، كما أن الوفد الذي رافقه
وضم وزيرة البيئة والنائبتين كارين ماك كريمون وأنيتا فاندلبلت، ارتدين الحجاب ودخلن المسجد من الباب الصغير المخصص للنساء. ولم ينزعج رئيس الحكومة من هذا التصرف المخالف لمساواة الجنسين.
وتتابع فاطمة هدى بيبان: إضافة إلى ذلك، زار خليفة طائفة الأحمدية البرلمان الكندي وخصصت له وللوفد المرافق غرفة للصلاة داخل البرلمان وشارك في الاستقبال حوالي خمسين نائبا وارتدت النساء منهم الحجاب ودائما داخل البرلمان.
وتخلص النائبة الليبيرالية السابقة فاطمة هدى بيبان مقالها المنشور في صحيفة لو جورنال دو مونتريال متوجهة إلى رئيس الحكومة بالقول: سيد ترودو، إن الاعتراف بمساهمة الأقليات العرقية لا يقتضي التنكر لهوية الأكثرية. ميلاد مجيد.

وفي مجال مختلف، نشرت صحيفة لو صولاي الصادرة في كيبيك مقالا لرئيس نقابة عمال وموظفي القطاع العام في مقاطعة كيبيك، كريستيان ديغل، بعنوان : " اللاجئون: على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها. يقول فيها:
تحتفل وزارة الهجرة واللجوء الكيبيكية هذه الأيام، بالذكرى السنوية الأولى لبدء عملية استقبال اللاجئين السوريين. وتستغل الوزارة هذه المناسبة لتهنئ نفسها على تمكنها من تحقيق الهدف الموضوع وهو استقبال سبعة آلاف وثلاثمئة لاجئ في مختلف المدن والبلدات الكيبيكية.، ولكن، بعيدا عن الأرقام، كيف نقيّم أداء حكومة كيبيك في هذا الملف؟
منذ بضعة أشهر، وفي سياق وصول آلاف اللاجئين الآتين من سوريا، ظهرت للعلن مجموعة من الثغرات في نظام استقبال اللاجئين دفعت بأحد المسؤولين على طاولة التشاور لمنظمات تقديم الخدمات للاجئين والمهاجرين إلى التأكيد " أن الفوضى غير المعقولة سائدة والأمور ليست موثقة ولا أحد في الوزارة مكلف بمهمة متابعتهم منذ وصولهم". وهذه الفوضى هي النتيجة المباشرة لانسحاب الوزارة من مسار استقبال اللاجئين. والاحتفالات اليوم ببدء عملية استقبال اللاجئين يجب ألا تنسينا أن غالبيتهم العظمى لم تكفلهم الحكومة إنما كفلتهم أسرهم ومجموعات خاصة من السكان.
ويرى كريستيان ديغل أن على وزيرة الهجرة تصحيح هذا الوضع الشاذ وإعادة دور الوزارة كجزء لا يتجزأ من مسار استقبال اللاجئين ودمجهم في المجتمع. ذلك أن عدم اهتمامها يجعل من الصعب تحديد ثغرات النظام الحالي وحاجاتهم والتدخل في حال توقف الأفراد والعائلات والجماعات عن كفالتهم، والأمر عاجل وملح، يخلص كريستيان ديغل مقاله المنشور في لو صولاي.

العلاقة الغريبة جداً بين ترامب وبوتين
ليس من عادة الساسة الأميركيين أن يكونوا على تآلف وتناغم مع القادة الروس. وهذا الوضع يصح أكثر عندما يكون هناك ما يحمل على الاعتقاد بأن موسكو نجحت في التأثير على نتائج انتخابات أميركية، كتب مراسل راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) في واشنطن، كريستيان لاتراي.
فروسيا، وكما قال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل، "ليست صديقتنا ولا تريد لنا أي خير، وأي تدخل في نظم المعلومات لدينا مقلق جداً". والسيناتور الجمهوري جون ماكين ذهب حتى أبعد من ذلك بوصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "وغد وقاتل"، يقول لاتراي.
لكن بالنسبة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الرئيسُ الروسي زعيم قوي، وترامب غير قادر على الانفصال عنه منذ أكثر من سنة، هذا مع العلم بأن زعيم الكرملين لا يملك المؤهلات السياسية والأخلاقية التي ينبغي برئيس أميركي منتخب أن يستلهم منها، يضيف لاتراي في مقاله على موقع "راديو كندا" وهو بعنوان "العلاقة الغريبة جداً بين ترامب وبوتين".
فهناك مزاعم عديدة متصلة بأعمال فساد، وحتى بعمليات اغتيال، تحيط منذ عدة سنوات ببوتين، القائد الأسبق للاستخبارات السوفياتية، الـ"كي جي بي". والرئيس الروسي قد يكون جمع ثروة شخصية تُقدَّر بملايين الدولارات أتاحت له بناء قصر على ضفاف البحر الأسود، يقول لاتراي.
كما أن سرغي كوليسنيكوف، أحد المقربين سابقاً من بوتين، كشف النقاب عام 2010 عن الأساليب المافيوية المتبعة من قبل الرئيس الروسي الذي لم تُوجه إليه أي تهمة رغم ذلك. ففي رسالة وجهها إلى الرئيس الروسي آنذاك، ديميتري ميدفيديف، شرح كوليسنيكوف بالتفصيل عمليات التمويل السري التي أتاحت لبوتين بناء ثروة على حساب دافعي الضرائب في بلاده، يضيف لاتراي.
والقضاء البريطاني اعتبر مطلع العام الحالي أن بوتين "وافق على الأرجح" على قتل المعارض الروسي ألكسندر ليتفيننكو بالسم في لندن عام 2006.
فلماذا يرفض ترامب النظر في احتمال أن تكون روسيا وراء عملية قرصنة رسائل إلكترونية عائدة للحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، كما قالت وكالة الاستخبارات المركزية، الـ"سي آي إيه"؟ وبشكل خاص لماذا لا يبتعد ترامب عن بوتين الذي أضحى هذه الشخصية الغامضة؟ يتساءل لاتراي.

ويضيف مراسل راديو كندا في واشنطن أن صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت الأسبوع الفائت أن الروس نجحوا أيضاً في قرصنة رسائل إلكترونية عائدة للحزب الجمهوري، حزب ترامب، خلال الحملة الانتخابية، لكنهم تعمدوا فقط تسريب رسائل عائدة للحزب الديمقراطي إلى موقع "ويكيليكس" بهدف الإساءة للمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون.
ماذا يخفي هذا "الحب الأخوي" بين ترامب وبوتين كي يصف الرئيس الأميركي المنتخب ادعاءات استخبارات بلاده بأنها "سخيفة" فيما يبدو على ضوء المعلومات التي جمعتها الـ"سي آي إيه" أنه استفاد من تسريبات "ويكيليكس"، وهي قرصنة أحرجت حتى الجمهوريين، يقول لاتراي.
ويأتي اختيار ترامب أمس رئيس مجلس إدارة عملاق النفط "إكسون موبيل" ريكس تيليرسون لتولي حقيبة الخارجية في الإدارة الأميركية المقبلة ليزيد من الشكوك حول العلاقة بينه وبين الرئيس الروسي. فتيليرسون مقرب من بوتين الذي قلده عام 2013 وسام الصداقة الروسي.
كيف يمكن شرح هذه المراعاة لبوتين من قبل ترامب الذي لا يتردد عادة في عرض عضلاته؟ بوتين الذي قد يكون نجح بزعزعة انتخابات رئاسية في أقوى دولة ديمقراطية حول العالم، يختم كريستيان لاتراي على موقع راديو كندا.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.