مجموعة مختارة من تعليقات الصحف الكندية صدرت خلال الأسبوع من إعداد وتقديم بيار أحمراني وسمير بدوي وفادي الهاروني.
" الحقد، مجددا "
تحت عنوان: " الحقد، مجددا " علق المحرر في لو جورنال دو مونتريال ريشار مارتينو على الاعتداء على مسجد كيبيك مساء الأحد الماضي، قال:
كلما وقع حدث مـأساوي كالاعتداء المثير للاشمئزاز في كيبيك نكرر ردة الفعل نفسها: هنا؟ في كيبيك؟ على أرضنا؟ كما لو أننا نعيش تحت قبة زجاجية تحمينا من انفجارات العنف التي تهز العالم بصورة منتظمة، وكما لو أن حلاوةَ عيشنا وكرمَنا تلقّحنا ضد الشر والجنون والغباء.
ويتابع مارتينو: إن صراع المدافعين عن الحرية يدور على جبهتين: واحدة ضد الإسلاميين وثانية ضد اليمين المتطرف. فهذان الوحشان الدمويان يتغذيان من بعضهما البعض وهما وجهان لعملة واحدة.
فللتطرف عدة أوجه: التطرف الديني، التطرف السياسي، تطرف اليسار المتشدد، تطرف اليمين المتشدد.. إلخ.
ونحن لم نعد نحارب الفكر بالفكر ،إنما الإرهاب بالإرهاب والنار بالنار، وهذا مؤسف، وبات للمجانين خيار واسع في انتقاء الشرارة لإشعال النار وتفجير جنونهم. فالمروحة واسعة: ارتكاب أعمال العنف باسم التطرف الإسلامي، والعنصرية المعادية للإسلام، ومعاداة الرأسمالية، ومعاداة الشيوعية، وضد الإجهاض ولحماية حقوق الحيوانات والدفاع عن البيئة، إلى ما هنالك من قضايا.
ويتابع ريشار مارتينو: يعتبر البعض أن محاربة الأصولية الإسلامية والظلامية الدينية مسؤولة عن الاعتداءات الحاقدة التي تستهدف المسلمين، وهنا لا بد من التذكير بأن عدة مثقفين من العرب والمسلمين يحاربون، بكلام قاسٍ جدا المتشددين الذين يفسدون ويهددون دينهم، فهل يعني ذلك أن أيادي هؤلاء الرجال والنساء الشجعان ملطخة بالدماء؟ وأن عليهم من الآن فصاعدا الصمت بحجة أن انتقاداتهم يمكن أن يستعملها دعاة الحقد؟ إذا كان كذلك، فهذا يعني أن المتطرفين قد ربحوا المعركة. من هنا، فليس صحيحا أنه يجب التضحية بصراع على حساب صراع آخر إنما يجب الحرب على الجبهتين معا، أي ضد الإسلاميين وضد العنصرية المعادية للإسلام.
لكن المشكلة أننا عندما نحارب الإسلاميين نتهم بأننا نخدم معادي الإسلام، وعندما نحارب معادي الإسلام نتهم بخدمة أغراض الإسلاميين. ولعل مأساة الجماعة الإسلامية هي أنها مهددة، في الوقت نفسه، من الإسلاميين من جهة، ومن العنصريين من جهة ثانية وعلينا دعم هذه الجماعة لتتمكن من القيام بالصراعين في الوقت نفسه.
لكن بإمكان هذا الجدل والنقاش الانتظار، فالوقت اليوم، وكما قال رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار( الذي أظهر أنه رئيس دولة) هو وقت تضامن مع الذين يبكون موتاهم وللتعبير بصوت عال عن ألمنا وأن نؤكد أن الحقد لن ينتصر، يخلص ريشار مارتينو مقاله في لو جورنال دو مونتريال.

"لم أعد أعرف مدينتي"
تحت هذا العنوان كتب فرنسوا بورك في صحيفة لوسولي مقالا يتعلق بالهجوم الذي استهدف مصلين في مسجد في مدينة كيبيك أسفر عن عدد من القتلى والجرحى جاء فيه:
فهمنا لكن بعد حين أنه لا توجد أية مدينة بمنأى عن الإرهاب لكن وقوع مدينتي تحت وحشية الإرهاب موجع للغاية.
عمل إرهابي استهدف الجالية المسلمة غير أن المدينة بمجملها كانت الضحية.
أنا متألم بالنسبة للمدينة التي احتضنتني يروي حكيم سيدهم الحائز على دبلوم في المعلوماتية ويعيش في مدينة كيبيك منذ عشرين عاما.
يصف نفسه بملحد ولم تطأ قدماه المسجد المستهدف بالاعتداء في منطقة سانت فوا لكنه هرع عندما علم بالكارثة. أشعر بأنني مصاب شخصيا، مصاب ومستاء.
بالنسبة لحكيم ولعدد آخر من الذين تحدثت إليهم مساء أمس هذا الهجوم لم يحصل في كيبيك مصادفة.
وفي وقت كانت فيه الشائعات تنطلق حول عدد الضحايا ومصير "الإرهابيين" كان يجري توقيع أوائل نصوص الاتهام على طول حواجز الشرطة المحيطة بالمسجد.
تأثير "ترامب" نهاية الأسبوع مع قراره التنفيذي ضد سبع دول غالبية سكانها من المسلمين . قد يكون من محض الصدفة لكن لا يمكن أن نتجاهل بأنه قد يمنح شرعية للتصرفات الأكثر تطرفا.
سمعت الكثير عن "إذاعات القمامة" في مدينة كيبيك وعن جيف فيليون الذي ينشر فكرة اختيار المهاجرين ما يمكن فهمه أنه يتوجب استثناء المسلمين.
حتى بلدية كيبيك قد ترعى هذا الخطاب "المبهم للعمدة" يعتقد حكيم.
وقبل أن يهرع حكيم نحو المسجد فور سماعه النبأ سمع ألكسندر تايفير وهو رجل أعمال معروف عبر برنامج يبث من تلفزيون راديو كندا "حديث الناس" يندد بفيليون.
من المغري في هذه الأيام الغنية بالمشاعر والغضب أن نخلص للاستنتاجات ونقوم بالمزج وهو ما كنا نلومه للآخرين.
لننتظر معرفة من أين يأتي "منفذو" الهجوم قبل أن نقوم بالربط مع إذاعاتهم المفضلة.

تحدثت مع سيدة تدعى كنزة العزوزي عندما تأكدت من نبأ وفاة صاحب دكان مجاور للمسجد كانت تعرفه. كانت تقيم في كيبيك منذ 34 عاما.
هي مسلمة لكنها غير ممارسة للشعائر الدينية.
كانت متوجهة لزيارة أصدقاء عندما واجهت حاجزا للشرطة.
"حتى الحادي عشر من سبتمبر أيلول لم أكن أعرف أنني مهاجرة" ومنذ ذلك الحين اكتشفت "الأحكام المسبقة" و"المواقف" و"طرق التفاعل" عندما يعرف الناس من أين أتت (بلدها الأم) .
"تعصب ممنهج" وتصرف الشرطة والتنميط العنصري.
تحادثت لبعض الوقت مع رجال آخرين هرعوا أمام حواجز الشرطة وفوجئت بانعدام الثقة والعدوانية عند البعض منهم.
أحدهم تلقى اتصالا هاتفيا من أخيه الذي كان في عداد المصلين في المسجد وقت إطلاق النار ووصف شخصيا الأجساد المضرجة بالدماء من الذين كانوا من معارفه.
كان شديد الغضب ضد كيبيك وهو يقول بهذا الخصوص:
"باستثناء فرنسا، لم أر في حياتي بلدا أكثر خبثا من هنا. قلة احترام شامل تغذيه وسائل الإعلام حسب اعتقاده.
عشية أمس (يوم السبت) كان في مسجد طريق سانت فوا وكان من الممكن أن يكون في هذا المسجد يوم الأحد مساء لو أن الصدفة لم تقده إلى ساحة المسجد في جامعة لافال حيث أتى والتقيت به يواصل فرنسوا بورك.
اعتقدت في البداية أنه يغالي بإعطائه صورة قاتمة عن كيبيك حتى أخبرتني السيدة العزوزي التي ليست مطلقا ناشطة متصلبة الرأي أنهم على حق.
ويختم فرنسوا بورك مقاله في صحيفة لوسولي بالقول لم أعرف مدينتي مساء الأحد، مدينة تبهرها أضواء الشرطة والخوف والغضب وضجيج التمييز العنصري. إنها الصورة المخفية من البطاقة البريدية التي لا نرغب برؤيتها.

"في الأزمنة المضطربة على كندا ألّا تتخلّى عن أوكرانيا"
ترى صحيفة "ذي غلوب أند ميل" أن على كندا أن تجدد مهمتها العسكرية التدريبية في أوكرانيا وألّا تدعها تنتهي في الموعد المقرر في آخر آذار (مارس) المقبل.
وتضيف الصحيفة الكندية أن هناك أخباراً غير مؤكدة بأن المهمة ستتواصل، لكن الحكومة الفدرالية لم تعلن بعد عن أي قرار في هذا الشأن، وتعزيز المهمة أو تحجيمها لا يزال غير مؤكد، مع أن تعزيزها يكون أفضل ترى الصحيفة في مقال افتتاحي بعنوان "في الأزمنة المضطربة على كندا ألّا تتخلّى عن أوكرانيا".
وتشرح "ذي غلوب أند ميل" موقفها بالقول إن النزاع في منطقة حوض دونباس في جنوب شرق أوكرانيا يزداد حدة. ويرى بعض المراقبين أن هذا الأمر عائد، على الأقل جزئياً، إلى انجذاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الميول التهويلية التي يتشابه فيها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي تعطي زخماً للمتمردين المؤيدين لروسيا عند الحدود المضطربة في منطقة حوض دونباس المحاذية لروسيا، تضيف الصحيفة.
وتشير "ذي غلوب أند ميل" إلى أن المهمة التدريبية الكندية تجري على المقلب الآخر من أوكرانيا، في شمال غرب البلاد. والجنود الكنديون المشاركون فيها بعيدون عن أي مخاطر، وسيظلون كذلك، في تناقض حاد مع "عملية دعم السلام" الخطرة في إفريقيا التي تريد حكومة جوستان ترودو الليبرالية المشاركة فيها، تضيف الصحيفة.
لكن الأوضاع تبدلت في جنوب شرق أوكرانيا. فخلال بضع سنوات كانت هناك مناوشات متقطعة على امتداد "خط فاصل" تُسجل فيها ست إصابات أو سبع يومياً. أما حالياً فعدد الإصابات آخذ بالارتفاع، ومدينة أفدييفكا الواقعة إلى الشمال من مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها قوات مؤيدة لروسيا وغير البعيدة عنها فقدت مؤخراً التيار الكهربائي ومصادر التدفئة وانقطعت عنها المياه، في منتصف فصل الشتاء، تضيف "ذي غلوب أند ميل".
نعم قد يعود الوضع إلى طبيعته، لكنه قد يتحول أيضاً إلى حرب أشد ضراوة بكثير. وليس بإمكان الجنود الكنديين فعل أي شيء لتوفير مساعدة مباشرة للمدنيين في جنوب شرق أوكرانيا أو للجنود الأوكرانيين في منطقة حوض دونباس. لكن بإمكانهم مواصلة مهمتهم التدريبية وعليهم القيام بذلك، كما أن بإمكانهم فعل المزيد من خلال توسيع نطاق مهمتهم، تقول الصحيفة الكندية.
إظهار كندا دعماً دولياً لأوكرانيا سيكون مناسباً، نظراً لانتقادات ترامب لمنظمة حلف شمال الأطلسي ولدعمه الضمني لضم روسيا شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا. ولوزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند ذات الأصول الأوكرانية جزئياً والشديدة الاهتمام بالمنطقة حضور بارز في الحكومة الفدرالية. وهذا ما يعزز الاحتمال بتجديد المهمة العسكرية التدريبية الكندية في أوكرانيا، وربما مع بعض التعديلات بهدف تعزيزها، كما يُفترض، تختم "ذي غلوب أند ميل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.