سياراة إسعاف وتجمع أمام المركز الثقافي الإسلامي في كيبك حيث الهجوم الذي أسفر يوم الأحد عن مقتل ستة أشخاص وجرح آخرين

سياراة إسعاف وتجمع أمام المركز الثقافي الإسلامي في كيبك حيث الهجوم الذي أسفر يوم الأحد عن مقتل ستة أشخاص وجرح آخرين
Photo Credit: موقع راديو كندا

“لم أعد أعرف مدينتي”

تحت هذا العنوان كتب فرنسوا بورك في صحيفة لوسولي مقالا يتعلق بالهجوم الذي استهدف مصلين في مسجد في مدينة كيبيك أسفر عن عدد من القتلى والجرحى جاء فيه:

فهمنا لكن بعد حين أنه لا توجد أية مدينة بمنأى عن الإرهاب لكن وقوع مدينتي تحت وحشية الإرهاب موجع للغاية.

عمل إرهابي استهدف الجالية المسلمة غير أن المدينة بمجملها كانت الضحية.

أنا متألم بالنسبة للمدينة التي احتضنتني يروي حكيم سيدهم الحائز على دبلوم في المعلوماتية ويعيش في مدينة كيبيك منذ عشرين عاما.

يصف نفسه بملحد ولم تطأ قدماه المسجد المستهدف بالاعتداء في منطقة سانت فوا لكنه هرع عندما علم بالكارثة. أشعر بأنني مصاب شخصيا، مصاب ومستاء.

بالنسبة لحكيم ولعدد آخر من الذين تحدثت إليهم مساء أمس هذا الهجوم لم يحصل في كيبيك مصادفة.

وفي وقت كانت فيه الشائعات تنطلق حول عدد الضحايا ومصير "الإرهابيين" كان يجري توقيع أوائل نصوص الاتهام على طول حواجز الشرطة المحيطة بالمسجد.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصدر قرارا منع بموجبه دخول رعايا سبع دول غالبيتهم من المسلمين إلى أراضي الولايات المتحدة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصدر قرارا منع بموجبه دخول رعايا سبع دول غالبيتهم من المسلمين إلى أراضي الولايات المتحدة © Reuters

تأثير "ترامب" نهاية الأسبوع مع قراره التنفيذي ضد سبع دول غالبية سكانها من المسلمين . قد يكون من محض الصدفة لكن لا يمكن أن نتجاهل بأنه قد يمنح شرعية للتصرفات الأكثر تطرفا.

سمعت الكثير عن "إذاعات القمامة" في مدينة كيبيك وعن جيف فيليون الذي ينشر فكرة اختيار المهاجرين ما يمكن فهمه أنه يتوجب استثناء المسلمين.

حتى بلدية كيبيك قد ترعى هذا الخطاب "المبهم للعمدة" يعتقد حكيم.

وقبل أن يهرع حكيم نحو المسجد فور سماعه النبأ سمع ألكسندر تايفير وهو رجل أعمال معروف عبر برنامج يبث من تلفزيون راديو كندا "حديث الناس" يندد بفيليون.

من المغري في هذه الأيام الغنية بالمشاعر والغضب أن نخلص للاستنتاجات ونقوم بالمزج وهو ما كنا نلومه للآخرين.

لننتظر معرفة من أين يأتي "منفذو" الهجوم قبل أن نقوم بالربط مع إذاعاتهم المفضلة.

تحدثت مع سيدة تدعى كنزة العزوزي عندما تأكدت من نبأ وفاة صاحب دكان مجاور للمسجد كانت تعرفه. كانت تقيم في كيبيك منذ 34 عاما.

هي مسلمة لكنها غير ممارسة للشعائر الدينية.

كانت متوجهة لزيارة أصدقاء عندما واجهت حاجزا للشرطة.

"حتى الحادي عشر من سبتمبر أيلول لم أكن أعرف أنني مهاجرة" ومنذ ذلك الحين اكتشفت "الأحكام المسبقة" و"المواقف" و"طرق التفاعل" عندما يعرف الناس من أين أتت (بلدها الأم) .

"تعصب ممنهج" وتصرف الشرطة والتنميط العنصري.

تحادثت لبعض الوقت مع رجال آخرين هرعوا أمام حواجز الشرطة وفوجئت بانعدام الثقة والعدوانية عند البعض منهم.

المسجد خلال استقباله زوارا جاءوا للتعرف على أنشطته أواخر العام الماضي
المسجد خلال استقباله زوارا جاءوا للتعرف على أنشطته أواخر العام الماضي © موقع راديو كندا

أحدهم تلقى اتصالا هاتفيا من أخيه الذي كان في عداد المصلين في المسجد وقت إطلاق النار ووصف شخصيا الأجساد المضرجة بالدماء من الذين كانوا من معارفه.

كان شديد الغضب ضد كيبيك وهو يقول بهذا الخصوص:

"باستثناء فرنسا، لم أر في حياتي بلدا أكثر خبثا من هنا. قلة احترام شامل تغذيه وسائل الإعلام حسب اعتقاده.

عشية أمس (يوم السبت) كان في مسجد طريق سانت فوا وكان من الممكن أن يكون في هذا المسجد يوم الأحد مساء لو أن الصدفة لم تقده إلى ساحة المسجد في جامعة لافال حيث أتى والتقيت به يواصل فرنسوا بورك.

اعتقدت في البداية أنه يغالي بإعطائه صورة قاتمة عن كيبيك حتى أخبرتني السيدة العزوزي التي ليست مطلقا ناشطة متصلبة الرأي أنهم على حق.

ويختم فرنسوا بورك مقاله في صحيفة لوسولي بالقول لم أعرف مدينتي مساء الأحد، مدينة تبهرها أضواء الشرطة والخوف والغضب وضجيج التمييز العنصري. إنها الصورة المخفية من البطاقة البريدية التي لا نرغب برؤيتها.

(صحيفة لوسولي/هيئة الإذاعة الكندية)

استمعوا
فئة:سياسة، مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.