ارتفعت موجة اللّجوء غير الشرعي نحو كندا عبر الحدود البريّة مع الولايات المتّحدة بصورة ملحوظة منذ بضعة أشهر.
وتشهد نقاط حدوديّة في مقاطعتي مانيتوبا وكيبيك بصورة خاصّة دخول عدد من اللاّجئين الذين خاطر البعض منهم بحياتهم عندما قطعوا مسافات طويلة سيرا على الأقدام وسط البرد الشديد ودرجات الحرارة المتدنّية التي قاربت خمسة وعشرين درجة مئويّة تحت الصفر في بعض الأحيان.
واليوم، وضعت وكالة الخدمات الحدوديّة الكنديّة مقطورة على مقربة من الحدود الأميركيّة مع مقاطعة مانيتوبا لمساعدة اللاّجئين الذين يدخلون كندا للتقدّم بطلبات لجوء و تخفيف الضغط عن بلدة اميرسون الحدوديّة التي تشهد حركة لجوء غير شرعيّ متنامية.
وقد دخل نحو من 140 لاجئا عبر نقطة اميرسون الحدوديّة منذ مطلع السنة، ودخل اكثر من عشرة أشحاص نهاية الأسبوع الفائت حسب الشرطة الفدراليّة الكنديّة.
ويجد موظّفو وكالة الخدمات الحدوديّة صعوبة في استقبال العدد المتنامي من اللاّجئين في مكاتبهم حسبما قالت جيرين بيترز رئيسة العمليّات في وكالة الخدمات الحدوديّة.
وتضيف أنّ طالبي اللّجوء تخطّوا المعدّل الطبيعي ما يزيد من خطر عبورهم ومن المسافة التي يقطعونها لدخول كندا.
يتحدّث سيدو محمّد وهو لاجئ من غانا كيف عبر الحدود سيرا على الأقدام مع صديق له عشيّة عيد الميلاد وكان البرد شديدا للغاية ما أدّى إلى إصابتهما بتقرّح شديد بسبب تجلّد يديهما ورجليهما ويقول في حديث لتلفزيون سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة:
كان الثلج عميقا و عندما سرنا فيه وصل إلى وسطنا ، وسبق أن شاهدت الثلج ولكنّه لم يكن كما الثلج هنا، الذي هو خطير للغاية، وقاومنا طوال ثلاث ساعات ونحن نسير في الثلوج وتجمّدت عيناي ولم أعد أرى شيئا وكنت أقتفي خطى صديقي قال اللاّجئ الغاني سيدو محمّد.
ويشير إلى أنّهما بلغا الطريق السريع في كندا بعد ثلاث ساعات ولكنّ الشاحنات التي كانت تمرّ لم تتوقّف لنقلهما ويضيف:
لا ألوم سائقي الشاحنات لأنّهم لا يعرفون من نحن، وقد يواجهون الخطر لو توقّفوا وأنا لا ألومهم وكنت سأفعل مثلهم لو التقيت على الطريق السريع شخصا لا أعرفه.
ويشير إلى أنّه كاد يستسلم للقدر مع صديقه إلى أن توقّف أحدهم ونقلهما إلى المستشفى.
ويقول سيدو محمّد إنّه غادر بلاده لطلب اللّجوء في الولايات المتّحدة لأنّه كان يخشى على حياته بسبب ميوله الجنسيّة.
وقد تمّ سجنه لمدّة سنة ورفض القاضي طلب اللّجوء الذي تقدّم به، فقرّر مع صديقه اللّجوء إلى كندا بصورة غير شرعيّة.
ذلك أنّ اتّفاق البلد الثالث الآمن الموقّع بين كندا والولايات المتّحدة تحظر دخول كندا على أيّ من تقدّم بطلب لجوء إلى الولايات المتّحدة.
ويقول سيدو محمّد إنّه ممتنّ للغاية للشخص الذي ساعدهما والذي كانا قد فقدا حياتهما لولاه بعد سبع ساعات قضياها في العراء ووسط الثلوج والبرد الشديد.
ورغم أنّه فقد أصابع يديه، إلاّ أنّه يأمل في العمل في كندا وقد تقدّم بطلب لجوء وهو ممتنّ لجهود السلطات والأطبّاء في مانيتوبا ولجهود أبناء الجالية الغانيّة .
وقصّة سيدو محمّد ليست فريدة من نوعها وثمّة المئات من طالبي اللّجوء الذين يدخلون بصورة غير شرعيّة عبر الحدود البريّة مع الولايات المتّحدة.
وقرّرت الأمم المتّحدة إرسال محام يعمل مع المفوضيّة العليا للاّجئين لمراقبة حركة اللّجوء غير الشرعي إلى كندا.
ومن المتوقّع وصول المحامية أزاديه تمجيد إلى مانيتوبا، وكان المحامي جان نيكولا بوز قد وصل إلى مقاطعة كيبيك.
وأكّدت تمجيد أنّ الأمم المتّحدة مرتاحة للمقاربة الكنديّة لمسألة اللّجوء غير الشرعي المتنامي نحو كندا.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ هيئة الإذاعة الكنديّة)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.