مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.
صحيفة لودوفوار: ترامب والهجمات المعلوماتيّة الروسيّة
تناولت الصحف الكنديّة في تعليقاتها المزاعم التي أوردتها وسائل الاعلام حول دور روسيّا في الحملة الرئاسيّة في الولايات المتّحدة وموقف الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأنها وما أثير عن حيازة موسكو معلومات محرجة حوله شخصيّا.
في صحيفة لودوفوار، كتب غي تايفير يقول إنّ ترامب أقرّ للمرّة الأولى أمس الأربعاء أنّ روسيّا كانت وراء القرصنة المعلوماتيّة على الحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابيّة وهو أمر أقرّ به الكثيرون منذ أسابيع، بمن فيهم العديد من الجمهوريّين.
وشكّل المؤتمر الصحافي الأوّل الذي يعقده ترامب منذ ستّة أشهر فرصة للتحامل على وسائل الاعلام ووكالات الاستخبارات الأميركيّة.
وجاء ذلك بعد تناقل مزاعم حول حيازة روسيّا معلومات شخصيّة محرجة عن ترامب.
والمعلومات غير مؤكّدة تقول لودوفوار، و ترامب اعتبرها محاولة للإساءة إليه.

وأبعد من شرائط الفيديو المزعوم أنّها محرجة، فالمعلومات الأكثر إثارة للقلق تتعلّق بلقاءات قد تكون حصلت بين أشخاص من محيط دونالد ترامب ومسؤولين روس للتداول بشأن القرصنة المعلوماتيّة لماكينة الحزب الديمقراطي.
وترامب حسب تلك المعلومات كان على علم بالقرصنة وشجّعها لقاء التعهّد بعدم انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير و التدخّل العسكري الروسي في اوكرانيا تقول لودوفوار.
ومن المهمّ أن تتعامل وسائل الاعلام مع هذه المعلومات بحذر، ولكنّه كان من المضحك رؤية "الكذّاب ترامب" حسب قول لودوفوار، يندّد بغياب البوصلة الأخلاقيّة لدى بعض وسائل الإعلام وهو الذي نشر العديد من الأخبار الكاذبة خلال الحملة الانتخابيّة.
وتتحدّث الصحيفة عن فراغ هائل في مؤتمر ترامب الصحافي وتضيف أنّ ترامب لم يوضح كيف سيتمكّن من تفكيك النظام الصحّي اوباما كير الذي يستفيد منه نحو من 20 مليون أميركي.
كما أنّ ترامب يتجنّب عن قصد الحديث عن تضارب المصالح بعد أن قرّر تسليم ولديه إدارة شركاته.
و لم يخدع أحدا عندما قرّر تعيين مستشار أخلاقي يختاره بنفسه.
وتتساءل لودوفوار إن كان دونالد ترامب يمثّل تهديدا للديمقراطيّة وتجيب أنّ بعض الأعراض قد ظهرت.

فقد حثّ مناصريه على العنف خلال حملة الانتخابات الرئاسيّة، وهدّد بزجّ منافسته هيلاري كلينتون في السجن، وهدّد بملاحقة وسائل الاعلام التي تنتقده.
وظهرت خطورته مرّة أخرى خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس الأربعاء.
وهذا ما ألمح الرئيس اوباما في خطاب الوداع إذ اعتبر أنّ "ديمقراطيّتنا مهدّدة في كلّ مرّة نعتبرها حقّا مكتسبا".
وهذا يعني أنّ الولايات المتّحدة ستمرّ بفترة عصيبة خلال عهد ترامب وأنّ من مصلحة الأميركيّين أن يتنبّهوا تقول لودوفوار في ختام تعليقها.
صحيفة ذي ناشونال بوست: ترامب والقرصنة المعلوماتيّة الروسيّة
صحيفة ذي ناشونال بوست كتبت تقول إنّ ترامب انتهز فرصة المؤتمر الصحافي الأوّل منذ انتخابه لمهاجمة وكالات الاستخبارات الأميركيّة بسبب تسريبها أخبارا حول ما قيل إنّه معلومات روسيّة محرجة بشأنه.
ورأى ترامب أن طريقة تعامل وكالات الاستخبارات شبيهة بما كان يجري في ألمانيا النازيّة.
وهاجم أيضا وسائل الاعلام في لقاء حادّ أثار الضحك والغضب في آن.
وتحدّث ترامب في تغريدات على تويتر عن أخبار كاذبة وعن تحامل عليه .
وكان ينبغي على وكالات الاستخبارات حسب قوله ألاّ تسمح بتسريب هذه الأخبار المزعومة.
وكانت العديد من وسائل الاعلام قد علمت بوجود ملفّ محرج ولم تقم أيّ منها بنشره.
وتضمّن الملفّ مواد كان يمكن أن تُستخدم لابتزاز ترامب تقول ذي ناشونال بوست.
وتشير الصحيفة إلى أنّ ترامب رفض السماح لكبير مراسلي شبكة سي ان ان جيم اكوستا بطرح سؤال عليه خلال المؤتمر الصحافي.
وانتقد ترامب الشبكة وقال للمراسل الذي أصرّ على طرح سؤاله: لا تكن وقحا.
وأقرّ ترامب للمرّة الأولى خلال المؤتمر الصحافي أنّ روسيّا قد تكون وراء الهجمات المعلوماتيّة على البريد الالكتروني للحزب الديمقراطي، وهو ما أضرّ كثيرا بالمرشّحة الرئاسيّة هيلاري كلينتون.
واعتبر أنّ الولايات المتّحدة تتعرّض للهجمات الالكترونيّة من قبل دول أخرى وأشخاص آخرين.
وكشف أنّه رفض مشروعا عرضته عليه دبي بقيمة ملياري دولار وأنّ الأميركيّين غير مهتمّين بتضارب المصالح بعد أن رفض الكشف عن إقراراته الضريبيّة في أعقاب انتخابه تقول ذي ناشونال بوست.
" تعطيل إسلامي في المغرب"
تحت عنوان: " تعطيل إسلامي في المغرب" ، كتب المحرر في صحيفة لو جورنال دو مونتريال لويك تاسي يقول:
منذ ثلاثة أشهر، يسعى رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، بدون جدوى، إلى تشكيل حكومة ائتلافية. فمعظم الأحزاب السياسية الأخرى ترفض التحالف مع بن كيران قبل الحصول على ضمانات جدية. ذلك أن حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه رئيس الحكومة، هو حزب إسلامي. والصراع الدائر حاليا بين بن كيران والأحزاب الأخرى يبدو أكثر فأكثر أنه صراع بين الإسلاميين والقوى الأخرى في المملكة ، بدءاً بالملك محمد السادس.

- من هو حزب العدالة والتنمية؟
حزب العدالة والتنمية تسلم السلطة للمرة الأولى عام 2011 في خضم موجة الربيع العربي، واضطر الملك يومها إلى التنازل عن بعض سلطاته لضمان الاستقرار الاجتماعي والسياسي في البلاد. وفي انتخابات السابع من تشرين أول – أكتوبر الماضي، حصل الحزب على مئة وخمسة وعشرين مقعدا من أصل ثلاثمئة وخمسة وتسعين. وأولوية الحزب محاربة الفساد والتركيز على التربية والتعليم واعتماد إسلام أصولي يحترم خصوصيات المجتمع المغربي.
- أين هي العقدة؟
لقد تمكن اثنا عشر حزبا من الفوز بمقاعد نيابية في الانتخابات الأخيرة، والنظام الانتخابي المغربي يحول دون تمكين حزب واحد من الفوز بغالبية المقاعد ما يعني أن الحزب الفائز في الانتخابات مضطر لتشكيل حكومة ائتلافية. والمشكلة تكمن في كون المجتمع المغربي منقسما بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، والأحزاب غير الإسلامية ، المقربة من الملك، تريد أن يتشكل الائتلاف الحاكم من عدة أحزاب صغيرة ما يجعل اتخاذ القرارات صعبا، بينما يريد الإسلاميون ضم أصغر عدد ممكن من الأحزاب إلى الحكومة ويرغبون بضم حزب الاستقلال المحافظ والوطني إلى الاتلاف الحكومي، وهو حل ثالثا في الانتخابات الأخيرة وفاز بستة وأربعين مقعدا.
- ما هي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المغرب؟
اقتصاد المغرب اقتصاد ديناميكي، حقق نسبة نمو اقتصادي بلغت أربعة ونصف بالمئة عام 2015، لكنه يعاني كذلك من الفساد الشديد. البطالة مرتفعة وتبلغ %10 وبخاصة في أوساط الشباب في المدن حيث يسكن %60 من السكان. ثمانون بالمئة من الرجال وستون بالمئة من النساء يحسنون القراءة والكتابة. والصراع يتمحور بين مواطنين من الشباب المثقف مستائين من العيش في المدن، ومواطنين محافظين أميين لكن سعداء بأوضاعهم الاجتماعية في الأرياف.
- ماذا سيحصل؟
سيضغط الملك على الأحزاب لدفعهم إلى التوافق لكن كثيرا من الزعماء والمراقبين يتوقعون إجراء انتخابات مبكرة قريبا، يخلص لويك تاسي مقاله في لو جورنال دو مونتريال.

حكومة جديدة ومحسَّنة لترودو
إنه مطلع سنة جديدة، فالوقت إذاً ملائم لتعديل وزاري محدود في الحكومة الكندية. والحكومة الليبرالية قامت ببعض التعيينات الجديدة، والمُحَسّنة، مع بعض التسويات الملتوية أيضاً، تقول "ذي غلوب أند ميل" في مقال افتتاحي بعنوان "سنة جديدة وحكومة ترودو جديدة ومحسّنة" تعليقاً على التعديل الوزاري الذي أجراه أمس رئيس الحكومة جوستان ترودو.
ستيفان ديون قام حقاً بأمور عظيمة لكندا، والبلاد مدينة له لمهاجمته بنجاح الأسس الفكرية المتداعية للحركة الاستقلالية في مقاطعة كيبيك وللمساهمة بالحفاظ على وحدة كندا. وقرار إدخاله الحكومة قبل عشرين عاماً كان ضربة معلم، تقول الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا في إشارة إلى تعيينه من قبل رئيس الحكومة الليبرالية الأسبق جان كريتيان وزيراً للعلاقات بين الحكومة الفدرالية وحكومات المقاطعات مطلع عام 1996 في أعقاب الاستفتاء على استقلال كيبيك عن كندا والذي كاد مناصرو الانفصال أن يفوزوا فيه.
لكن كوزير للخارجية كثيراً ما كان ديون غير مقنع، وميله للحذلقة وعدم امتلاكه اللغة الإنكليزية بشكل جيد لا يؤهلانه بشكل مناسب لمواجهة التحدي القادم المتمثل بالتعاطي مع إدارة دونالد ترامب الذي يتسلم في العشرين من الشهر الجاري مهامه الرسمية كرئيس للولايات المتحدة، الشريك التجاري الأول لكندا، تضيف "ذي غلوب أند ميل".
وترى "ذي غلوب أند ميل" أن تعيين كريستيا فريلاند وزيرة للخارجية خلفاً لديون كان قراراً جيداً وبمثابة ترقية لها بعد أن كانت وزيرة للتجارة الدولية.
وتثني الصحيفة على دور فريلاند كوزيرة للتجارة الدولية في الجولات الأخيرة من مفاوضات اتفاق التبادل التجاري الحر بين كندا والاتحاد الأوروبي وعلى الصلابة التي تميزت بها. وتضيف أن خبرتها السياسية في كندا قد تكون أقصر من خبرة سلفها ديون، لكن لديها شبكة معارف أميركية ودولية أوسع بكثير مما لدى ديون. كما أنها تحتفظ بجزء هام من حقيبتها السابقة ألا وهو العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بوزير الهجرة الخارج جون ماكالوم ترى "ذي غلوب أند ميل" أن قرار أوتاوا تعيين هذا "الوزير الأساسي الذي يتمتع بالاحترام" سفيراً في الصين هو رسالة احترام لهذه الدولة، ولا ضير في ذلك، لا بل قد يعود هذا القرار بالكثير من النفع على كندا برأي الصحيفة.
أما في ما يتعلق بمريم منصف، فترى "ذي غلوب أند ميل" أن تعيين نائبة جديدة شابة لم تبلغ الثلاثين ربيعاً وزيرة للمؤسسات الديمقراطية في الحكومة الليبرالية التي أبصرت النور قبل 14 شهراً لم يكن قراراً حكيماً ولا حتى ودياً.
لكن قلة خبرة منصف لم تكن المشكلة في ملف إصلاح القانون الانتخابي الذي عُهد به إليها، فالمشكلة كانت ولم تزل تكمن في قلة الوضوح لدى المشرفين على عمل منصف في مكتب رئيس الحكومة، وهم أكبر منها سناً وأكثر خبرة، تقول "ذي غلوب أند ميل".
فهل يريد الليبراليون فعلاً التخلص من نظام الاقتراع الذي يمنح الفوز في كل دائرة انتخابية للمرشح الحاصل على أكبر عدد من أصوات المقترعين، أي بغض النظر عما إذا كان هذا العدد يشكل الأكثرية؟ وكيف ومتى ولماذا يريدون ذلك؟ وبأي طريقة؟ تتساءل الصحيفة مضيفة أن منصف ليست المسؤولة عن كونها أمضت العام الفائت تدافع مبتسمة عمّا لا يمكن الدفاع عنه وتشرح بشكل أخرق ما لا يمكن شرحه.
ومكافأة منصف على "الوقت الذي أمضته في قفص الأسود" كان تعيينها وزيرة لقضايا المرأة، وهي وزارة لها معنى واضح وتاريخ طويل، تقول "ذي غلوب أند ميل".
أما كارينا غولد التي تخلف منصف في وزارة المؤسسات الديمقراطية، وهي أيضاً نائبة للمرة الأولى ولم تبلغ بعد الثلاثين ربيعاً، فلن تجد عملها أكثر سهولة من التي سبقتها في المنصب إلّا إذا أدرك رئيس الحكومة ومستشاروه ما الذي يريدون منها القيام به، تختم "ذي غلوب أند ميل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.