تحت عنوان: " فخ للصحافيين" ، كتبت الصحافية والكاتبة دونيز بومباردييه في صحيفة لو جورنال دو مونتريال تقول:
نشهد، مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو حدث كان لأشهر خلت، أشبه بأفلام الخيال، نشهد ثورة ثقافية. فترامب يفكك يوما بعد يوم سياسات أسلافه، ويهاجم عبر التويتر أهدافه المفضلة، وفي طليعتهم الصحافيون، ويبخّر أصدقاءه. وبات العالم كله معلقا على ما سيقوله، وتحول في الوقت نفسه، إلى مرجع وفزاعة ومنقذ.
ذلك أن أنظمتنا الديموقراطية لم تعودنا على شخصية غير نمطية وذات نفسية مقلقة ومضطربة ، باستثناء بيرولسكوني في إيطاليا ربما. فكيف يمكننا فهم مثل هذا الرجل؟ وكيف نفسر إعلانه حربا بلا هوادة على الصحافيين الذين يصفهم "بأكثر الناس سوءا وعدم استقامة على الأرض"؟
وتتابع دونيز بومباردييه: كيف نفسر أنه باستثناء ابنته المدللة، لا يحيط بترامب سوى رجال من العرق الأبيض، أثرياء بالمال وفقراء بالتجارب السياسية؟ لقد اختطف ترامب الحزب الجمهوري ليؤمن انتخابه بما يمكن تشبيهه بالانقلاب ولا شك أن القادة الجمهوريين يقفون له بالمرصاد ليتخلوا عنه في حال ارتكابه أي خطأ جسيم.
من هنا اعتماد ترامب على ناخبيه من الطبقة الوسطى الذين باتوا يشعرون بأنهم غرباء عن تلك الديموقراطية المفروض فيها تأمين رفاههم.
وترى بومباردييه أن بعض الصحافيين المفروض فيهم تغطية سياسته، وقعوا في الفخ، وكثير منهم غرقوا في التنديد المنظم بسياساته بدل ترك مسافة بينهم وبينه. والمشكلة هي أننا لن نقضي أربع سنوات نتحدث فيها يوميا عن أقواله ونردد بأننا أمام رجل أحمق، وقح، ذكوري وحتى فاشي ما قد يدفع بالناس إلى عدم الاكتراث ويؤدي إلى وقوع الصحافيين في الخطأ على غرار الصحافي الأميركي الذي أكد مطلع الأسبوع أن دونالد ترامب نزع تمثالا نصفيا لمارتن لوثر كينيغ كان وضعه الرئيس باراك أوباما في المكتب البيضاوي، وهو خبر عار عن الصحة اضطر الصحافي إلى الاعتذار عن نشره. ونأمل ألا يتكرر مثل هذا الخطأ لأنه يضر بمصداقية مهنة الصحافة التي يشكك فيها الناس أصلاً.
وتتابع بومباردييه: قليلون من رجال الدولة في الدول الديموقراطية طرحوا مثل تلك التحديات لشعوبهم كالتحدي الذي يطرحه ترامبت عبر طريقته في الأداء والأخبار الكاذبة التي ينشرها وأنصاف الحقيقة وعجزه عن العمل في إطار قوانين لم تصدر عنه، ويزداد الأمر أهمية لكونها صادرة عن أكبر قوة في العالم. فهل نفاجأ من أن العالم بدأ يهتز منذ أسبوع؟ تختم دونيز بومباردييه مقالها في لو جورنال دو مونتريال.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.