" القرآن ليس منزلا ولا مقدسا إنما مكتوب بعد وفاة النبي"، الإسلام، كما المسيحية، ليس قائما فقط على السلام"، "لا يوجد إنسان لا يؤمن بشيء ما، بخلاف ما يعتبره المسلمون المتشددون"، "الأمر المقدس الوحيد هي الحياة التي تنتهك وتغتال"... أقوال خلافية مثيرة بدون شك للجدل والنقاش والنقد والتكفير، جاءت على لسان الكاتبة الفرنسية من أصل إيراني تشادورت جافان في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية بمناسبة إصدارها كتابها الأخير بعنوان: " كيفية محاربة الإيديولوجية الإسلامية بطريقة فعالة":
وتشادورت جافان مؤلفة عدة كتب حول الإسلام وهي كانت من الطبقة الأرستقراطية الإيرانية حيث كان والدها يحمل لقب باشا خلال حكم شاه إيران وكان ملاكا عقاريا ثريا جردته الجمهورية الإسلامية من ثروته وأفقرت الأسرة. وعلى غرار الكثيرين من الأغنياء الموالين للشاه، تم سجنه وتشادورت في الثانية عشرة من عمرها واضطرت، على غرار كل الفتيات، على ارتداء الحجاب لكنها كانت توزع منشورات معادية للجمهورية الإسلامية فتم توقيفها أمام مدرستها وأهينت وضربت وخرجت من السجن بعد ثلاثة أسابيع من الاعتقال وهي تحمل آثار التعذيب على وجهها وضلعين مكسورين بينما تم إعدام اثنتين من صديقاتها. فلجأت إلى تركيا ومن ثم حصلت على تأشيرة دخول إلى فرنسا عام 1993 وحصلت لاحقا على الجنسية الفرنسية وتخلت عن جنسيتها الإيرانية لاعتبارها أن إيران ليست دولة بقدر ما هي كابوس، وناضلت من أجل مجتمع علماني بمعناه الكامل أي فصل الدين عن الدولة، فلا يتدخل الدين في شؤون السياسة ولا تتدخل السياسة في شؤون الدين ونشرت مجموعة من الكتب منها "العاهرات المحجبات لن يذهبن أبدا إلى الجنة"، "ما رأي الله في أوروبا"، "لا تتفاوضوا مع النظام الإيراني"، أبرزها ربما كتاب " فليسقط الحجاب".
لمن تتوجه تشادورت جافان؟ تجيب في حديث مع ليو كاليندا من هيئة الإذاعة الكندية:
"أتوجه إلى القادة السياسيين وللصحافيين وللمعلمين في المدارس والمعاهد والناس عامة حتى يفهم الجميع أنهم وقعوا في الفخ ".
وعن مقولة أن الإسلام دين سلام، تقول تشادورت جافان
" نسمع دائما ومنذ عدة عقود، أن المشكلة لا تكمن في الإسلام إنما في تفسيره وبكونه دين سلام، فهل يوجد دين واحد قائم فقط على السلام؟ هل المسيحية كانت دين سلام فقط؟ ألم تقع الحروب الصليبية؟ ومحاكم التفتيش (في القرن الثالث عشر) ألم يكن للمسيحية دور فيها؟ وهل غزا الإسلام بلاد فارس وإسبانيا حتى بواتييه بالسلم أم بالحرب؟ وتضيف:
"إن المشكلة مع القرآن ليست في تفسيره إنما بسبب اعتباره، بدون أساس، كتابا مقدسا، ولا أحد يجرؤ على القول إنه مكتوب بيد أشخاص بعد وفاة محمد، كما الإنجيل الذي كتبه أشخاص بعد وفاة المسيح".
وتعلق، في ختام حديثها إلى هيئة الإذاعة الكندية على عنوان الفصل الأول من كتابها الأخير: نحن جميعا مؤمنون، بالقول:
"اليوم، وبالنسبة إلى العديد من المسلمين المتشددين، ولا أعني الإسلاميين أو الإرهابيين أو الجهاديين فحسب، فغير المؤمنين هم كفار بينما أعتبر أنه لا يوجد إنسان واحد لا يؤمن بشيء ما فأنا أؤمن أن للأديان الموحدة الثلاثة أهمية تاريخية ورمزية ولكن لا شيء مقدسا في كتاب ما والمقدس الوحيد هي الحياة البشرية التي ننتهكها".
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.