Photo Credit: راديو كندا الدولي/RCI

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 07-01-2017

مجموعة مختارة من تعليقات الصحف الكنديّة التي صدرت خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وفادي الهاروني.

صحيفة ذي غلوب اند ميل: التعاطي الشامل مع مسألة التشدّد

تنوّعت اهتمامات الصحف الكنديّة كاعادة وتناولت شؤونا محليّة وعالميّة.

في صحيفة ذي غلوب اند ميل تعليق بقلم الصحافيّة والكاتبة الدكتورة شيما خان تتناول فيه الراديكاليّة الإسلاميّة وتدعو إلى التعاطي معها بطريقة شاملة وبمشاركة أكبر عدد ممكن من الأطراف.

وتتحدّث عن فيلم شدّ الحبال الذي يروي قصّة كنديّين مسلمين وقعا في التشدّد.

ويروي الفيلم وهو من إخراج بوونا محمّد و محمّد زياراالأسباب الكامنة وراء خيار فرد ما لمسار متشدّد، وخيار فرد آخر الابتعاد عن حافّة الهاوية.

والقصّة خياليّة ولكنّها تروي، حسب بوونا محمّد، مسار حياة حقيقي لآباء وشباب مسلمين.

وتحدّث محمّد مؤخّرا في اوتاوا أمام جمهور مصغ عن تجربة مؤلمة لشابّة غادرت للانضمام إلى تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وكانت تتصّل يوميّا بوالدتها وتبكي وتقول إنّها تتطلّع للعودة إلى المنزل.

ويبدّد الفيلم بلمسة عاطفيّة، فكرة الرومانسيّة التي ترتدي عباءة الجهاد تقول شيما خان في تعليقها في صحيفة ذي غلوب اند ميل.

وتثني على المخرجين اللذين تطرّقا صراحة إلى موضوع تخاف العديد من المؤسّسات أو لا ترغب في معالجته.

وتحديدا، هذا المزيج من الهويّة والإسلاموفوبيا والسياسة الخارجيّة والايديولوجيّة الجهاديّة السلفيّة التي تجتذب الشباب إلى صفوفها.

والتفكير الناقد هو أفضل طريقة حسب المخرجين السينمائيّين لمكافحة الدعاية على الانترنت، والتلاعب بالعواطف الذي يلجأ إليه المجنِّدون لإيقاع اولئك الذين يشعرون أنّ اسرتهم والمجتمع بالإجمال قد تخلّوا عنهم.

وتتابع شيما خان فتشير إلى كتب فكاهي بعنوان "راديكاليشو" اصدره شبّان تلقّوا النصح والمشورة من مركز الوقاية من التشدّد الذي يقود إلى العنف ومقرّه في مونتريال.

فعندما ادرك هؤلاء الشباب خياراتهم المضلّلة، ساعدهم ذلك في إنتاج أداة تعليم قيّمة حول العوامل التي تؤدّي إلى مسار التطرّف والتحدّيات ونقاط الضعف المرتبطة بالبحث عن الهويّة والمضاعفات المدمّرة التي تنجم عنها.

صورة مموّهة لشبّان يتحدّثون عن عمليّة مساعدتهم للتخلّي عن التشدّد
صورة مموّهة لشبّان يتحدّثون عن عمليّة مساعدتهم للتخلّي عن التشدّد © RADIO-CANADA/MATHIEU DION

وتثني الكاتبة شيما خان على المركز المذكور لتوفيره فرصة التعاطي مع مسألة التشدّد بطريقة مدروسة وشاملة، ضمّت الشباب والأساتذة وفعاليّات الجاليات المسلمة.

ولكنّ المركز تجاهل، رغم جهوده الحميدة، إشراك الأهل في عمليّة التفكير.

والموارد المتوفّرة للأهل حاليّا على صعيد مكافحة التطرّف شحيحة حسب قول شيما خان.

وخلال عرض فيلم شدّ الحبال في اوتاوا، شكّل الشباب الأغلبيّة الساحقة من الحضور.

وكانوا حريصين على معالجة موضوع التشدّد من خلال الحوار والجدل والنشاط.

ولديهم الطاقة والشغف والإرادة، وينقصهم الجلوس إلى الطاولة مع صنّاع السياسة الفدراليّين للمساعدة على وضع استراتيجيّة وقائيّة شاملة.

وينبغي أن يتولّى مكتب التواصل مع المجتمع ومنسّق مكافحة التشدّد سدّ هذه الثغرة، تقول الكاتبة والصحافيّة شيما خان خاتمة تعليقها في صحيفة ذي غلوب اند ميل.

صحيفة لابريس: تركيّا كلّ المشاكل

وننتقل إلى صحيفة لابريس وإلى تعليق بقلم الصحافي الكساندر سيروا يتحدّث فيه عن "تركيّا كلّ الأخطار" كما يقول.

ويشير إلى مجموعة من الأحداث وقعت العام الماضي من الانقلاب الفاشل إلى مجموعة من الهجمات الإرهابيّة التي اضعفت البلاد، والعام الجديد 2017 في بدايته لا يبشّر بالخير.

وتشير الصحيفة إلى الهجوم على ملهى رينا الذي أوقع 39 قتيلا والذي تبنّاه تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

والهجوم ليس الأوّل ولن يكون الأخير الذي ينفّذه التنظيم في تركيّا.

فالبلد مستهدف منذ أن بدأ المشاركة في مكافحة هذا التنظيم الإرهابيّ الذي يسيطر على أجزاء مهمّة من سوريّا والعراق يقول الكساندر سيروا في تعليقه في صحيفة لابريس.

وينقل عن الرئيس أردوغان قوله إنّ الهجوم الأخير يهدف لتحطيم المعنويّات وزرع الفوضى.

وينقل عن النائب المعارض أكيف حمزة شيبي قوله إنّ الاعتداء "هجوم على نمط حياة معيّن".

والاثنان على حقّ حسب الصحافي الكندي الكساندر سيروا.

سيّدتان متأثّرتان على مقربة من موقع الهجوم الذي استهدف ملهى رينا في اسطنبول
سيّدتان متأثّرتان على مقربة من موقع الهجوم الذي استهدف ملهى رينا في اسطنبول © AP Photo/Kazim Kizil

وهذا يذكّر كم هو مهمّ أن تستمرّ تركيّا في مواجهة تنظيم "الدولة الاسلاميّة" وأن يبقى ذلك في أولويّاتها.

وثمّة مشاكل أخرى من بينها المواجهات مع حزب العمّال الكردستاني والهجمات التي تبنّاها، وتنامي القمع الذي يتعرّض له الأكراد وحلفاؤهم.

والانقلاب الذي جرى الصيف الماضي أبرز الانقسام الحادّ في تركيّا تقول لابريس.

ولم تخفّف من حدّة الانقسام اعمال القمع  والتوقيف  والتوقيف الاعتباطي التي شملت نحو 60 ألف شخص.

والخوف يسود البلاد وسبق أن تصرّف أردوغان كزعيم مستبدّ قبل الانقلاب.

وحال الديمقراطيّة في تركيّا  كما في روسيّا، ليست جيّدة، والاقتصاد يتراجع  يقول اكساندر سيروا في تعليقه في صحيفة لابريس.

ويختم معربا عن أمله في أن تجد تركيّا التي هي جسر بين الشرق والغرب الحلّ لمشاكلها لأنّ العالم لا يسمح لنفسه أن يراها تقع في الفوضى.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو (أرشيف)
رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو (أرشيف) © CP/Sean Kilpatrick

ضرورة احترام ترودو لروحية وعده بتعاطي العمل السياسي بشكل مختلف

كان جوستان ترودو قد وعد بتعاطي العمل السياسي بشكل مختلف، بشفافية وبروح التعاون وبالاستماع للكنديين. لكن الأشهر الأخيرة من عام 2016 أتاحت رؤية حدود هذا التعهد الذي سيخضع حتى لاختبار أقسى خلال عام 2017، كتبت الصحافية البرلمانية مانون كورنولييه في مقال افتتاحي في "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال.

تغير الأسلوب وطريقة التفكير في العاصمة الفدرالية أوتاوا منذ فوز الليبراليين بقيادة ترودو في الانتخابات العامة الأخيرة في تشرين الأول (أكتوبر) 2015. وبات للحوار والتشاور منزلة خاصة. وهذا أمر محمود في النظام الديمقراطي طالما أنه لا يؤدي إلى التراخي. لكن، من باب الإنصاف، يمكن القول إن حكومة ترودو غالباً ما تجنبت هذا الفخ، تضيف كورنولييه في مقالها وهو بعنوان "تحت الطلاء البرّاق".

وتعطي الصحافية البرلمانية أمثلة على ذلك، فتقول إنه تم إقرار قانون المساعدة الطبية على الموت، وإن حكومة ترودو باشرت تطبيق أهم الإجراءات الضريبية التي وعد بها الليبراليون الطبقة المتوسطة، وإن كندا استقبلت أكثر من 25 ألف لاجئ سوري في الأشهر الأربعة الأولى من عمر الحكومة، وإن لجنة التحقيق حول حالات القتل والاختفاء التي طالت نساءً من سكان كندا الأصليين ستبدأ جلسات الاستماع قريباً، وإنه كما كان يشتهيه الكثير من الكنديين توافقت كافة المقاطعات تقريباً مع أوتاوا على وضع إطار كندي شامل لمكافحة التغيرات المناخية.

هذه الصورة لحكومة تصغي لمواطنيها خدمت كثيراً رئيس الحكومة ترودو الذي لا يزال أولاً من حيث الشعبية التي يتمتع بها زعماء الأحزاب وفق استطلاعات الرأي. لكن ساعده أيضاً وجود زعماء انتقاليين على رأس كافة أحزاب المعارضة باستثناء الحزب الأخضر الذي لا يملك سوى مقعد واحد في مجلس العموم، وكذلك تأجيل عدة قرارات صعبة، تضيف كورنولييه.

وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في واشنطن قد يشكل أحد أكبر تحديات حكومة جوستان ترودو في أوتاوا برأي الصحافية البرلمانية مانون كورنولييه
وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في واشنطن قد يشكل أحد أكبر تحديات حكومة جوستان ترودو في أوتاوا برأي الصحافية البرلمانية مانون كورنولييه © AP/Evan Vucci

لكن الرياح بدأت تغير اتجاهها في الخريف، تتابع الكاتبة، فالإعلان عن شراء طائرات حربية من طراز "سوبر هورنيت" دون إجراء مناقصات، والوصول إلى طريق مسدود في ملف التحويلات المالية الفدرالية لقطاع الصحة في المقاطعات ورفض ترودو دعوة رؤساء حكوماتها إلى مؤتمر حول الموضوع، وردود الفعل الفظة على تقرير اللجنة البرلمانية حول إصلاح القانون الانتخابي أكدت كلها ما كان يخشاه الكثيرون. فحكومة ترودو تريد الإصغاء، لكنها عندما تسمع ما لا يرضيها تعمل على هواها، كالحكومات السابقة، تقول كورنولييه.

لأسباب سياسية اتخذت الحكومة قراراتها، لكنها تحاول أن تظهر للرأي العام خلاف ذلك. ورئيس الحكومة وفريقه لا ينفكان عن التكرار بأن المآدب الخاصة التي تتيح لحفنة من المانحين الأثرياء الاجتماع به إنما تندرج في إطار سعي الحكومة للإصغاء للمواطنين، تقول كورنولييه.

وهذه وصفة ممتازة لتعزيز الشكوك بالحكومة في وقت هي بأمس الحاجة لدعم المواطنين. بداية لأنها على وشك تنفيذ – أو يُفترض بها ذلك – وعود أساسية لكن مثيرة للجدل من برنامجها، من بينها الإصلاح الانتخابي وإعادة الانخراط في مهمات حفظ السلام الدولية في إفريقيا وتشريع الماريجوانا وإعادة النظر بسياستها في مجال الأمن القومي. كما أن الحكومة تواجه تحديات اقتصادية، فالاقتصاد الوطني لم ينهض بقوة بالرغم من الانفاق الكثيف على البنى التحتية، ما زاد من حجم العجز في الميزانية، تضيف كورنولييه.

وعلى الحكومة أن تعالج كل هذه الملفات فيما هي بصدد مواجهة ما قد يكون أحد أكبر تحدياتها، وهو وصول دونالد ترامب الذي لا يمكن توقع تصرفاته إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، الشريك التجاري الأول لكندا، ترى الصحافية البرلمانية.

ولكي ينجح في مواجهة كل هذه التحديات، يحتاج جوستان ترودو للتعاون مع المقاطعات ومع البرلمانيين ومع المواطنين، ولذلك عليه احترام روحية وعده بتعاطي العمل السياسي بشكل مختلف، تختم مانون كورنولييه.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.