يتضمّن برنامج بلا حدود مجموعة من تقاريرنا الأسبوعيّة من إعداد وتقديم بيار احمراني ومي أبو صعب وفادي الهاروني، ويستضيف في هذه الحلقة البروفيسور سامي عون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيربروك ومدير كرسي الدراسات للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في جامعة كيبيك في مونتريال.
أوباما: وحده التاريخ سيحكم على أدائه
ثماني سنوات، تنتهي ظهر الجمعة المقبل، قضاها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما في البيت الأبيض ، تقييمها قد يكون مبكرا بدون شك، وبالتالي مجحفا بحق رئيس فضّل الدبلوماسية على الحرب في السياسة الخارجية، فنجح حينا، وأخفق حينا آخر. وما يراه البعض نجاحا، يعتبره البعض إخفاقا، والعكس صحيح.
ما أهم محطات السياسة الخارجية التي طبعت عهد أوباما؟
لقد تسلم باراك أوباما السلطة مع إرث حربين لم تكن له أية مسؤولية في اندلاعهما: الحرب في أفغانستان، والحرب في العراق، ويخرج من السلطة ليورثهما بدوره إلى خليفته. فبالرغم من وعود قطعها، لم ينجح في إنهاء الحربين. فقد تعهد بالانسحاب من العراق وتقليص التواجد الأميركي في أفغانستان ، ونفذ تعهده عام 2011 لكنه قوبل بسيل من الانتقادات لأن الانسحاب لم يكن منظما أو مدروسا وتسبب بفراغ استغله الجهاديون فاحتلوا عدة مناطق في العراق ومن ثم في سوريا وأعلنوا ما سموه بالدولة الإسلامية.
ولعل أبرز تحرك دبلوماسي قام به في بداية عهده لتصحيح العلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين كان خطاب القاهرة الشهير:
"جئت هنا، إلى القاهرة بحثا عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين عبر العالم".
لكن سرعان ما طرأ تغير جوهري في العالم العربي باندلاع ما سمي بالربيع العربي، الذي أعاد خلط الأوراق وتغيير موازين القوى، وأدى، في ما أدى، إلى اندلاع الحرب السورية. وهنا وقع ما اعتبره الكثيرون، خطأ تاريخيا ارتكبه أوباما بتعهد لم ينفذه:
"إن استعمال السلاح النووي يشكل بالنسبة لنا خطا أحمر وأي تحرك في هذا الاتجاه ستكون له نتائج خطيرة"، قال باراك أوباما يومها مهددا بقصف سوريا التي تجاهلت التحذير، فتراجع أوباما عن التهديد ما أضر بمصالح الولايات المتحدة في المنطقة كما يقول أحد المؤرخين الرئاسيين ويضيف:
"إن أثر عدم احترام هذا التعهد لمعاقبة الحكومة السورية لتخطيها الخط الأحمر في ما يخص استعمال الأسلحة البيولوجية أفقدنا احترام العالم".
لكن عملية عسكرية جريئة أعادت للولايات المتحدة شيئا من الاحترام والهيبة
"لقد قامت الولايات المتحدة بعملية أدت إلى مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن" في الثاني من أيار – مايو عام 2011
ولعل أحد أبرز إنجازات أوباما على صعيد العلاقات الدولية، كان توصله إلى عقد اتفاق نووي مع إيران كما يقول الرجل الثاني في الخارجية الأميركية أنطوني بلينكي ويضيف:
"بسبب هذا الاتفاق بات أمن الولايات المتحدة وكندا وشركائنا في الشرق الأوسط أقوى وأمتن لعدة سنوات.
أما الإنجاز الآخر فكان بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا وقيامه بزيارتها كأول رئيس أميركي يزور كوبا في حوالي قرن:
جئت إلى هنا لأدفن آخر مخلفات الحرب الباردة في القارة الأميركية".
لكن بوادر حرب باردة من نوع آخر، قد تكون هذه المرة مع العملاق الصيني، تلوح في الأفق جراء موقف الرئيس الأميركي الجديد المتشدد من الصين.
تنتهي حقبة وتبدأ حقبة أخرى مختلفة تماما، يكتنفها الغموض والمجهول وتحف بها شتى أنواع الخطر، والأمل، كل الأمل، ألا تصدق توقعات المتشائمين.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكندية
جددت يوم الأحد الفائت أكثر من سبعين دولة ومنظمة مشاركة في المؤتمر من أجل السلام في الشرق الأوسط في باريس التزامها بحل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي قائم على أساس الدولتيْن.
وحض البيان الختامي للمؤتمر الفلسطينيين والاسرائيليين على "إظهار التزام حل الدولتين والامتناع عن أي خطوات أحادية الجانب تستبق نتيجة المفاوضات، خصوصاً في شأن الحدود والقدس واللاجئين".
وعلى هامش المؤتمر حذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت من مشروع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لنقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، واصفاً إياه بالـ"إستفزازي" الذي "ستكون له عواقب وخيمة".
من جهتها رفضت بريطانيا التوقيع على البيان الختامي معربة عن "تحفظاتها" على عقد المؤتمر بغياب ممثلين فلسطينيين واسرائيليين و"قبل أيام من تنصيب رئيس أميركي جديد"، وهي شاركت في المؤتمر بصفة مراقب فقط.
وفي ردود الفعل صرح أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن المنظمة رحبت بالبيان الختامي للمؤتمر "الذي أكد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فرأى أن المؤتمر "خدعة" وأنه "عبثي تم تنسيقه بين الفرنسيين والفلسطينيين ويفرض شروطاً على إسرائيل لا تتناسب مع حاجاتها الوطنية".
هل يشكل مؤتمر باريس دعماً للفلسطينيين يتخطى الكلام؟ فادي الهاروني طرح السؤال على البروفيسور الفلسطيني حسين الريماوي، أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.