علم كندا يرفرف على الهضبة البرلمانية في أوتاوا في يوم كندا الوطني في الأول من تموز (يوليو) الفائت.

علم كندا يرفرف على الهضبة البرلمانية في أوتاوا في يوم كندا الوطني في الأول من تموز (يوليو) الفائت.
Photo Credit: Radio-Canada

الذكرى الـ52 لولادة علم كندا الحالي

الخامس عشر من شباط (فبراير) 1965 كان اليوم الذي رُفع فيه العلم الكندي الحالي للمرة الأولى فوق مبنى البرلمان الفدرالي في أوتاوا.

لكن إنتاج هذا الرمز الجديد للهوية الكندية بدأ قبل ذلك التاريخ بسنوات، تقول صحيفة "نيو هامبورغ إندبندنت" الإلكترونية الصادرة في مدينة نيو هامبورغ الريفية الواقعة في جنوب أونتاريو، كبرى المقاطعات الكندية.

عندما أصبح ليستر بولز بيرسون زعيماً للحزب الليبرالي الكندي عام 1958 كان برنامجه الانتخابي يتضمن تصميم علم جديد لكندا.

وكانت كندا آنذاك ترفع إمّا علم المملكة المتحدة (Union Jack) أو الراية الحمراء (Red Ensign) التي تضم علم المملكة المتحدة في الزاوية العليا المتاخمة لسارية العلم وشارةً تحمل شعارات كندا من ضمنها ثلاث أوراق قيقب. واعتمدت كندا أكثر من نسخة من هذه الراية الحمراء زهاء قرن من الزمن، وتحديداً بين عاميْ 1868 و1965، وكان علم المملكة المتحدة حاضراً في كافة النسخات.

نسخة الراية الحمراء (Red Ensign) التي اعتُمدت علماً لكندا منذ عام 1957 وحتى استبدالها بعلم كندا الحالي عام 1965
نسخة الراية الحمراء (Red Ensign) التي اعتُمدت علماً لكندا منذ عام 1957 وحتى استبدالها بعلم كندا الحالي عام 1965 © Wikipédia

وعندما فاز بيرسون على رأس الليبراليين في الانتخابات العامة الفدرالية عام 1963 ظل وفياً لوعده، فأطلق ورشة لتصميم علم جديد لكندا، تضيف صحيفة "نيو هامبورغ إندبندنت".

وشكل بيرسون لجنة برلمانية متعددة الأحزاب تضم 15 عضواً من أجل اختيار العلم الجديد.

وكان بيرسون يرى، أسوة بالكثير من مواطنيه، أن الوقت قد حان لإيجاد علم جديد للاتحادية الكندية يكون خاصاً بها مع قرب موعد احتفالها بالذكرى المئوية الأولى لقيامها، هي التي أبصرت النور عام 1867.

وفي هذا السياق ألقى بيرسون في أيار (مايو) 1964 خطاباً أمام جمهور حاشد في وينيبيغ، عاصمة مقاطعة مانيتوبا في غرب وسط كندا، أكد فيه على حاجة كندا لعلم يكون مناسباً لكافة مواطنيها وليس فقط لمن هم من أصول بريطانية.

"أعتقد اليوم أن علماً مصمماً حول ورقة شجرة القيقب سيرمز (...) إلى كندا الجديدة"، قال بيرسون في خطابه في وينيبيغ.

تمثال لرئيس الحكومة الكندية الراحل ليستر بيرسون جالساً وناظراً إلى البرلمان الفدرالي والعلم الكندي يرفرف أمامه، في صورة مأخوذة في شباط (فبراير) 2005 بمناسبة الذكرى الخمسين لولادة العلم الكندي الحالي
تمثال لرئيس الحكومة الكندية الراحل ليستر بيرسون جالساً وناظراً إلى البرلمان الفدرالي والعلم الكندي يرفرف أمامه، في صورة مأخوذة في شباط (فبراير) 2005 بمناسبة الذكرى الخمسين لولادة العلم الكندي الحالي © CP/Tom Hanson

وحظيت هذه الرؤية بإشادة من البعض، ولكن بانتقاد من البعض الآخر. فجرت تظاهرة أمام مبنى البرلمان في أوتاوا دعماً للإبقاء على الراية الحمراء وعدم استبدالها بعلم آخر بعد شهر على خطاب وينيبيغ، تذكّر الـ"نيو هامبورغ إندبندنت".

كما أن لجنة مشتركة من مجلسيْ العموم والشيوخ أوصت بأن تصبح نسخة من الراية الحمراء علم كندا الرسمي الجديد.

أما حكومة بيرسون فاقترحت علماً باللونيْن الأزرق والأبيض تتوسطه ثلاث أوراق قيقب حمراء.

وبعد إجراء تصفيات بين آلاف التصميمات المقترحة للعلم الكندي الجديد، أُرسلت في تشرين الأول (أكتوبر) 1964 ثلاثة تصميمات إلى اللجنة البرلمانية المتعددة الأحزاب، من بينها العلم المُقترح من قبل حكومة بيرسون.

وفي 17 كانون الأول (ديسمبر) 1964 اختارت اللجنة علماً باللونيْن الأحمر والأبيض، تتوسط نصفه الأبيض ورقة قيقب حمراء، وهو من تصميم البروفيسور جورج ستانلي من المعهد العسكري الملكي في كينغستون في أونتاريو.

وفي 15 شباط (فبراير) 1965 أُنزلت الراية الحمراء عن مبنى البرلمان ليُرفع مكانها العلم الجديد الذي حياه كبار المسؤولين الرسميين وحشد كبير من المواطنين بإلقاء النشيد الوطني الكندي (Ô Canada / O Canada).

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.