وزيرة الخارجية الجديدة إلى جانب رئيس الحكومة

وزيرة الخارجية الجديدة إلى جانب رئيس الحكومة
Photo Credit: Sean Kilpatrick / Canadian Press

التعديل الوزاري في كندا: الموجبات والأهداف

التعديل الوزاري الهام الذي أجراه رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بعد ظهر أمس، فاجأ الكثيرين، إن من حيث التوقيت، وإن من حيث المضمون.

من حيث التوقيت، كان من المتوقع أن يجري التعديل خلال الربيع المقبل لكن يبدو أن تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة نهاية الأسبوع المقبل، سرّع هذا التعديل، إذ يعتقد لا بل يؤكد المراقبون أن ترودو سرّع التعديل لتتمكن حكومته من مواجهة الإدارة الأميركية الجديدة وإحسان التعامل والتعاطي معها ومع سيد البيت الأبيض الجديد ذي المزاج المتقلب والمتصلب.

أما من حيث المضمون فأمران مهمان استأثرا بالاهتمام والمتابعة:

أولا، إقصاء وزير الخارجية، السياسي المتمرس والمخضرم، ستيفان ديون ، ليس فقط عن وزارة الخارجية، إنما أيضا عن الحكومة وتعيينه سفيرا لدى الاتحاد الأوروبي وألمانيا، الأمر الذي رفضه ديون وأعلن انسحابه من الحياة السياسية.

ثانيا، تعيين كريستا فريلاند وزيرة للخارجية وللتجارة الدولية، وهي ثالث امرأة تحصل على حقيبة الخارجية بعد فلورا ماكدونالد وباربارا ماكدوغال خلال حكم المحافظين. والمفاجأة هي كونها ممنوعة من الدخول أو الإقامة في روسيا جراء انتقادها العنيف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضم القرم والحرب على أوكرانيا، سيما وأن والدتها أوكرانية وعملت هي في الصحافة في كييف وتتقن اللغة الروسية. وكانت أعلنت على حسابها تويتر أنها فخورة لكونها على لائحة الأشخاص المرفوضين في روسيا. فما موقف الحكومة الروسية من هذا الأمر؟  يقول مراسل هيئة الإذاعة الكندية دانيال تيبو:

"أكدت وكالة أنباء روسية أمس أن العلاقات مع الوزيرة الجديدة ليست مستحيلة بحسب موسكو، ومن الممكن رفع العقوبات عنها،  شرط أن تقوم كندا بالأمر نفسه ووضع حد للعقوبات المفروضة على بعض الدبلوماسيين الروس ما يعني أن موسكو تطالب المعاملة بالمثل.

وكان وزير الخارجية ستيفان ديون فرض تلك العقوبات وأكد أنها لن ترفع ما لم تحترم روسيا التزاماتها الدولية.

وقد برر جوستان ترودو تعيينها على رأس وزارتي الخارجية والتجارة الدولية بالقول:

" إن جزءا كبيرا من عملها يقضي بالتعامل مع كبريات الدول الاقتصادية كالصين والولايات المتحدة" وأضاف أنه كان من المستحسن ضم وزارتي الخارجية والتجارة الدولية للتكلم مع دونالد ترامب بصوت واحد. قال:

"نعرف جيدا أن السيد ترامب يريد دائما التحدث في الشؤون التجارية والنمو الاقتصادي وفرص العمل ومن جهتنا نريد أن يكون محاورنا متمكنا من الأمور الدبلوماسية والاقتصادية".

ويعتقد معظم المراقبين أن هذا التوجه نفسه هو الذي أطاح بوزير الخارجية ستيفان ديون المعروف بتصلبه وتشدده في المواقف وحدته في التعبير عنها ، ما قد لا يكون مناسبا في ظل الإدارة الأميركية الجديدة.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.