الوزيرة كريستيا فريلاند في مجلس العموم الكندي

الوزيرة كريستيا فريلاند في مجلس العموم الكندي
Photo Credit: Chris Wattie / Reuters

من الصحافة الكندية: “فريلاند في مواجهة العالم”

تحت عنوان "فريلاند في مواجهة العالم" كتب بول جورنيه مقالا في صحيفة لابرس جاء فيه:

أكد جوستان ترودو عقب انتخابه أواخر عام 2015 بأن كندا عائدة للساحة الدولية. صحيح أن حزب المحافظين بزعامة ستيفن هاربر كان قد ابتعد بشكل جدي عن التعددية الدولية وخاصة في ما يتعلق بإسرائيل.

لكن ولو أن ستيفان ديون كان قد أعاد الارتباط مع هذا التقليد غير أنه بالغ في هذه القطيعة كما يدل عليه بين عوامل أخرى التمسك ببيع عربات مدرعة للمملكة العربية السعودية.

ومع هفواته المعهودة كمثقف، برر ستيفان ديون هذا القرار بنظرية جديدة أطلق عليها "القناعة المسؤولة" مشيرا إلى مبدأ لعالم الاجتماع ماكس فيبر غير أن هذا لم يكن كافيا لإقناع الكنديين.

يضاف إلى ذلك أن ستيفان ديون فقد الاتصال مع مكتب رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو. ففي فصل الخريف الماضي كان ستيفان ديون يصر على القول بأن كندا لن تفاوض على اتفاقية لتبادل المجرمين مع الصين في وقت كان فيه رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو يقوم بذلك.

إن تسلم كريستيا فريلاند مهام وزارة الخارجية سيضع دون شك حدا لهذه الاختلافات ويعيد الوصل مع المزج المعتاد لتعددية الجوانب والواقعية الحذرة التي تتحلى بها دبلوماسيتنا.

هذه الواقعية تفرض نفسها على كل حال بسبب شخصية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

إن تعددية الجوانب الكندية تنطلق كما هو معهود باتباع التوافقية مع حلفائها الكبار الثلاثة أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

إذا إن مثل هذه الجبهة المشتركة أصبحت من الآن فصاعدا هشة كما أن كندا لا ترغب بالتنصل من مبادئها كما أنها لا ترغب في الوقت نفسه اتباع جارها وشريكها التجاري الرئيسي أي الولايات المتحدة.

وفي تلك الحالتين يتوجب التحلي بحنكة مرهفة.

ويتوجب حينئذ على كريستيا فريلاند أن تتعامل مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي يرغب على ما يبدو إدارة السياسة الخارجية على غرار إدارة شركة تجارية حيث يربح البعض ويخسر البعض الآخر.

وشخصية ترامب ستساعده لبلوغ هذا الغرض إذ أنه معروف ببراغماتية تفوق التي يتحلى بها ستيفان ديون ما تمكنه أن يكون في الوقت نفسه متحفظا وقاسيا.

وزيرة الخارجية الكندية الجديدة كريستيا فريلاند مع رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو
وزيرة الخارجية الكندية الجديدة كريستيا فريلاند مع رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو © Sean Kilpatrick / Canadian Press

إن الدبلوماسية هي مسألة علاقات. هذا وبالإضافة لمزاياها الانسانية، فإن باستطاعة كريستيا فريلاند أن تعتمد على معرفتها بالولايات المتحدة.

وفي كتاب نشرته عام 2014، أبدت السيدة فريلاند قلقها من عدم المساواة الهائلة التي تتعمق أكثر فأكثر هناك.

إن الأميركيين على وشك أن يفقدوا الثقة بمؤسساتهم الديمقراطية، تحذر السيدة فريلاند وهو ما قد يؤدي حسب رأيها لدعم دعاة الشعبوية وكبار الأغنياء.

لكن يصعب أن نتوقع كيف سيساعد ذلك الوزيرة على إدارة الصدمة الأولى المحتملة أي إعادة التفاوض حول اتفاق التبادل التجاري الحر لأميركا الشمالية مع الإشارة إلى أن دونالد ترامب يرغب بادىء ذي بدء شد القيود على المكسيك لكنه قد يرغب أيضا توجيه بعض سهامه وطلباته لكندا.

هذه العقبات الجديدة تضاف لمشكلة موجودة في عهد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما وهذه المشكلة تتعلق بالصادرات.

إن الاقتصاد الكندي يتعلق بشكل خاص بما يبيعه لجاره والحال فإن حصته من السوق تتضاءل منذ عام 2000 من 17% إلى 11% ومن جملة أسباب هذا التدني المنافسة الصينية والمكسيكية دون نسيان الخلاف حول خشب البناء الذي سيعود للواجهة خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ولا يمكننا أن ننسى العقبة الروسية، فالعلاقات بين كريستيا فريلاند وروسيا بدأت بشكل سيىء، فالوزيرة ممنوعة من الإقامة في روسيا منذ الانتقادات التي وجهتها في أعقاب ضم جزيرة القرم في عام 2014.

لكن الوزيرة الكندية ليست وحدها في هذا الحظر بل يشاركها في ذلك سياسيون آخرون كالليبرالي إيروين كوتلر والمحافظ أندرو شير وعضو الحزب الديمقراطي الجديد بول ديوار الذين يحتلون مكانا على اللائحة السوداء.

ويختم بول جورنيه مقاله في صحيفة لابرس بالقول إن الوزيرة الجديدة يمكنها أن تعتمد على الأقل على معرفتها لروسيا حيث كانت قد عملت هناك وتتحدث اللغة أيضا.

إن التحدي الكبير الذي يواجه الوزيرة فريلاند وحلفاءها هو في إقناع الولايات المتحدة بعدم التخلي عن مثل هذه المبادرات لصالح الغزل المثير للقلق مع الديمقراطية الروسية لذا يمكن فهم شعور التشاؤم.

(صحيفة لابرس/راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.