تحت عنوان "القيام بالواجب وبهدوء" كتب دوني فرلان مقالا في صحيفة لودوفوار جاء فيه: لقد حان أو على وشك أن يحين الوقت الذي يستوجب الالتزام بالإجراءات وكندا ستبلغ عن طلب الولايات المتحدة بإعادة التفاوض حول اتفاق التبادل التجاري الحر (نافتا)
لم نفاجأ، فالالتزامات حول التجارة كانت على الغالب الأقل خيالية من بين جملة الالتزامات التي أعلن عنها المرشح ترامب.
من هنا السرعة التي اعتمدت في إطلاق إجراءات بهدف إعطاء الناخبين المتعطشين للفعل صورا جميلة عن توقيع قرارات وترامب يرفع قبضته عاليا.

إن وزير التجارة الأميركي الجديد ويلبور روس كان من بين القلائل بالفعل الذي لم يهدم حصته من برنامج الرئيس ترامب سواء على الجدار مع المكسيك أو حول الاتفاق النووي مع إيران، أو حول حلف شمال الأطلسي أو العودة للتعذيب أو اتفاقات باريس.
إن الأشخاص الذين عينهم ترامب كمسؤولين عن هذه الأمور في حكومته خالفوا بكل صراحة رئيسهم حول دواعي اعتماد هذه القضايا أو على إمكانية تطبيق نواياه.
جرعة أخرى من الواقعية حول اتفاق التبادل التجاري الحر وهي عبارة عن رسالة تطمين حملها يوم الاثنين إلى حكومة جوستان ترودو المجتمعة لمدة ثلاثة أيام في كالغاري أحد المستشارين الاقتصاديين الرئيسيين للرئيس الأميركي الجديد هو ستيفن شوارزمان، الأخصائي في الدمج وتقرير مصير الشركات. جاء ليقول لجوستان ترودو أنه لا دواعي للمغالاة في القلق وأن الميزان التجاري بين البلدين متوازن وأن العلاقات التجارية مثال يحتذى للآخرين.
رسالة لا تتناسب مع المقاربة العدائية لترامب عن التفاوض يشار إليها غالبا من كتابه The Art of the Deal
تمّ لوم جوستان ترودو ولأكثر من مرة بأنه كشف بسرعة أوراقه بعرضه إعادة فتح اتفاق التبادل التجاري الحر الأميركي الشمالي غداة انتخابات شهر نوفمبر تشرين الثاني. وبالفعل، أطلق شوارزمان يوم أمس أول تعليق مستهدفا مباشرة كندا في هذا الملف ويمكننا القول إنه لم يختر هو أيضا موقف قوة.
بانتظار أن تتواجه على الأقل الوقائع والأرقام التي يبني عليها موقفه كمستثمر ذي خبرة مع "الوقائع البديلة" التي كانت تتحدث عنها يوم الأحد المستشارة المقربة من ترامب كيليان كونوي أضاف الناطق الرسمي سبايسر طبقة يوم الاثنين مشيرا إلى أنه يمكننا أن نكون غير متفقين مع الوقائع.هذه التصريحات التي تثير بعض الشك رغم التطمينات التي حملها السيد شوارزمان.
جوستان ترودو لم يبخل عندما تتطرق لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
فتعديل حكومي ركّز على وزيرة هي كريستيا فريلاند القريبة جدا من الأوساط المالية الأميركية. عسكريان متقاعدان لهما علاقات مع ضباط أميركيين هما أندروو ليسلي ومارك غارنو اللذين كلفا بمهام جديدة. ومكتب رئيس الوزراء جوستان ترودو الذي يضم إليه فريقا جديدا للتنسيق.
السفير الكندي في الولايات المتحدة ماك نوتون وفريقه بالإضافة للوزيرة فريلاند ومستشارين لترودو أجروا لقاءات غير أن كندا لا يمكنها أن تكتفي بانتظار الطلبات الأميركية.
إن تعويذة "أميركا أولا" التي أطلقها دونالد ترامب تعني أن كافة قراراته ستتخذ "لصالح العمال والعائلات الأميركية لا غير"

مع المكسيك المستهدف من قبل ترامب فإن على كندا أن تتوقع احتمال أن تنفك عن هذا البلد، وبالفعل فإن وزيرة الخارجية الكندية فريلاند توجهت نحو هذا المنحى عندما تحدثت عن علاقة مع الولايات المتحدة التي هي قبل كل شيء حسب وصفها ثنائية. وهذه بالتحديد المقاربة المفضلة من قبل واشنطن حول الاتفاقات التجارية.
والسؤال هل تستطيع كندا أن تلقي بوزنها منفردة؟ أو هل تبقى متضامنة مع المكسيك وتخاطر بتحمل النتائج؟
إن العلاقة التجارية تستحوذ حاليا على مجمل الانتباه. جوستان ترودو وكندا ينظر إليهما حاليا في مجالات عدة كقطب مقاومة لترامب ولحركات مشابهة.
وما التمسك بالسعر على الكربون وأهداف الهجرة بالإضافة لتعيين الوزير أحمد حسين لهذا الملف يظهر أن إعادة ترتيب الصف السياسي ما بعد ترامب له حدوده.
ويختم دوني فرلان مقاله في صحيفة لودوفوار بالقول:
إن مجابهة دونالد ترامب في مثل هذا النوع من الملفات قد يجعل من الليبراليين نقطة تحالف في عام 2019 وخاصة في ما إذا كان في مواجهتهم مقلد لترامب بشخص كيفن أوليري.
(صحيفة لودوفوار/راديو كندا الدولي )
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.