Photo Credit: RCI

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 25-02-2017

مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.

توزّعت اهتمامات الصحف الكنديّة بين عدد من الشؤون السياسيّة المحليّة والدوليّة واحتلّ ملفّ الهجرة واللّجوء حيّزا كبيرا منها.

في صحيفة ذي ناشونال بوست كتب كيلي ماكبارلاند يقول إنّ الكنديّين سيفقدون الصبر إن لم تمسك الحكومة بملفّ اللّجوء.

واعتبر أنّه يتعيّن أن تأخذ كندا العبرة من تجربة المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل التي قامت بلفتة كريمة وارتكبت خطأ في الوقت عينه عندما فتحت حدود ألمانيا أمام اللاّجئين الهاربين من الشرق الأوسط.

ومن بين نحو مليون لاجئ استقبلتهم ألمانيا، هنالك عدد من غير المرغوب فيهم الذين يخالفون القوانين ويثيرون ردود فعل سياسيّة لدرجة أصبح معها  مستقبل ميركل السياسي مهدّدا.

فرحان أحمد دخل مع عائلته عبر الحدود الكنديّة الأميركيّة وطلب اللّجوء في كندا
فرحان أحمد دخل مع عائلته عبر الحدود الكنديّة الأميركيّة وطلب اللّجوء في كندا © هيئة الإذاعة الكنديّة/Tyson Koschik/CBC

وأدّت سياسة الترحيب إلى توليد مشاعر الحقد وعدم الثّقة، وتشدّد الرأي العام، لدرجة اضطرّت معها الحكومة لسنّ قانون جديد وإنشاء قاعدة بيانات خاصّة باللاّجئين للتحقّق من هويّاتهم.

ويتابع كيلي ماكبارلاند تعليقه في صحيفة ذي ناشونال بوست فيقول إنّ المستشارة الألمانيّة رغبت في إبراز صورة بلادها كدولة متسامحة طوت تاريخ القرن العشرين إلى غير رجعة.

ولكنّ اكثر الدول إنسانيّة لديها زوايا مظلمة في تاريخها.

وكندا ليست ألمانيا وليس لها ما تثبته حول طبيعتها المتسامحة، وهي تفخر بسجلّها في مجال الهجرة واللّجوء الذي يحظى بتأييد واسع النطاق.

ولكنّ التباهي لا يكفي للتعامل مع التحدّيات التي يفرضها المستقبل كما يقول كاتب المقال.

ويشير إلى ارتفاع عدد اللاّجئين الذين يدخلون بصورة غير شرعيّة إلى كندا  في الآونة الأخيرة بسبب سياسة الهجرة التي اعتمدها الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب.

ويتحدّث كيلي ماكبارلاند عن حشد من الصحافيّين قصدوا الحدود البريّة الكنديّة الأميركيّة في مانيتوبا وكيبيك لنقل أخبار العائلات التي تخاطر بحياتها للوصول إلى برّ الأمان.

والأعداد ما زالت صغيرة ولكنّها ترهق الموارد لأنّ المسؤولين الكنديّين لم يكونوا مستعدّين لها.

نقطة اميرسون الحدوديّة جنوب مقاطعة مانيتوبا
نقطة اميرسون الحدوديّة جنوب مقاطعة مانيتوبا © Ron Boileau / CBC/ هيئة الإذاعة الكنديّة

والأمر قد يتحوّل إلى أزمة وطنيّة فقط إن لم تأخذ حكومة جوستان ترودو العبرة من تجربة ألمانيا وترصد الموارد اللازمة للتعاطي مع تنامي الأعداد.

والحكومة متردّدة حتّى الآن، تقول الصحيفة وتشير إلى ثغرة في الاتّفاق مع الولايات المتّحدة تدفع طالبي اللّجوء لدخول كندا بصورة غير شرعيّة بدل الدخول عبر النقاط الحدوديّة.

وإن لم ترغب الحكومة في تعديل الاتّفاق، يتعيّن عليها أن تتعامل كما يلزم مع أولئك الذين تشجّعهم على دخول البلاد.

وتحذّر ذي ناشونال بوست في ختام تعليقها الحكومة من التردّد لأنّها ليست استراتيجيّة جيّدة ولا مستحسنة.

في صحيفة لوسولاي الصادرة في كيبيك تعليق بقلم فريديريك كاستيل عالم الأديان والجغرافيا والتاريخ في جامعة كيبيك في مونتريال.

يقول كاستيل إنّ الطبقة السياسيّة تعاملت بكرامة وبتعاطف بعد الاعتداء الذي استهدف المركز الثقافي الإسلامي في المدينة.

كبار المسؤولين الكنديّين والكيبيكيّين يشاركون في مراسم تشييع ضحايا مسجد كيبيك الكبير
كبار المسؤولين الكنديّين والكيبيكيّين يشاركون في مراسم تشييع ضحايا مسجد كيبيك الكبير © PC/La Presse canadienne/Paul Chiasson

ويثني على موقف العمدة ريجبس لابوم الذي بلسم الجراح، ويضيف أنّه سيتمكّن المسلمون من بناء مقابر خاصّة بهم في كيبيك.

وبعد المأساة، بدأ الاهتمام بالجالية المسلمة التي تضمّ نحوا من تسعة آلاف شخص في كيبيك، والتي لا يعرف أبناء المدينة الكثير عنها.

ويعود تاريج الجاليات المسلمة في كيبيك إلى ستّينات القرن الماضي مع وصول أساتذة  وطلاّب من آسيا وإفريقيا.

وفي السبعينات، تمّ تأسيس اتّحاد الطلاّب المسلمين في جامعة لافال، وخصّصت لهم الجامعة مكانا للصلاة بعد ذلك بستّ سنوات يقول فريديريك كاستل في تعليقه في صحيفة لوسولاي.

وتمّ تأسيس المركز الثقافي الإسلامي عام 1985 واستقرّت نحو من ثلاثة آلاف عائلة في كيبيك وضواحيها منذ مطلع الألفيّة وتمّ توفير مساجد لها.

ويشير كاتب المقال إلى أنّ معظم أبناء الجاليات المسلمة هم من دول فرنكوفونيّة ومن إفريقيا السوداء، ويشكّل المغاربة 42 بالمئة منهم، وتتحدّث الأغلبيّة الساحقة منهم بالفرنسيّة.

ويحمل 62 بالمئة من الرجال ونصف النساء شهادات جامعيّة، وتعمل النساء في قطاعات الصحّة والمساعدة الاجتماعيّة ويعمل الرجال في المجالات العلميّة والتقنيّة.

ولكنّ الصفحة ليست دوما مشرقة تقول لوسولاي، وتشير إلى أنّ معدّل البطالة يصل إلى 11 بالمئة في أوساط الجالية ، مقارنة بمعدّل 4 بالمئة في مدينة كيبيك.

ويعود السبب في بعض الأحيان إلى صعوبة الاعتراف بالشهادات، ما يضطّر العديد من المهاجرين من أصحاب المهارات للعمل في مجالات غير مجال اختصاصهم، كالمطاعم وسيّارات الأجرة.

ويتابع فريديريك كاستيل فيقول إنّ أبناء الجالية المسلمة عبّروا عن قلقهم في الأيّام القليلة الماضية، ويضيف مشيرا إلى بعض الممارسات المزعجة بحقّهم.

ولكنّ شيئا ما تغيّر بعد المأساة، وظهر ذلك جليّا من خلال ردود الفعل المتعاطفة مع عائلات الضحايا، وردّد المسلمون أنّهم يحبّون كيبيك رغم كلّ شيء.

ويختم فرديريك كاستيل تعليقه في صحيفة لوسولاي فيؤكّد أنّ التفاعل بين أبناء الجالية المسلمة والكيبيكيّين جنّب الجميع الانزلاق نحو مشاعر الحقد والضغينة والاتّهامات المتبادلة كما يحصل عادة في يومنا هذا، ما يعني أنّ كلّ شيء ممكن في كيبيك.

ترامب ونتانياهو خلال المؤتمر الصحفي
ترامب ونتانياهو خلال المؤتمر الصحفي © Carlos Barria / Reuters

" بوادر حرب محتملة "

تحت عنوان: " بوادر حرب محتملة " ، علق المحرر في صحيفة لو دوفوار غي تايفير على زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إلى واشنطن . قال:

وصل بنيامين نتانياهو أمس إلى بيتٍ أبيض فقد البوصلة ويرزح تحت عبء إشكالية خلافية اعتبر الصحافي الشهير دون رازر أن انعكاساتها قد تكون كارثية كما فضيحة وترغيت.

وقد يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصير الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون ويضطر إلى الاستقالة. وما كشفته قضية إقالة مستشار الأمن القومي هو إلى أي مدى يبدو ترامب قادرا على إظهار لا مبالاة مقلقة إزاء الأحداث والقواعد الديموقراطية البديهية والتحديات الجيوسياسية الدولية.

وقد أظهر هذه اللامبالاة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني عبر تخليه، بكلمات مقتضبة ، وعلى طرقته الخاصة، عن الدفاع عن حل الدولتين، وهو موقف الدبلوماسية الأميركية والأوروبية التقليدية.

وكان يمكن أن يكون هذا التخلي أقل إزعاجا لو أن ترامب يمتلك حلا بديلا للنزاع، لكن ذلك غير متوفر واقتراحه الوحيد، الذي ما زال غير واضح تماما، هو أن يطابق موقفه مع مقاربة  نتانياهو التي تقوم على حل النزاع في إطار مفاوضات إقليمية واسعة ، جُربت في السابق بدون نجاح، بمشاركة دول سنية مثل السعودية ومصر.

وهذا يؤكد أن نتانياهو، وقد تحرر من باراك أوباما وجون كيري، يسعى حاليا إلى التحكم بقرار دونالد ترامب ومواقفه . وهو اعتبر أن " حل الدولتين شعار يجب أن يضاف إليه البحث عن سبل جديدة للسلام"، كما قال في المؤتمر الصحفي.

ويتابع غي تايفير في لو دوفوار:

إن حل الدولتين الذي بات وهميا، يبقى وسيلة لمواجهة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، والتخلي عنه، كما يفعل ترامب، يقضي نهائيا على الوعد بقيام دولة فلسطينية يوما ما والموافقة على تسريع تطوير المستوطنات.

طبعا لدى إسرائيل حق أساسي بالعيش بسلام يمر عبر اعتراف العرب بوجودها، لكن السلام يمر أيضا عبر اعتراف متبادل من قبل إسرائيل وانتهاء احتلال الأراضي الفلسطينية.

ويتابع غي تايفير: لقد انتخبت حماس يوم الإثنين الفائت زعيما جديدا على رأس الحكومة في غزة هو يحيى سنوار، المتشدد جدا والتابع للذراع العسكرية لحماس : تصلب فلسطيني في مواجهة تصلب إسرائيلي، ما يدفع بالكثيرين إلى اعتبار أن إسرائيل وحماس، اللذين خاضا ثلاثة حروب، يستعدان لخوض حرب رابعة قريبا، بعيدا عن الكلام الفارغ الذي سمعناه في واشنطن أمس، يخلص غي تايفير مقاله في صحيفة لو دوفوار.

لوحة قرب قرية إيمرسون في أقصى جنوب مقاطعة مانيتوبا تنبه إلى حظر عبور الحدود الكندية الأميركية دون المرور بمركز حدودي
لوحة قرب قرية إيمرسون في أقصى جنوب مقاطعة مانيتوبا تنبه إلى حظر عبور الحدود الكندية الأميركية دون المرور بمركز حدودي © Radio-Canada

هل كندا مستعدة لأزمة لاجئين؟

الارتفاع الهائل في عدد الأشخاص الذين يدخلون كندا بصورة غير شرعية من الولايات المتحدة بهدف طلب اللجوء مثير للقلق على أكثر من صعيد تقول صحيفة "ذي غلوب أند ميل" الواسعة الانتشار في كندا في مقال بعنوان "هل كندا مستعدة لأزمة لاجئين؟".

ردود فعل أحزاب المعارضة على هذه الظاهرة جاءت قوية، تضيف الصحيفة، وتمثلت إما بالمطالبة بإعادة الوافدين غير الشرعيين بصورة فورية إلى الولايات المتحدة، كما يطالب عدد من نواب حزب المحافظين في مجلس العموم، وهو حزب المعارضة الرسمية، أو بالتشديد على السماح لهم بالدخول "بالجُملة" كما يرغب الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه.

وترى "ذي غلوب أند ميل" أن حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا وجدت الوسطية، إجمالاً، في الوضع القائم (الـ"ستاتيكو")، وتضيف أن وزير الهجرة أحمد حسين لم يستجب لدعوات لتعديل اتفاق البلد الثالث الآمن بين كندا والولايات المتحدة.

وبموجب هذا الاتفاق الموقع بين أوتاوا وواشنطن عام 2002، في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة، على طالبي اللجوء طلبُ الحماية في البلد الآمن الأول الذي يصلون إليه، إلّا في حالات استثنائية محددة.

لكن هناك ثغرة غريبة في هذا الاتفاق، تقول "ذي غلوب أند ميل": فقط طالبو اللجوء الذين يدخلون كندا بصورة شرعية عند أحد المعابر الحدودية معرضون لأن يعودوا أدراجهم، فيما بإمكان أي إنسان قادم من الولايات المتحدة عبر حقل غير محروس جيداً أن يطلب حق اللجوء في كندا فور توقيفه.

وإذا ما أضفنا وجود دونالد ترامب في سدة الرئاسة في واشنطن إلى هذه "الخلطة" تتعقد الأمور بشكل كبير. فأوامر ترامب الجديدة بترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين وتعليقه المؤقت لبرنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة تفسر هذا الارتفاع المفاجئ في عدد طالبي اللجوء في كندا القادمين من جارتها الجنوبية.

وعلى أوتاوا أن تطرح على نفسها الآن أسئلة قاسية، من بينها ما إذا كانت الولايات المتحدة لا تزال ملاذاً آمناً للاجئين، فهنا يكمن المبدأ الرئيسي في اتفاق البلد الثالث الآمن، تقول "ذي غلوب أند ميل".

في الوقت الراهن لا تزال كندا محقة بالالتزام بهذا الاتفاق، لكن السؤال الحقيقي هو "هل نحن مستعدون لأزمة لاجئين؟"، تتساءل الصحيفة الكندية لافتة إلى أن عدد طالبي اللجوء القادمين من الولايات المتحدة بلغ في مقاطعة كيبيك لوحدها 425 في كانون الثاني (يناير) الفائت، مقارنة بـ42 في الشهر نفسه من العام الفائت.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في دردشة مع زوجته صوفي غريغوار خلال العشاء الذي ضمهما إلى الساسة وأصحاب الأعمال الألمان في هامبورغ يوم الجمعة 17 شباط (فبراير) الجاري
رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في دردشة مع زوجته صوفي غريغوار خلال العشاء الذي ضمهما إلى الساسة وأصحاب الأعمال الألمان في هامبورغ يوم الجمعة 17 شباط (فبراير) الجاري © Radio-Canada/Raphaël Bouvier-Auclair

وفي مجال آخر تناول كاتب العمود في صحيفة "لو دوفوار" الصادرة في مونتريال دنيس فيرلان خطاب رئيس الحكومة الكندية أمام الساسة وأصحاب الأعمال الألمان مساء الجمعة الفائت في هامبورغ في إطار زيارته الأخيرة إلى ألمانيا في مقال بعنوان "العمل بما يُنصح به".

يذكّر فيرلان في مقاله بمقتطفات من خطاب ترودو، لاسيما ما يتعلق منه بـ"الفوارق المتسعة" بين العمال وأصحاب الأعمال الذين "يحققون أرباحاً قياسية على ظهر العمال الذين يُحرَمون على الدوام من عمل بدوام كامل، ومن الأمن الوظيفي الذي يرافقه".

ويرى فيرلان، الذي عمل مراسلاً في البرلمان الكندي طيلة 16 عاماً لصالح القناة الإخبارية في تلفزيون راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) قبل أن يتقاعد، أن على ترودو أن يكون المثل الصالح في الأفعال وليس فقط في المواعظ والأقوال.

ويقول فيرلان في هذا المجال إن حكومة ترودو لا تختلف كثيراً عن سواها، ويرى أن عدداً من الإجراءات الضريبية الفدرالية تذهب في الاتجاه المعاكس لما يوصي به رئيس الحكومة، وإن كان معمولاً بها منذ ما قبل وصوله إلى السلطة، إذ يستفيد منها الأشد ثراءً في المجتمع، لا أصحاب المداخيل المتواضعة، ويعطي مثالاً على ذلك الأرباح الرأسمالية التي تخضع للضريبة بنسبة 50% فقط.

ويرى فيرلان في النهاية أن الميزانية الفدرالية المقبلة ستشكل فرصة للحكومة لإعطاء معنى لخطاب رئيسها في هامبورغ.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.