جيرار بوشار (إلى اليمين) وتشارلز تايلور يقدمان في أيار (مايو) 2008 تقرير اللجنة الاستشارية حول التسويات المتصلة بالفوارق الثقافية التي حملت اسميهما.

جيرار بوشار (إلى اليمين) وتشارلز تايلور يقدمان في أيار (مايو) 2008 تقرير اللجنة الاستشارية حول التسويات المتصلة بالفوارق الثقافية التي حملت اسميهما.
Photo Credit: CP / Ryan Remiorz

كيبيك: عودة موضوع ارتداء الرموز الدينية إلى الواجهة

أصدر "المنتدى الإسلامي الكندي" (Forum musulman canadien) بياناً الأسبوع الفائت جدد فيه تنديده بالهجوم المسلح "الإرهابي" على المصلين في مسجد كيبيك الكبير، وذكّر بأنه يندد منذ سنوات بمخاطر الإسلاموفوبيا واللاسامية وكافة أشكال التمييز المبنية على أساس الانتماء العرقي أو الديني أو الجنسي.

وقال المنتدى الذي يتخذ من مونتريال مقراً إنه في أعقاب الهجوم على المسجد سُجل عرفان بالجميل ومشاركة في المشاعر مع المواطنين المسلمين لا مثيل لهما من قبل القادة السياسيين في مستويات الحكم الثلاثة في كندا.

لكن المنتدى انتقد دعوة المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية الكيبيكية، في مطلع دورة برلمانية جديدة، إلى حظر ارتداء الرموز الدينية من قبل موظفي الدولة الذين يمارسون صلاحيات قسرية، كالقضاة والمدعين العامين وأفراد الشرطة وحراس السجون، ورأى فيها موقفاً "رجعياً" و"أصولية معادية للدين" في تناقض مع الحريات الفردية، واعتبر أنها تؤجج خطابات الكراهية الحاضرة بشدة على مواقع التواصل الاجتماعي في مقاطعة كيبيك.

يُشار إلى أن مطلب حظر ارتداء الرموز الدينية من قبل القضاة وأفراد الشرطة وحراس السجون صدر عن حزب المعارضة الرسمية والحزب المعارض الثاني في الجمعية الوطنية الكيبيكية في إطار النقاش المتعلق بمشروع القانون 62 حول الحيادية الدينية للدولة في مقاطعة كيبيك، وأنه ينسجم مع توصيات لجنة بوشار تايلور الاستشارية حول التسويات المتصلة بالفوارق الثقافية الصادرة عام 2008.

زهور وشموع قرب المركز الإسلامي الثقافي في مدينة كيبيك تضامناً مع أسر الضحايا ومسلمي المدينة ومقاطعة كيبيك
زهور وشموع قرب المركز الإسلامي الثقافي في مدينة كيبيك تضامناً مع أسر الضحايا ومسلمي المدينة ومقاطعة كيبيك © Radio-Canada/Maxime Corneau

لكن الجديد اليوم هو أن الفيلسوف تشارلز تايلور، الرئيس المشارك في تلك اللجنة إلى جانب عالم الاجتماع جيرار بوشار، وجه رسالة مفتوحة في صحيفة "لا بريس" حملت عنوان "زمن المصالحة" قال فيها إنه بعد تسع سنوات على صدور تلك التوصيات في التقرير الذي يحمل توقيعه، تغيرت أمور كثيرة تجعله يسحب تأييده لها، وإنه بالتالي لم يعد يرى أن على كيبيك إصدار قوانين تمنع موظفي الدولة الذين يمارسون صلاحيات قسرية من ارتداء رموز دينية.

يقول تايلور إن السياق الاجتماعي السياسي في مقاطعة كيبيك تغير منذ الهجوم على المسجد الكبير في مدينة كيبيك، إذ شهدت المقاطعة "ذروة من التضامن والاعتراف المتبادل بين الكيبيكيين من كافة الأصول"، و"بدأنا نتجاوز الانقسامات" و"نبلسم جراح نسيجنا الاجتماعي".

كما تطرق تايلور في رسالته إلى ما اعتبره "المفاعيل الثانوية للتنميط" على بعض شرائح المجتمع والناجمة عن النقاش حول شرعة القيم الكيبيكية التي اقترحها الحزب الكيبيكي عام 2013 عندما كان في السلطة، مشيراً في هذا الصدد إلى "تضاعف حوادث الاعتداء، لاسيما على سيدات مسلمات يرتدين الحجاب"، مضيفاً أن مرتكبيها "قلة من المواطنين" كانت لديها "مشاعر عدائية تجاه المهاجرين بصورة عامة أو تجاه المسلمين".

حاورتُ مسؤولة العلاقات العامة في "المنتدى الإسلامي الكندي" والناطقة باسمه السيدة سماح جبّاري حول رأي المنتدى بمضمون رسالة البروفيسور الفخري تشارلز تايلور.

استمعوا
فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.