سهرة على ضوء الشموع إحياء لذكرى الضحايا

سهرة على ضوء الشموع إحياء لذكرى الضحايا
Photo Credit: Maxime Corneau

” المقارنات الخاطئة “

تحت عنوان : " المقارنات الخاطئة " كتب المحرر في صحيفة لو جورنال دو مونتريال والوزير السابق في كيبيك جوزيف فاكال يقول:

بعد مأساة كتلك التي حدثت في كيبيك، أو أي نوع من المآسي المشابهة، نشهد عادة ردة فعل مزدوجة : هناك أولا حاجة لفهم ما حصل، وهو أمر طبيعي وصحي، وهناك ثانيا استغلال سياسي، وهو مؤسف ولا مفر منه.

ومن الصعب عادة التمييز بين الإثنين. إذ يمكن لشخص ما تركُ الانطباع بأنه يسعى إلى فهم ما حدث، لكنه في الواقع، يسعى إلى الترويج لبرنامجه السياسي. وحتى إثبات العكس، فإن الشاب بيسونيت ( الذي ارتكب الهجوم على المسجد) لا يمثل إلا نفسه. ومع ذلك، يستعمله البعض للإسهاب في الحديث عن كل كيبيك وكل اليمين المتطرف وعن الإسلاموفوبيا المتفشية بقوة في كيبيك، بحسب رأيهم. وحتى أن الأشخاص ذوي النيات الحسنة يقعون في هذا الارتباك. فأمس الأول، أفاد قائد شرطة مونتريال أنه تم إحصاء أربعة عشر "حدثا حاقدا" منذ الاعتداء على المسجد، وصنّف "التعليقات المسيئة" المتعلقة بالعرق والأصول الإتنية، ضمن تلك الأحداث.

ويتابع جوزيف فاكال: تصلني يوميا رسائل تدعوني إلى العودة إلى الأوروغواي التي هاجرت منها إلى كيبيك منذ ستة وأربعين عاما، لكن هذا مختلف جدا عن شاب دخل المسجد حاملا سلاحا رشاشا، أليس كذلك؟

ومنذ يوم الأحد، اعتبر البعض أن القاتل هو قمة جبل الجليد الذي يهدد المجتمع، أي اليمين المتطرف في كيبيك، وهذا طبعا سخيف. ففي كيبيك يمين اقتصادي ويمين أخلاقي ويمين انتمائي ولكن هل فيها يمين متطرف منظم ومسلح ومدرب وممول وجاهز للاعتداء؟ أنا لا أرى سوى جماعات صغيرة متحمسة على وسائل التواصل الاجتماعي، بينها طبعا من يتدرب أحيانا على حمل السلاح، فهل هذا كاف لتشديد المراقبة؟ بدون شك. وهل يمثلون فعلا الخطر الذي تمثله داعش والقاعدة؟ حتماً لا.

ويتابع فاكال: هناك متشددون إسلاميون ومتشددون مسيحيون ومتشددون يهود ومتشددون يساريون ويمينيون ومتشددون وطنيون استقلاليون ومتشددون فيديراليون وحدويون ومتشددون بيئيون، إلخ... لكن خلط كل هؤلاء المتشددين في بوتقة واحدة يؤدي، بصورة إرادية أو غير إرادية، إلى مقارنات خلقية خاطئة والتعتيم على أن ثمة أخطارا أكبر وأكثر إلحاحا من سواها.

إن مأساة كيبيك تستحق طبعا التوقف عندها والتأمل فيها ولكن علينا ألا نهمل الأساسي وهو أن الإسلام المتشدد يبقى أكبر خطر في عصرنا هذا ، أقله بسبب الطاقات المتوفرة له: حوض واسع لتجنيد المقاتلين، قيادة عليا، إيديولوجية منظمة، مخيمات تدريب، أسلحة متطورة، ودعم مالي من أنظمة سياسية. وقد بدأ حروب الاحتلال والغزو.

ويخلص جوزيف فاكال مقاله في لو جورنال دو مونتريال: بين اسلاموفوبيا بيسونيت الحقيقية والإسلام المتشدد ثمة مسلمون معتدلون يمثلون غالبية المسلمين العظمى.

راديو كندا الدولي –  لو جورنال دو مونتريالاستمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.