واصلت الصحف الكنديّة اهتمامها بالقرار التنفيذي الذي وقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحظر بموجبه سفر رعايا من سبع دول إلى الولايات المتّحدة.
في صحيفة ذي غلوب أند ميل كتب كونراد ياكابوسكي يقول إنّ قرار ترامب يخرج عن أفضل القيم الأميركيّة.
ويستعرض كاتب المقال تاريخ الهجرة في نيويورك مسقط رأس دونالد ترامب.
ويقول إنّ المدينة استقبلت المهاجرين للقرنين الأوّلين بعد تأسيسها ، وتمكّن المهاجرون الواصلون في السفن من السير في المدينة حتّى قبل ان ينتهي الأطبّاء من معاينتهم في الفترة التي تزامنت مع الثورة الأميركيّة.
ويوم أنشأت المدينة أوّل مركز للمهاجرين، كاستل غاردن ، كان ذلك بهدف حماية المهاجرين من الأميركيّين وليس العكس.
ويتابع كونراد ياكابوسكي في تعليقه في صحيفة ذي غلوب أند ميل فيقول إنّ إجراءات قبول المهاجرين ظلّت سهلة حتّى الحرب العالميّة الأولى عندما بدأت السلطات تقمع الهجرة بصورة جدّيّة.
وقيل في حينه إنّ المهاجرين غرباء لدرجة لا يمكنهم أن يكونوا أميركيّين جيّدين.
ورأى الكثير من الأميركيّين في المهاجرين طابورا خامسا وغير أوفياء ويشكّلون خطرا على سلامة البلاد.
وينقل ياكابوسكي ما كتبته يومها صحيفة "شيكاغو تريبون" من "إنّ هجرة من هذا النوع هي بمثابة غزو ، والغزو يعني الفتح، ويتعيّن إقفال الأبواب".
والأصداء في عناوين اليوم لا لبس فيها، تقول ذي غلوب أند ميل.

فعندما يقضي ترامب بأنّ على واشنطن أن تفرض حظرا مؤقّتا على المهاجرين وتمنع دخول مواطنين من سبع دول هي بغالبيّتها مسلمة، فالأمر التنفيذي الذي أصدره ينصّ أنّه " يتعيّن أن تتأكّد الولايات المتّحدة من أنّ المقبولين فيها لا يحملون مشاعر العداء لها وللمبادئ التي تأسّست عليها".
وكلّ ذلك حدث في السابق يقول كونراد ياكابوسكي في صحيفة ذي غلوب أند ميل.
ففي وقت من الأوقات، مثّل الكاثوليك تهديدا لأمن الولايات المتّحدة، لأنّهم تحالفوا مع أعداء الكاثوليك في بريطانيا.
وبدهم الايرلنديّون، وبعدهم الألمان.
والدعاية التي بثّتها شركة بادفايزر للجعة خلال مباراة السوبر بول حذّرت من مخاطر العداء للقادمين الجدد وهي مخاطر واجهت مؤسّس الشركة وكان عليه التغلّب عليها.
ولم يسبق أن قام أحد أعضاء أيّ حزب سياسي بحظر مجموعة عرقيّة أو دينيّة بأكملها من دخول الولايات المتّحدة. والرئيس ترامب يصنع التاريخ بطريقته الملتوية الخاصّة تختم ذي غلوب أند ميل.
في صحيفة لابريس كتب إيف بوافير يثني على النظام القضائي الأميركيّ وقدرته على الوقوف في وجه سوء استخدام السلطة من قبل الرّئيس.
ولكنّ الرئيس ترامب شنّ حملة تشويه وتخويف ضدّ القضاة قد تكون غير مسبوقة حسب قول الصحيفة.

وتذكّر لابريس بسوابق حصلت في عهد الرئيس أندرو جاكسون عام 1832 وفي عهد الرئيس فرانكلين روزفيلت وتضيف أنّ ذلك لا يقلّل من خطر الهجمات المتكرّرة على القضاة التي يشنّها ترامب منذ أيّام.
فترامب استاء من قرار "المسمّى قاض" كما أسماه، الذي أوقف قرار الرئيس الأميركيّ.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر يقول إنّ الملامة تقع على القاضي وعلى النظام القضائي في حال حدوث شيء ما.
وسبق أن أهان ترامب أشخاصا غير القاضي، ولكنّه حاليّا رئيس الولايات المتّحدة وعلى رأس السلطة التنفيذيّة.
ومن الممكن مهاجمة خصم سياسيّ، ولكنّ مهاجمة قاض تُعتبر بمثابة انتهاك لمبدأ فصل السلطات.
وكلّ ما قام به هذا القاضي الذي اختاره رئيس جمهوريّ هو أنّه طبّق القانون يقول إيف بوافير في تعليقه في صحيفة لابريس.
وقد وجّهت واشنطن أمرا قضائيّا لإبطال القرار التنفيذي، تماما كما فعلت جمعيّات مدافعة عن الحرّيات المدنيّة.
وتقول واشنطن إنّ اقتصادها سيتأثّر سلبا في حال حظر دخول رعايا من سبع دول.
وعلى سبيل المثال، ّ فواشنطن هي المقرّ الرئيسيّ لشركة مايكروسوفت التي توظّف الآلاف من الأجانب.
والقرار التنفيذي اعتباطيّ وفيه تمييز دون مبرّر بحقّ رعايا سبع دول هي بغالبيّتها مسلمة.
ومن يستعرض تصريحات ترامب خلال الحملة الانتخابيّة يرى أنّ حلم حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتّحدة داعب المرشّح الرئاسيّ يومها.
وتشير لابريس إلى أنّ القاضي جيمس روبارت أصدر قرارا يقضي بتعليق القرار التنفيذي الذي أصدره ترامب.
وتنقل لابريس عن القاضي قوله بأنّ دور القضاة ليس في سنّ القوانين أو الحكم على حكمة القرارات السياسيّة بل هو في الإشراف على مطابقتها للقانون وللدستور.
ويتابع إيف بوافير تعليقه في لابريس فيشير إلى أنّ القضاة ليسوا سياسيّين رغم أنّ الإدارة تختارهم وتعيّنهم في مناصبهم.
والقرارات القضائيّة تستند إلى نصوص القوانين والسوابق.
ومن السهل القول إن القرار التنفيذي الصادر عن الرئيس ترامب هو اعتباطيّ وتمييزيّ وفق التعريفات التقليديّة للمحاكم الأميركيّة.
والقضاة هم آخر معاقل الديمقراطيّة، وسلطة القضاء تشكّل السدّ الأخير في وجه سوء استغلال السلطة وظلم الحكومة.
ولم ترتفع إلاّ القليل من الأصوات الجمهوريّة الشجاعة المندّدة بقرارات ترامب الخطيرة وغير الدستوريّة يقول إيف بوافير في تعليقه في صحيفة لابريس.
ويختم مشيرا إلى أنّ ترامب أدرك ذلك، وبعد الهجوم الذي شنّه ضدّ وسائل الإعلام التي وصفها بالفاسدة، ها نحن على عتبة مواجهة تستهدف النظام القضائي.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.