يوم وصل ديزيريه كامونييه من بلده الأمّ الكاميرون قبل عشرين سنة إلى مانيتوبا، كان عدد أبناء الجاليات السّوداء محدودا نوعا ما في هذه المقاطعة الواقعة في وسط الغرب الكندي.
وراح العدد يتنامى مع مرور الوقت وأصبحت المقاطعة تستقطب المزيد من أبناء الجاليات السوداء.
وتجتذب مانيتوبا العديد من الناطقين بالفرنسيّة كونها تضمّ عددا كبيرا من الكنديّين الفرنسيّين ولا سيّما في العاصمة وينيبيغ وضواحيها.
وتستقطب جامعة سان بونيفاس، في حيّ سان يبونيفاس عددا من الطلاّب من أبناء الجاليات السوداء.
وتكثر الهجرة السوداء إلى وينيبيغ من دول إفريقيّة ناطقة بالفرنسيّة ومن الكاريبي وهايتي.
ويميل أبناء هذه الجاليات إلى خوض غمار عالم الأعمال والعمل على حسابهم الخاص أحيانا كثيرة.
وتقول الطالبة سوزان انغاميلي سياغا إنّ القلق ساورها قبيل وصولها من الكاميرون لمتابعة دراستها الجامعيّة بشأن الطقس الشديد البرودة.
وتقول إنّها تحبّ الدفء لدرجة جعلت إخوتها يسخرون منها عندما فكّرت في المجيء إلى كندا.
ولكنّها نجحت في التأقلم مع البرد القارس. حتّى أنّها تفتح قليلا في بعض الأحيان نافذة غربة نومها، حتّى لو كانت الحرارة في حدود عشرين درجة مئويّة تحت الصفر.
ويقول ديزيريه كامونييه الكنديّ الكاميرونيّ الأصل في حديث لراديو كندا إنّه استقرّ في وينيبيغ منذ وصوله قبل 20 عاما ويشعر بالارتياح لمسيرته .
وقد أنشأ موقع وايز هوست Wise host للتسوّق ولاستضافة المواقع الالكترونيّة بمساعدة مجلس التنمية الاقتصاديّة للبلديّات الثنائيّة اللّغة في وينيبيغ Conseil de développement économique bilingue.
وأنشأ بعدها موقع افريكا بريس Africa Presse الذي ينشر اخبارا عن إفريقيا بصورة رئيسيّة، وموقع أولّ وينيبيغ All Winnipeg وهو موقع يعرض الخدمات المقدّمة في وينيبيغ عاصمة مقاطعة مانيتوبا.
ويتحدّث ديزيريه كامونييه عن يوم العمل الذي يمضيه:
أستفيق في الخامسة صباحا للاطّلاع على الأخبار التي وصلتني وأستهلّ مع موقع أفريكا بريس.
وأنتقل بعدها إلى موقع أولّ وينيبيغ لمدّة ساعتين وأركّز في الوقت المتبقّي من النهار على موقع وايز هوست.
وفضلا عن ذلك، يعمل كمبرمج كومبيوتر مع شركة في فانكوفر ولكنّه يأمل كما يقول في أن يحقّق الأرباح من مواقعه الثلاثة على المدى البعيد.
ويؤكّد أنّه مرتاح للمساعدة التي يقدّمها مجلس التنمية الاقتصاديّة للبلديّات الثنائيّة اللّغة الذي يقدّم برامج تأهيل وبرامج دعم اقتصادي لكلّ من يودّ خوض غمار الأعمال.
ونستمع إلى ما يقوله بهذا الصّدد جويل لوموان مستشار المال والأعمال في المجلس:
نستقبل المزيد من المهاجرين الواصلين من الجزائر وساحل العاج ومالي والسنغال.
والملفّات الصفراء هنا في المكتب هي لاستخدامي الشخصيّ لتعداد الواصلين من الخارج، وثلاثة أرباعهم يأتون من دول إفريقيّة.
ويزداد عدد أبناء الجاليات الناطقة بالفرنسيّة في مانيتوبا، وقد استقبلت المقاطعة بين عامي 2010 و 2014 نحوا من 1100 مهاجر وصلوا من هايتي والكاريبي ودول إفريقيّة.
ويؤكّد جويل لوموان على أهميّة التعرّف إلى ثقافة العمل في المقاطعة والتأقلم مع مقتضياته قبل الانطلاق في الأعمال.
وتتحدّث بهذا الصّدد ساليماتا سورو رئيسة فريق برنامج الخيار الأوّل Premier choix للتأهيل المهنيّ:
نؤهّلهم على كيفيّة تحضير السيرة الذاتيّة ورسالة التحفيز وتقنيّات البحث عن عمل أو الحصول على عمل وكيفيّة التصرّف في مقابلة العمل كما تقول سورو.
وتشير إلى أنّ برنامج التأهيل يستمرّ 4 أسابيع تليه مرحلة تدرّب لمدّة 5 أسابيع في مؤسّسة أو شركة ما.
وتوضح أنّ نحوا من 90 بالمئة من الذين يتلقّون هذا التأهيل يجدون فرصة عمل، واحيانا كثيرة لدى المؤسّسة التي تابعوا تدريبهم فيها.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.