وزيرا خارجية روسيا وسوريا

وزيرا خارجية روسيا وسوريا
Photo Credit: Reuters / Sergei Karpukhin

سوريا والمصالح المتشابكة

عودة حلب إلى كنف الدولة، على أهميته السياسية والاستراتيجية والمعنوية، وكلفته البشرية الباهظة، لا يعيد السلام إلى سوريا، بإجماع المراقبين. فبالإضافة إلى أن مسلحي المعارضة ما زالوا يحتلون مناطق واسعة من البلاد، فالواضح أن "طبخة" السلام ما زالت على النار، ولا أحد من المجتمع الدولي يريد إحراق أصابعه. والاجتماع الذي عقد مؤخرا بين وزراء خارجية ودفاع روسيا وتركيا وإيران، بغياب الأميركيين، ليس إلا حلقة من سلسلة طويلة من الحلقات والعقد.

ما أهمية هذا الاجتماع وهل يمكن تقرير مصير سوريا بمعزل عن الدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة؟

يجيب  توما جونو استاذ العلوم الاجتماعية في جامعة أوتاوا في حديث مع تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية:

"لا شك أن للاجتماع الذي تم بين روسيا وتركيا وإيران أهميته ولا يجوز اعتباره بلا معنى لكن مستقبل سوريا لم يتم التداول به فالمعارك في سوريا ستستمر لعدة أشهر لا بل لعدة سنوات والمعارضة المسلحة، بالرغم من هزيمة حلب ما زالت قوية، ونظام الأسد، بالرغم من الدعم العسكري الذي تلقاه من الروس والإيرانيين، ليس قويا بما فيه الكفاية لتحقيق نصر عسكري وكل تلك الأطراف ليست مستعدة بعد للتفاوض ولكن لا بد أن يأتي يوم يتم فيه اتفاق لحل سياسي وعندها سيكون للولايات المتحدة دور، لكن ذلك ما زال بعيدا".

ما هي الرسالة التي وجهها المجتمعون؟ يجيب توما جونو:

"بالنسبة إلى روسيا وإيران اللتين تدعمان نظام بشار الأسد منذ عدة سنوات، لديهما رغبة في تسجيل نقاط على الولايات المتحدة ليظهرا أو لإعطاء الانطباع بأن الولايات المتحدة كانت مهمشة في هذا الصراع وهذا يندرج في إطار سياسة إيران وروسيا الخارجية منذ زمن وبخاصة في ما يتعلق بسوريا، أما بالنسبة إلى تركيا فثمة فارق مهم فهي ما زالت حليفة للولايات المتحدة وعضوا في حلف شمال الأطلسي والعلاقات التركية الأميركية، بالرغم من بعض الاحتكاكات، تبقى مهمة جدا. وقد تقاربت تركيا في الأشهر القليلة الماضية من روسيا لكن العلاقات تبقى متوترة وصعبة وهذا التقارب لا يشكل حلفا بين روسيا وتركيا".

ماذا تعني مشاركة إيران في الاجتماع وهل هي لتأكيد أنها لاعب مهم وحليف مهم للرئيس السوري بشار الأسد؟

يجيب توما جونو:

"لا يجوز أبدا تجاهل إيران فهي تلعب دورا مهما وتقدم، مع روسيا، أكبر دعم عسكري لنظام الأسد. فلولا الدعم الإيراني لكان نظام الأسد في وضع أكثر صعوبة، ويجب ألا ننسى أن الجيش السوري أصابه ضعف كبير بعد حرب مستمرة منذ حوالي ست سنوات وهو منهك وتنقصه المعدات كما أنه عانى من العديد من الانشقاقات . من هنا فثمة عدد كبير من المقاتلين على الأرض من الميليشيات الشيعية المدربة والمسلحة والمدارة أكثر الأحيان من إيران كالميليشيات العراقية واللبنانية والأفغانية أحيانا، بينما تقدم روسيا الدعم الجوي".

هل هدف إيران الأساسي دعم استمرار نظام بشار الأسد؟

يجيب توما جونو:

"الاهتمام الإيراني ملتبس شيئا ما. فإيران تريد الإبقاء على تواجد لها في سوريا كجسر للتواصل مع لبنان وحزب الله ما يسمح لها بممارسة الضغط على إسرائيل وهذا يمر بشكل أساسي بشخص الرئيس الأسد، لكني أعتقد أنه عندما ستنعقد المفاوضات الجدية، ستكون مصلحة روسيا وإيران الإبقاء على نظام يشبه نظام الأسد والأنسب طبعا أن يكون الأسد بنفسه ولكن اذا اقتضى الأمر تغييره، فقد لا تعارضان".

وعن سؤال عن وضع المعارضة بعد خسارتها حلب، يقول توما جونو في ختام حديثه الى هيئة الإذاعة الكندية:

"لا شك أن المعارضة السورية ضعفت بسبب خسارتها مدينة حلب في الأيام القليلة الماضية، وهو أمر لا يمكن انكاره ويشكل نصرا مهما لنظام الأسد لكنه ليس أبدا نهاية الحرب العسكرية على الأقل . ومن الصعب تحديد المعارضة وعدد أفرادها لكن هناك بدون شك عشرات آلاف المقاتلين. هناك المتطرفون والإرهابيون وتنظيم "الدولة الإسلامية"  وعناصر أخرى مرتبطة بالقاعدة وعشرات الآلاف ممن كان يسمون بالمعارضة المعتدلة أو غير المتطرفة،  التي تدعمها السعودية وقطر وتركيا وبدرجة أقل الولايات المتحدة. ما يعني أن الحرب قد تستمر لعدة سنوات".

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.