استأنفت القوات العراقية اليوم الهجوم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح، المعروف أيضاً باسم "داعش"، المحاصَر في الأحياء القديمة من القسم الغربي من مدينة الموصل.
لكن تُلقي خسائر كبيرة في صفوف سكان المدينة جراء غارات جوية لقوات التحالف الذي تقوده واشنطن بظلالها على العملية العسكرية الهادفة لاستعادة ما بقي من ثانية كبريات مدن العراق بقبضة التنظيم الجهادي التكفيري المذكور. وكانت وسائل إعلام ووكالات أنباء قد تحدثت عن سقوط أكثر من 200 قتيل في غارة على الموصل نفذتها طائرات التحالف في 17 آذار (مارس) الجاري.
ويوم أمس وصف قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل مقتل عدد كبير من المدنيين في القسم الغربي من الموصل في غارات جوية بأنه يشكل "مأساة رهيبة"، لكنه لم يقر رسمياً بأن التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" هو من شن تلك الغارات.
واليوم أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو طالبت بجلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي من أجل مناقشة تصرفات التحالف الدولي في الموصل التي أسفرت عن مقتل مدنيين.
ويقول "المرصد العراقي لحقوق الإنسان"، وهو منظمة غير حكومية، إن عدد القتلى المدنيين في القسم الغربي من الموصل منذ بدء الهجوم عليه في 19 شباط (فبراير) الفائت بلغ 3864 شخصاً، وإن أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية دُمرت فيه لغاية الآن.

ولا يزال نحوٌ من 400 ألف عراقي عالقين في الأحياء القديمة في غرب الموصل حسب أرقام الأمم المتحدة، فيما فر أكثر من 200 ألف مدني من القسم الغربي من المدينة منذ بدء الهجوم عليه حسب الأرقام الرسمية العراقية. وكانت القوات العراقية مدعومة من طيران التحالف قد سيطرت أواخر كانون الثاني (يناير) الفائت على القسم الشرقي من المدينة.
وفيما تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح محاصر في الموصل وتنحسر رقعة انتشاره في العراق، تتزايد المؤشرات على أن معركة استعادة الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا، ستبدأ قريباً.
هل القضاء عسكرياً على هذا التنظيم الجهادي التكفيري بات قريباً؟ وهل إدارة دونالد ترامب في واشنطن أكثر عزماً على بلوغ هذا الهدف من الإدارة السابقة؟ وما السبيل لبناء وحدة عراقية سليمة بعد القضاء المُرتقب عليه؟ أسئلة طرحتها على الصحافي الكندي العراقي الأستاذ أكرم سليم، رئيس تحرير مجلة "أكد" نصف الشهرية الصادرة في مدينة برامبتون في مقاطعة أونتاريو.
(أ ف ب / راديو سوا / الجزيرة)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.