وزيرة الصحة الفدرالية جين فيلبوت متوجهة إلى الصحافيين عقب لقاء مع نظرائها في حكومات المقاطعات والأقاليم عُقد في تورونتو في تشرين الأول (أكتوبر) الفائت.

وزيرة الصحة الفدرالية جين فيلبوت متوجهة إلى الصحافيين عقب لقاء مع نظرائها في حكومات المقاطعات والأقاليم عُقد في تورونتو في تشرين الأول (أكتوبر) الفائت.
Photo Credit: CP / Christopher Katsarov

من الصحافة الكندية: التحويلات المالية الفدرالية للمقاطعات في قطاع الصحة بحاجة لحل جذري

تناولت الصحافية البرلمانية وكاتبة العمود في "لو دوفوار" مانون كورنولييه فشل المفاوضات بين الحكومة الفدرالية وحكومات المقاطعات العشر والأقاليم الثلاثة في ملف التحويلات المالية الفدرالية لقطاع الصحة في هذه المقاطعات والأقاليم.

كندا فدراليةٌ لا يزال تقاسم السلطات فيها غالباً مفهوماً بصورة خاطئة ولا تزال فيها العائدات الضرورية لممارسة هذه السلطات موزعة بشكل سيء. ولا عجب في هذه الحال ألّا تتوصل أوتاوا والمقاطعات للتفاهم في ملف الصحة سوى نادراً، فالحكومة الفدرالية لا تملك السلطة الدستورية لطموحاتها فيما سلطات المقاطعات لا تزال بحاجة للقدرة المالية لتحقيق طموحاتها، تقول كورنولييه في مقال لها بعنوان "سبل تحقيق الطموحات".

لا أحد خرج رابحاً من اجتماع أوتاوا يوم الاثنين بين وزيريْ الصحة والمالية الفدرالييْن ونظرائهما في المقاطعات والأقاليم. فالمقاطعات والأقاليم لم تنل التمويل الذي كانت تصبو إليه، فيما لم تنجح أوتاوا بإقناعها بفعل المزيد حيث رأت هي أن ذلك ضروري.

كما أن سلوك أوتاوا لم يكن مساعداً، فالتعاون الذي وعدت به تلاشى تاركاً مكانه لإنذار أطلقه وزير ماليتها بيل مورنو يوم الجمعة بوجوب قبول اقتراحه كما هو، وإلّا لا اتفاق، قبل أن يعدل عرضه بعض الشي يوم الاثنين، لكن دون أن يحل جوهر المشكلة. وعرض الوزير مورنو يخفي فخاً مزدوجاً تقول كورنولييه.

فإذا لم يطرأ أي تعديل يتراجع معدل نمو التحويلات الفدرالية لقطاع الصحة في المقاطعات والأقاليم من 6% إلى 3% سنوياً، أو إلى معدل نمو إجمالي الناتج الداخلي إذا كان أعلى من 3%. وحكومات المقاطعات والأقاليم اعترضت دوماً على هذه الصيغة المفروضة من حكومة المحافظين السابقة برئاسة ستيفن هاربر، وهي تطالب بمعدل نمو بنسبة 5,2% سنوياً لمدة عشر سنوات.

وزير المالية الفدرالي، بيل مورنو، مجيباً على سؤال في مجلس العموم (أرشيف)
وزير المالية الفدرالي، بيل مورنو، مجيباً على سؤال في مجلس العموم (أرشيف) © CP/Adrian Wyld

الحكومة الفدرالية الليبرالية برئاسة جوستان ترودو عرضت معدل نمو بنسبة 3,5% سنوياً لخمس سنوات. قد يبدو العرض مغرياً، لكن الفخ الأول للمقاطعات والأقاليم هو أن خبراء الاقتصاد يتوقعون نمو إجمالي الناتج الداخلي بنسبة أعلى من النسبة المذكورة في السنوات المقبلة.

ومن ناحية أخرى تقول أوتاوا إنها تلبي حاجات المقاطعات والأقاليم بتوزيع 11 مليار دولار إضافية خلال عشر سنوات على صندوقيْن، أحدهما مخصص للخدمات الصحية في المنزل والآخر للخدمات في مجال الصحة العقلية. وتقول وزيرة الصحة الفدرالية جين فيلبوت إنها تريد تحسين التغطية الصحية في هذيْن المجاليْن، ما يعني أن على المقاطعات توفير خدمات جديدة تقول كورنولييه. لكن أوتاوا تتجنب الالتزام بتأمين تمويل دائم ومتنام لهذيْن الصندوقيْن بعد انتهاء فترة العشر سنوات. وهذا هو الفخ الثاني، تضيف كورنولييه.

بإمكان الحكومة الفدرالية القيام بهذه اللعبة السياسية لأنها تملك الوسائل التي تخولها ذلك، تقول كورنولييه، فيما تعجز مقاطعات عديدة عن تلبية احتياجات سكانها بالشكل الذي تتمناه. لكن بأيدي المقاطعات ورقة هامة وهي أنه دون موافقتها ليس بإمكان رئيس الحكومة الفدرالية ترودو احترام وعوده المتصلة بقطاع الصحة. وهذا ما اعترف به "من رؤوس الشفاه" الوزيران مونرو وفيلبوت يوم الاثنين. لكن مليارات أوتاوا سلاح فعال أثبت قدرته على مر الزمن ويبدو أنه لا يزال يجعل مقاطعة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) تترنح، تضيف كورنولييه.

وترى كورنولييه أن الحل المنطقي لما تعتبره خللاً وظيفياً في الفدرالية المالية غير المتسقة مع الواجبات الدستورية لكل من أوتاوا وحكومات المقاطعات والأقاليم يكمن في أن تتنازل أوتاوا لهذه الأخيرة عن الفضاء المالي الضروري لتمول بنفسها الخدمات الصحية. ففي النهاية يحاسب المواطنون حكومات مقاطعاتهم في ما يتعلق بالخدمات الصحية الموفرة لهم، لا الحكومة الفدرالية، تختم كورنولييه.

استمعوا
فئة:سياسة، صحة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.