"القدس: أسرة في خضم الصراع" فيلم جديد للمخرجة اليهودية الإسرائيلية اليسارية دانا إيالون ، يُعرض حاليا في صالتين في مونتريال بالفرنسية والإنكليزية ويعرض وجهة نظر فريدة تجاه الواقع اليومي في القدس ، العاصمة السياسية لشعبين والعاصمة السماوية الدينية لكل الشعوب المؤمنة .. نقطة خلاف تاريخي مزمن ، ومركز إشعاع إنساني لا يزول.. القدس التي تتغير معالمها يوما عن يوم جراء انتشار المستوطنات منذ حرب السبعة والستين في الجزء الشرقي منها حيث يقيم أكثر من مئتي ألف يهودي إلى جانب ما يزيد عن ثلاثمئة ألف عربي، القدس بمنظار مختلف، حيث تسود العنصرية اليهودية كما تصورها كاميرا المخرجة اليهودية الإسرائيلية اليسارية دانا إيالون.
تقول إيالون في مستهل حديث مع هيئة الإذاعة الكندية:
"أنا يهودية ولدت في القدس وأردت إخراج فيلم حول احتلال الأراضي الفلسطينية والصراع الذي يعاني منه اليهود وليس حول ما يعانيه الفلسطينيون إنما عن الانعكاسات النفسية للنزاع على اليهود الذين يريدون تحقيق السلام والساعين إلى التغيير، فالعنصرية والعنف واقع يومي قاس جدا هناك".
وعن موقفها من أن إسرائيل تمارس فعلا سياسة الفصل العنصري على غرار ما كان سائدا في جنوب إفريقيا، كما يؤكده تقرير مثير للجدل نشرته الأمم المتحدة في بيروت منتصف الأسبوع الفائت، تقول دانا إيلون:
"أنا موافقة كليا فإسرائيل دولة عنصرية ويمكننا رؤية أوجه شبه كثيرة مع الأبارتايد في جنوب إفريقيا، فالفلسطينيون لا يتمتعون بالحقوق نفسها التي يتمتع بها اليهود وهذا التمييز واضح إلى درجة أن ثمة طرقات مخصصة للفلسطينيين وأخرى لليهود في الأراضي الفلسطينية بحجة الأمن ومكافحة الإرهاب ".
وهذا الموقف المناهض للاحتلال والتمييز العنصري ورثته دانا عن والدها أموس إيالون المثقف اليساري المؤيد للفلسطينيين، وتورثه لابنها البكر الذي يرفض الانضمام إلى الجيش الإسرائيل ويقول لها : لا أريد أن أكون يهوديا.
تعلق قائلة:
"لأن ابني لا يريد أن يكون يهوديا على هذه الطريقة لا يريد أن يكون يهوديا مقاتلا أو يهوديا محتلا أو يهوديا يدمر منازل الآخرين ولطالما قلقت أن يضطر إلى دخول الجيش عند بلوغه سن الرشد كما اضطررت أنا"
إنها القدس "أرض الميعاد " لليهود و"أولى القبلتين وثالث الحرمين " للمسلمين ، ودرب الجلجلة والخلاص للمسيحيين .
إنها القدس ، " بماضيها الذي يختذل تقارب الأديان وتصادمها في آن ، وحاضرها الضائع الهوية ، المتهود بشدة غربا والممعن في عروبته شرقا ومستقبلها المنتظر قدوم مخلص جديد ينقذها وشعبَها من الضياع والتشتت مرة أخرى ...
إنها القدس التي منها ينطلق الحل أو فيها يموت ... بلا قيامة ...استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.