مكافحة الإرهاب في كندا

مكافحة الإرهاب في كندا

عودة الجهاديين: الأخطار والتحديات

مسألة عودة الجهاديين الذين شاركوا في القتال في سوريا والعراق إلى بلدانهم الأصلية، ومنها كندا، حيث عاد ستون منهم من أصل حوالي مئة وثمانين جهادي كندي، تطرح عدة مشاكل، على أكثر من صعيد قضائي واجتماعي وبخاصة أمني. فملاحقتهم قضائيا ليست أمرا سهلا لعدم توفر كل الأدلة، واندماجهم مجددا في المجتمع دونه صعوبات بعد أن قاتلوا وقتلوا، ومراقبة تحركاتهم وتتبعهم مهمة تتطلب المزيد من رجال الأمن والمخابرات والجمارك، ذلك أن مراقبة كل فرد منهم أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين، بحاجة إلى أربعين عنصرا من الشرطة.

والسؤال المقلق الذي يطرحه الكنديون، وقد تعرضت بلادهم إلى عمليتين إرهابيتين وتم الحؤول دون وقوع عملية ثالثة في اللحظات الأخيرة، هو هل كندا ما زالت مهددة؟

يجمع المراقبون على أن السؤال ليس حول احتمال وقوع عملية إرهابية، إنما متى وأين ستقع كما يقول الضابط في الشرطة الملكية جيمس ماليزيا:

"لا شك عندي ابدا بوقوع اعتداء آخر في كندا".

وما يقلق السلطات هو أن الاعتداءات التي تعرضت لها كندا نفذها كنديون لم يشاركوا في القتال في سوريا أو العراق:

" التهديد الذي يواجهنا هو من الذئاب الوحيدة والكنديين الذين وقعوا تحت تأثير المتطرفين أو على يد الذين شاركوا في القتال وعادوا "كما يقول جيمس ماليزيا.

ومن جهتها، تطرح ميشال تيسييه، من جهاز الأمن والاستخبارات الكندي، تساؤلات حول هدف المقاتلين العائدين:

"هل يعودون لتنفيذ مهمة ما والقيام باعتداء داخل كندا أم أنهم يعودون لأنهم لم يعودوا مهتمين بالقيام بعمليات إرهابية؟ والأمر وارد طبعا"

وتضيف: نحن نعرف أن كندا مستهدفة، وهذا ما ردده الجهاديون أكثر من مرة، لذلك فأولويتنا هي مواصلة المراقبة والتحقيق في التهديدات التي تواجه كندا.

لكن مراقبة العائدين من القتال صعبة ومعقدة وكذلك توقيفهم واعتقالهم كما يعترف جيمس ماليزيا:

"من الصعب جدا  جمع الأدلة والإثباتات الضرورية لأن ليس لدينا تغطية واسعة لما يجري في سوريا والعراق".

وإضافة إلى هذه الصعوبات القضائية والأمنية، هناك الشق الإنساني.

تقول والدة أحد الكنديين المقاتلين في سوريا:

" أكثر ما يقلقني هو الرأي العام وأتمنى أن يكون أكثر تسامحا مع هؤلاء الشباب وعدم إدانتهم أو معاملتهم كأشخاص خطيرين".

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.