تراجع قوّة تنظيم "الدولة الاسلاميّة" وعمل المستشفى الكندي في إربيل، موضوعان من بين مواضيع عديدة اهتمّت بها الصحف الكنديّة.
رغم تفاؤل الخطاب السياسي في سوريّا والعراق، ما زال تنظيم "الدولة الاسلاميّة" الذي تضاعفت قوّته، عازما على مواصلة القتال، حسبما ظهر من خلال الاعتداءات القاتلة التي نفّذها نهاية الأسبوع الفائت، كتبت الصحافيّة سارة شامباني في تعليقها في صحيفة لودوفوار.
وتتحدّث الصحيفة عن موجة الهجمات التي استهدفت بغداد، والموصل و مدينة أعزاز السوريّة.
وتنقل عن الرئيس السوري بشّار الأسد قوله في حديث لصحافيّين فرنسيّين بأنّه "على طريق النصر" وأنّ "النصر سيتحقّق عندما نقضي على كلّ الارهابيّين" كما قال.
والانتصارات الرمزيّة هي مؤشّرات على تراجع تنظيم "الدولة الاسلاميّة" الذي لن يتخلّى عن القتال تقول لودوفوار.
وتنقل عن البروفسور توماس جونو، من جامعة اوتاوا، أنّ مسار التنظيم هو نحو التراجع ولكنّ النهاية ليست قريبة.
وإن كان التنظيم قد تراجع بالفعل منذ سنة، فأمامه خيار إعادة تجميع صفوفه في سوريّا، حيث هو أيضا تحت الضغط، ولكن بصورة أقلّ ممّا كان عليه في العراق حسب رأي البروفسور جونو.

وما زالت الحكومة السوريّة تعجز عن استعادة شرق البلاد ،وقوّات النظام متمدّدة، ولم يحتج التنظيم للكثير من الجهد ليستعيد تدمر في كانون الأوّل ديسمبر الفائت كما يقول البروفسور توماس جونو.
وتنقل لودوفوار عنه اعتقاده أنّ التنظيم يشكّل خطرا أكبر على الصعيد الدولي، وقد وضع آليّة قادرة على التخطيط لهجمات وتنفيذها في الخارج، ورصد لها الوقت و المال.
ومنفّذ اعتداء اسطنبول هو من مقاتلي التنظيم " والتنظيم دولة زائفة وهو يحتلّ أراض أقلّ ولكنّه يلهم الذئاب الوحيدة" كما يقول توماس جونو.
ومنفّذ الهجوم الاخير في القدس متعاطف مع التنظيم حسب قول السلطات الاسرائيليّة.
وتتابع لودوفوار فتشير إلى ما قاله أستاذ العلوم السياسيّة الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور سامي عون، من أنّ مدينة الرّقة هي معقل تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
وهامش المناورة الوحيد لديه هو في معرفة من سيهاجم مقرّه.
وتحالف القوى الديمقراطيّة السوريّة الذي يقترب من الرّقة هو بقيادة كرديّة سوريّة، ما يشكّل مصدر إزعاج كبير لتركيّا حسب قول الدكتور سامي عون.
ويشير إلى أنّ تركيّا تمارس الضغوط كي لا يوسّع الاكراد أراضيهم في المناطق العربيّة السنيّة وعلى مقربة من حدودها.
والرّقة حسب سامي عون قد تخضع لتفتيت سوريّا على أسس طائفيّة وعرقيّة.
ومسألة التقاسم السياسي لم تحصل بعد، بغضّ النظر عن ضعف تنظيم "الدولة الاسلاميّة" او عدمه.
والحرب بالوكالة بين الأنظمة العربيّة السنيّة كالسعوديّة من جهة وايران من جهة أخرى، تغذّي هذا العنف حسب رأي الدكتور سامي عون.
فالإرهاب والعنف الطائفي أشبه بحيوان الهيدرا الأسطوري الذي ينمو رأسه من جديد في كلّ مرّة يُقطع له رأس.
من هنا، صعوبة التوصّل إلى نتيجة في المحادثات الأستانة التي تجري بين أطراف النزاع السوري، برعاية روسيّا وتركيّا وإيران.
والرئيس الأسد ادّعى في حديثه لصحافيّين فرنسيّين أنّه يشكّل أفضل سدّ في وجه الارهاب.
ولكنّ تحالفا بينه وبين الغرب سيكون خطأ جسيما لأنّ الأسد مسؤول عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص حسب البروفسور في جامعة اوتاوا توماس جونو تقول لودوفوار في ختام تعليقها.
وننتقل إلى صحيفة ذي ناشونال بوست التي كتبت تقول إنّ الأطبّاء الكنديّين الذين طوّروا مهاراتهم في ساحات المعارك في أفغانستان يستخدمونها اليوم في العراق لإنقاذ حياة الأعداء الجهاديّين.
"نحن نعالج أيّ شخص يطرق بابنا" يقول اللفتنانت كولونيل ريشار موران الذي يشرف على المستشفى الكندي في مطار اربيل.
وهذا يعني معالجة قوّات التحالف، وقوّات الأمن العراقيّة والمدنيّين و"داعش" يقول موران مستخدما هذا التعبير للحديث عن تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
ويضيف أنّ بعض المقاتلين الأعداء دخلوا المستشفى للعلاج.
وتشير ذي ناشونال بوست إلى أنّ المستشفى الكندي يضمّ جناحين للجراحة ومركزا لمعالجة المرضى المصابين بالصدمة من جرّاء إصابات خطيرة في ساحات القتال.
ويستفيد الأطبّاء الكنديّون من الخبرة التي اكتسبوها في أفغانستان لمعالجة جروح تسبّبت فيها أعيرة ناريّة عديدة وانفجارات كما يقول اللفتنانت كولونيل موران.

وهذه الخبرة تجعل المهنة مهمّة يقول الدكتور موران، ويضيف مشيرا إلى أنّ إبقاء شاب في العشرين من العمر يريد العيش، على قيد الحياة ، هو أسهل من معالجة رجل مسنّ في الثمانينات من عمره، يسعى ليموت.
ويقول موران إنّه يحبّ عمله ولم يشعر بالارتياح يوما بقدر ما يشعر به عندما يعالج الجنود الكنديّين.
ونواة الشباب في فريق العمل مندفعة ونحن امتداد فعّال للقيم الكنديّة يقول ريشار موران.
وتتحدّث إحدى الممرّضات التي عملت سنتين في أفغانستان عن معالجة مرضى الصدمات المصابين بجروح لم تشهد مثلها في كندا.
والفرق بين أفغانستان والعراق أنّه كان على الأطبّاء في الحالة الثانية، أن يتنبّهوا إلى احتمال استخدام غاز الخردل وغاز الكلور.
وتتابع ذي ناشونال بوست مشيرة إلى أنّ قسوة الجهاديّين لا تحول دون معالجتهم لدى وصولهم إلى المستشفى.
فالقوّات الكنديّة تحترم معاهدات جنيف وتلتزم بها وتحترم قسم أبقراط ومبادئ الأخلاق لمعالجة من هو في محنة طبيّة.
وهذا يعني أنّها لن تمتنع عن تقديم الدعم الطبّي لمعالجة أيّة حالة، يقول المايجور بول دوسيت الناطق باسم فريق العمل الكندي في العراق.
وتتابع الصحيفة مشيرة إلى أنّ المستشفى الكندي عالج 120 جريحا منذ افتتاحه قبل ستّة اسابيع من بينهم سبعة جنود كنديّين وثلاثة مدنيّين عراقيّين وثلاثة تمّ تصنيفهم كآخرين.
ومن غير الواضح حسب المايجور دوسيت من كان يحتجز المصابين السجناء ومن كان مسؤولا عنهم قبل تلقّيهم العلاج وبعده.
وتختم ذي ناشونال بوست مشيرة إلى أنّ الحكومة الكنديّة حدّدت مدّة مهمّة المستشفى الكندي من ستةّ أشهر حتّى سنة كاملة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.