Photo Credit: RCI

تعليقات الصحف للأسبوع المنتهي في 28 – 01 – 2017

مجموعة مختارة من تعليقات الصحف الكندية صدرت خلال الأسبوع من إعداد وتقديم بيار أحمراني وسمير بدوي وفادي الهاروني.

 "نهاية عالم"

كتب فرنسوا بروسو محلل شؤون السياسة الدولية في هيئة الإذاعة الكندية مقالا في صحيفة لودوفوار جاء فيه:

العالم القديم يموت والعالم الجديد يتأخر بالظهور. في هذه الفترة بين حكمين تبرز ظواهر مرضية.

هذا القول المأثور للعالم الماركسي أنطونيو غرامشي والموجود في صيغ مترجمة مختلفة كتبها منذ أكثر من مئة عام في دفاتر السجن بينما كان هذا المثقف والزعيم السياسي يرزح في غياهب سجون موسوليني.

هل ينطبق هذا القول على أجواء الشفق القطبي  التي تسود غالبية عالمنا الغربي ونحن على عتبة عام 2017؟

نعم إذا كنا متفائلين كفاية لنعتقد بأن عالما جديدا وواعدا يستيقظ أمامنا، مع وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة على سبيل المثال ومع هؤلاء الزعماء الأوروبيين الشعبويين الذين شيئا فشيئا يتبنون نهجه والذين اجتمعوا في كوبلونس في ألمانيا نهاية الأسبوع حول مارين لوبين مثل فروك بيتري وخيرت فيلدرز وآخرين.

كلا، وفي الغالب ليس كليا، ولكي نعود للقول المأثور للعالم غرامشي الذي ابرزناه سابقا يمكننا أن نصف هؤلاء الزعماء السياسيين الذين يصعدون "كظواهر مَرَضية" للقول المشهور (بالوحوش حسب بعض الترجمات) وليس كممثلين لهذا "العالم الجديد" الناشىء والمشع كما يدّعون تجسيده بطريقة وقحة.

نحن ما زلنا في المرحلة المتوسطة و"المَرَضية" لكن لنتوجه نحو ماذا ونحو أين؟ المشكلة أن "العالم الجديد" الذي تم الإعلان عنه في الربع الأول من القرن العشرين من قبل غرامشي ومرافقيه الإيديولوجيين، عالم مساواة وأخوة عالمية، كان مجرد كذب وليس حاليا على جدول أعمال الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.

الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في مؤتمر صحافي حول سياساته المستقبلية
الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في مؤتمر صحافي حول سياساته المستقبلية © PC/La Presse canadienne/Associated Press/Pablo Martinez Monsivais

ويوم الجمعة الماضي، في خطاب تسلم السلطة، دونالد ترامب الرئيس الأميركي الجديد رسم صورة مظلمة بشكل منقطع النظير للوضع في الولايات المتحدة وعلاقاتها مع باقي العالم.

وفي وصفه للوضع في بلاده على المستويين الاقتصادي والأمني، استخدم مقاربة مبالغا فيها بمعناها الفرنسي والإنجليزي أي "المجزرة"

مما لا شك فيه حين الحديث عن الولايات المتحدة حيث عدم المساواة والانتقادات الشرعية على نوعية استعادة العافية وفرص عمل جديدة فإن المعدل الرسمي للبطالة قد انخفض بشكل ملحوظ من عشرة بالمئة إلى خمسة بالمئة خلال سنوات حكم الرئيس السابق أوباما.

وفي بلد حيث معدل الإجرام إلى أدنى حد له منذ نصف قرن على خلاف تام مع الأوصاف المروعة لدونالد ترامب أوهام ما يزال يرددها حتى بعد وصوله للرئاسة.

نظرة مظلمة بشكل مبالغ فيها للواقع الحالي، استراتيجية "كل لنفسه" على المستوى الوطني، تعهد لحلول سهلة. هذه النظرة اقتبست بشكل جماعي من قبل شعبويي أوروبا الذين بتصرفهم علاوة على ذلك هدف يحلمون به في اتحاد أوروبي بيروقراطي تحول إلى كيس لكم من مختلف النواحي.

إنها نهاية عالم وقد يكون نشوء عالم جديد حيث تصبح القوى العظمى الغربية القديمة ثانوية وتتقوقع على نفسها.

في هذا الوقت، الملامح الجديدة للعلاقات الدولية تتقرر في موسكو وبكين وأنقرة حيث تعتبر الديمقراطية الليبرالية بمثابة أثر قديم والحكم الغربي للعالم بمثابة شيء رهيب يجب مقاومته.

ويختم فرنسوا بروسو مقاله في صحيفة لودوفوار بالقول إن عام 2017 سيكون عاما حيويا بالنسبة لأوروبا. والسؤال هل تصمد السدود التابعة "للنظام القديم" أمام الحشود الشعبوية؟

إن الانتخابات الرئاسية الفرنسية في شهر إبريل نيسان أو مايو أيار المقبلين وانتخابات ألمانيا في شهر سبتمبر أيلول المقبل ستأتي إلينا بالجواب.

وفي حال انتخبت مارين لوبين رئيسة لفرنسا ومن ثم حزب "البديل من أجل ألمانيا" يفتح ثغرة هامة كل شيء يصبح ممكنا بما في ذلك انهيار كامل للاتحاد الأوروبي يختم فرنسوا بروسو في صحيفة لودوفوار.(لودوفوار/راديو كندا الدولي)

دونالد ترامب
دونالد ترامب © (Carlos Barria / Reuters)

" أصحاب القرار "

تحت عنوان: " أصحاب القرار " ، علقت الكاتبة في لوجورنال دو مونتريال دونيز بومباردييه على تسلم دونالد ترامب السلطة في الولايات المتحدة اليوم. قالت:

منذ عدة سنوات عجز أصحاب القرار في دول الغرب عن منح الطبقة الوسطى الشعور بتمكنهم من تحقيق طموحاتهم بحياة أفضل.

لقد فشل أصحاب القرار في القيام بواجبهم، وعجزوا عن حماية شعوبهم من الإرهاب الإسلامي الذي لا يقتل فحسب إنما يلوث كذلك النفوس والقلوب وباتوا هم ضحايا هؤلاء البرابرة الجدد، ولم تتمكن الجيوش وقوات الأمن الخاضعة لهم من احتواء زمر الذئاب الذين يتغلغلون داخل المدن ويستعدون للانقضاض.

لقد غض أصحاب القرار الطرف عن مختلف أنواع المستغلين، عن مصلحة أو عمى أو عن عجز وعجم كفاءة واعتمدوا الكلام بدل الفعل.

وتتابع دونيز بومبارديه: أصحاب القرار قلما أخذوا قرارا لأن أي قرار قد لا يرضي ناخبيهم، وهم يسعون دائما لإعادة انتخابهم، وأصحاب الأعمال يسعون دائما إلى تحصيل المزيد من المال، والنقابات تغلق العقود الجماعية والنخب الإعلامية تؤمن لهم الاستمرارية.

من هنا، فما كان بوسع شخصية كدونالد ترامب من الوصول إلى السلطة  لو أن مختلف القادة لم يكونوا عاجزين عن مواجهة انعكاسات العولمة التي سحقت الطبقة الوسطى وجردتها من أعمالها ووظائفها وبالتالي من قدراتها الشرائية.

وتتابع: إن العولمة كما طبقت، قضت على العمال اليدويين وأفرغت نظام التربية من محتواه لتخريج تقنيين مهرة بدون شك ولكن غير مهتمين بالسؤال عن الأسباب والأهداف التي سيّرت الثورة التكنولوجية.

وترى دونيز بومبارديه أن الشعوب باتت تشعر بارتباك بأن القرن الحادي والعشرين هو قرن نهاية الحضارة التي عاشها أسلافهم، ووحده المجهول هو مستقبلهم وقد تم القضاء تقريبا على كل ما كان يشكل هويتهم ولم يعودوا يعرفون التفريق بين الخطأ والصواب.

وهنا يبرز دونالد ترامب الرجل المتحرر من كل الشكوك وصاحب الحلول السهلة والسريعة بينما لم يتلقوا من أصحاب القرار إلا التردد وأنصاف الحقيقة والحلول، وهم يرفضونها كاملة. وبسبب كل ذلك، أصبح دونالد ترامب اليوم رئيسا للولايات المتحدة، تخلص دونيز بومبارديه مقالها في لو جورنال دو مونتريال.

جزء من خط أنابيب
جزء من خط أنابيب "كيستون اكس ال" في ولاية تكساس الأميركية © CP/Tony Gutierrez

"المواربات الجميلة"

تناول كاتب العمود في "لو جورنال دو مونتريال" ريجان باران ترحيب رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو أمس بقرار الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بإعادة إطلاق مشروع أنابيب "كيستون اكس ال" (Keystone XL) لنقل النفط الخام من ألبرتا في غرب كندا إلى مصافي النفط في جنوب الولايات المتحدة.

رد فعل رئيس حكومتنا الكندية على المرسوم الرئاسي الأميركي يجسد بامتياز فن الخطاب الملتبس لسياسيّينا الذين يجهدون من أجل الظهور جيداً فيما هم يقومون بأفعال مناقضة لأقوالهم، يقول باران.

فبعد أن كان في طلائع زعماء العالم في مؤتمر باريس حول المناخ في كانون الأول (ديسمبر) 2015 وتوقيعه على الاتفاق المنبثق عنه، أعرب رئيس حكومتنا أمس عن سعادته من وقع المرسوم الرئاسي الأميركي على استغلال الرمال الزفتية في ألبرتا. ويجب أن يكون سرور جوستان ترودو مضاعفاً لتراجع ضغوط ألبرتا عليه لتصدير نفطها الشديد التلويث وضغوط كيبيك لتجنب مرور هذا النفط في أراضيها، يقول باران في مقاله وهو بعنوان "المواربات الجميلة".

وبالتالي يشكّل ترودو وترامب ثنائياً غريباً، فالأول يريد أن يكون بطلاً بيئياً فيما يبرز الثاني نفسه على أنه من المشككين في مسؤولية الإنسان في التغيرات المناخية. "الأضداد يتجاذبون"، وفق المقولة الشعبية، يضيف باران.

وهذه ليست حالة التناقض الأولى لرئيس حكومتنا، والمحكمة الفدرالية أعطته فرصة سرور أخرى عندما حكمت هذا الأسبوع بأن حكومته تصرفت بشكل قانوني عندما سمحت بتنفيذ صفقة بيع المملكة السعودية ناقلات جند مدرعة كندية الصنع بقيمة 15 مليار دولار كندي. فمن جهة يريد ترودو الظهور كصانع سلام يقدم المساعدات الإنسانية والمادية لمناطق النزاع حول العالم ويعيد لكندا مكانتها الدولية في منظمة الأمم المتحدة، ومن جهة أخرى يبيع معدات عسكرية لبلد "يحتقر حقوق الإنسان ويتبين أنه المصدر المحتمل للنزاعات الأكثر دموية حول العالم حالياً" يقول باران.

لرئيس حكومتنا مبادئ، لكنه مستعد للدوس عليها باسم الاقتصاد وبقائه في السلطة. وللأسف هذا المناخ الضار لا يقتصر على الحكومة الفدرالية ورئيسها لأننا نجده لدى سلطات حكومية أخرى كما في أوساط مختلفة من المجتمع. فالشفافية والنزاهة أضحتا من الماضي، والانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة كرست ذلك بشكل صاعق، يضيف باران.

ويرى كاتب العمود في "لو جورنال دو مونتريال" الذي كان رئيساً لـ"مركزية نقابات كيبيك" (Centrale des syndicats du Québec) بين عاميْ 2003 و2012 أن التفاوتات الاجتماعية تشكل المشكلة الأكثر جوهرية في الولايات المتحدة، وينتقد الرئيس الأميركي الجديد لعدم معالجته هذا "البلاء" بشكل مباشر وتفضيله الكلام عن إيجاد وظائف جديدة "في بلد البطالة فيه متدنية لدرجة يمكن معها الحديث عن العمالة الكاملة".

ويدعو باران في نهاية مقاله رئيس الحكومة لأن يبرز الاستقلالية الاقتصادية لكندا كي يخدم بشكل أفضل "مثالياته الديمقراطية".

استمعوا

 

فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.