الصليب الأحمر الكندي في أحد مخيمات لبنان

الصليب الأحمر الكندي في أحد مخيمات لبنان
Photo Credit: La Croix Rouge

سوريا: صمود الهدنة يعزز التفاؤل

صمود وقف إطلاق النار في سوريا، بالرغم من وقوع اشتباكات مختلفة في بعض المناطق، يعزز آمال المتفائلين بقرب حل سياسي للمأساة السورية المستمرة، واحتمال نجاح المفاوضات  المزمع عقدها في كازاخستان مطلع الشهر المقبل بمشاركة روسيا وإيران وسوريا وبعض اطياف المعارضة وغياب الولايات المتحدة والأمم المتحدة. فهل نشهد حاليا بداية نهاية الحرب في سوريا خاصة بعد عودة حلب إلى كنف النظام السوري؟

تجيب مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في بيروت، ماري إيف بيدار، الموجودة حاليا في مونتريال للمشاركة في أسبوع لقاء مراسلي راديو كندا عبر العالم :

" لا، الحرب لم تنته. صحيح أن استعادة حلب على يد النظام شكلت نقطة تحول مهمة من وجهة النظر السورية والروسية والإيرانية لكن ما زال جزء من سوريا المفيدة لم يتمكن النظام السوري بعد من السيطرة عليه وثمة مجموعات من المقاتلين السوريين سُمح لهم بالخروج من حلب والتوجه إلى مدن أخرى إضافة إلى أن حركة النزوح في الداخل السوري مستمرة وكذلك عودة سوريين من تركيا حيث يقدر عدد اللاجئين فيها بحوالي ثلاثة ملايين لاجئ  يعيشون في ظروف قاسية ويجدون صعوبة في إيجاد عمل منذ أكثر من خمس سنوات ما يدفعهم إلى البحث عن سبل اللجوء إلى أوروبا وقد ترتفع الوتيرة مجددا بعد تهديد أردوغان المستمر بإلغاء الاتفاق الذي كان عقده مع الاتحاد الأوروبي".

وعن وضع اللاجئين السوريين بالإجمال وتحديدا في لبنان وتأثيره واحتمال بحثهم عن ملاذٍ آخر تقول ماري إيف بيدار:

"التأثير واضح ذلك أن عدد اللاجئين السوريين الذين قبلهم لبنان ضخم جدا فثلث سكان لبنان اليوم من اللاجئين السوريين وإذا ما أضفنا عدد اللاجئين الفلسطينيين الموجودين منذ عدة عقود، يصبح العدد مرتفعا جدا سيما وأن الأمور ليست منظمة لأن الحكومة اللبنانية لم تسمح بإقامة مخيمات للاجئين السوريين ما أدى إلى تواجدهم أينما كان وتحملهم كلفة مالية مرتفعة للإقامة والعيش ما يعني أنهم قد يحاولون بدورهم البحث عن ملجأ جديد خارج الأراضي اللبنانية".

هل التقارب التركي الروسي قد يسفر عن حل سياسي يعيد اللاجئين إلى بلادهم؟ تعتبر بيدار أنه من المبكر الحديث عن حل قريب قبل انعقاد المفاوضات في كازاخستان مطلع الشهر المقبل وتضيف:

"إذا أثمرت المفاوضات فستسمح بدون شك للاجئين بالتفكير في العودة، لكن الأمر مشروط ومعقد طبعا فوقف إطلاق النار الذي تم التفاوض بشأنه بين روسيا وتركيا، هش جدا ولكنه ما زال صامدا بالرغم من وجود بعض جيوب القتال وهو مهدد بالسقوط كل لحظة، فكل الهدنات التي تمت في الماضي لم تصمد كثيرا".

أما عن الدور الأميركي والأممي، فتقول ماري إيف بيدار:

"لقد تم إقصاء الأميركيين بصورة كاملة عن هذه المبادرة الجديدة وخسروا تأثيرهم على النزاع السوري وكذلك الأمم المتحدة التي أظهرت عجزا كبيرا خلال أزمة حلب التي كانت تنازع وسط عجز الأمم المتحدة عن التدخل وفرض أي أمر وكانت مجرد مشاهد عاجز تماما، وهي، كالولايات المتحدة، غير مدعوة حاليا إلى طاولة التفاوض".

ويبقى السؤال: هل يمكن حل النزاع السوري بمعزل عن الولايات المتحدة؟ وما سيكون موقف الرئيس الأميركي الجديد من هذا الحل؟

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.