مفاوضات أستانة لحل النزاع السوري

مفاوضات أستانة لحل النزاع السوري
Photo Credit: GI / FABRICE COFFRINI

حل القضايا العربية بات بأيدٍ غير عربية

مفاوضات أستانة لحل النزاع السوري، بدأت اليوم متعثرة. إذ رفض فريق المعارضة المشكل من أربعة عشر عضوا وواحد وعشرين مستشارا برئاسة أحد مسؤولي تنظيم "جيش الإسلام"، محمد علوش، التفاوض مباشرة مع فريق النظام السوري المؤلف من عشرة أعضاء برئاسة سفير سوريا إلى الأمم المتحدة بشار جعفري.

ولكن، بعيدا عن مجريات  المحادثات المقرر أن تستمر يومين في كازاخستان، ثمة أمر لافت، إن دل على شيء، فعلى فقدان العرب المبادرة في حل قضاياهم المصيرية والتحول إلى دور الكومبارس، والرضوخ إلى الأمر الواقع الذي تفرضه موازين القوى الجديدة في الشرق الأوسط بحيث بات مصير سوريا، "قلب العروبة النابض" بيد دول غير عربية: روسيا، تركيا وإيران.

يقول رئيس تحرير القسم الدولي في صحيفة لو موند الفرنسية كريستوف أياد في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية:

"ثمة غياب حقيقي للعالم العربي السني فإذا ما القيتم نظرة على المشاركين حول الطاولة، ستجدون دولتين مسلمتين، تركيا وإيران وهما مسلمتان ولكن غير عربيتين. والواقع أن العالم العربي السني الذي كان في السابق المفاوض المفضل والمميز للقوى الغربية، كالعربية السعودية ومصر اللتتن كانتا تدعيان دائما للمشاركة في كل المؤتمرات والمفاوضات المتعلقة بالعالم العربي والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لم يعد لهما دور أساسي في حل تلك المشاكل".

في هذا الإطار، من هو الرابح الحقيقي في الأزمة السورية؟

يجيب كريستوف أياد:

" الرابح الأكبر على الصعيد الدبلوماسي هي روسيا لكن الرابح الأكبر على الصعيد الميداني هي إيران المتواجدة على الأرض عبر قواتها العسكرية الخاصة، حراس الثورة الإسلامية، وهي قوات النخبة، وكذلك عبر الميليشيات التابعة لها، وأشهرها وأقدرها حزب الله اللبناني، وأيضا الميليشيا العراقية الشيعية والميليشيات الأفغانية من اللاجئين الأفغان في إيران، وهم أيضا من الشيعة. ذلك أن القوات السورية باتت منهكة تماما، وتقوم تلك الميليشيات بالدور الطليعي على الجبهات وهي التي تسيطر على الأرض حاليا إذ لا تمكن السيطرة من الجو مهما كانت قوية، فالطيران الروسي لم يتمكن مثلا من الحؤول دون سقوط تدمر بيد "الدولة الإسلامية.

ما يعني أن المنتصر دبلوماسيا وسياسيا هي روسيا، والمنتصر ميدانيا وعسكريا هي إيران. بالإضافة إلى رابح لم يحقق شيئا هي تركيا الموجودة على طاولة التفاوض  فقط لأن فلاديمير بوتين مد لها يده لأنه بحاجة إلى غطاء سني، وقد فهم أن تركيا بحاجة للخروج من عزلتها فمنحها ما لم تمنحها إياه القوى الغربية، أي التواجد العسكري على الميدان السوري.

في هذا السياق، من هو الخاسر الكبير؟ يجيب كريستوف أياد:

"العالم العربي طبعا لكن الخاسرين الآخرين هي الدول الغربية، الولايات المتحدة ، الذين لم تكن لهم سياسة واضحة بشأن سوريا وكانوا يسعون للاتفاق مع روسيا في وقت كانوا يدعمون فيه قوات المعارضة ومن الصعب التوفيق بين التوجهين، إضافة إلى دول أصغر كفرنسا وبريطانيا اللتين كانتا تدعمان أكثر المعارضين لكنهما لم تكونا تملكان أية وسيلة لمساعدة حلفائهما على الأرض وبالتالي التأثير على الوضع وفرض آرائهما على طاولة المفاوضات وموقفهما بأن على الأسد الرحيل".

ويؤكد رئيس تحرير القسم الدولي في صحيفة لو موند كريستوف أياد في ختام حديثه لهيئة الإذاعة الكندية:  أن التقسيم الجغرافي السياسي غير وارد ولا أحد من الدول الأربع التي يتواجد فيها الأكراد مستعد لمنحهم أية مساحة من أراضيه لتأسيس دولتهم. بالمقابل فثمة إعادة تشكيل للعالم العربي دبلوماسيا وسياسيا وثمة تشكيل جديد للأحلاف أما الحدود فلن يطرأ عليها تغيير.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.