بالرغم من غزارة مياه الشفة في كندا والحصول عليها مجانا أو بقيمة زهيدة، فالكنديون يستعملون ، داخل منازلهم وعند خروجهم منها، المياه المعبأة في قنانٍ بلاستيكية ، تبلغ قيمة القنينة منها ألفي مرة ثمن المياه التي تحتويها، ناهيك عن الأضرار البيئية التي تتسبب بها.
وظاهرة استعمال قناني المياه أطلقتها كبريات الشركات من مثل كوكا كولا وببسي كولا ونستله ودانون، التي عمدت إلى صناعة قناني المياه المعبأة للتعويض عن تراجع استهلاك المشروبات الغازية التي تصنّعها.
يقول أستاذ التسويق في جامعة شيربروك، جان روا:
"تدر تجارة قناني المياه المعبأة ما قيمته مئة وسبعة وخمسون مليار دولار أميركي سنويا، ولا ننتبه إلى هذه القيمة الهائلة لأننا نبتاع قنينة الماء الصغيرة ولكن عندما نقوم بالحسابات نكتشف أن هذه الصناعة تدر أموالا طائلة".
والمشكلة أننا عندما نشتري قنينة المياه قلما ننتبه إلى انعكاساتها السلبية على البيئة بدءا بتصنيع القناني كما تقول كاريل مينارغ المهتمة بالشؤون البيئية وتضيف:
" صناعة قنينة بلاستيكية تتطلب بداية النفط الذي يستخرج ويحول إلى البلاستيك ومن ثم إلى قنينة، من ثم القنينة بحاجة إلى ملصق يعلن ما في داخلها وهو مصنوع من الورق المصنوع من الشجر ومن ثم بحاجة إلى الصمغ لإلصاقها وإلى حبر لكتابة المعلومات المتعلقة بمحتواها وكل ذلك يتطلب موارد استخرجت من الطبيعة وتم تحويلها ونقلها، وكل تلك الخطوات ومراحل التصنيع، تضر بالبيئة".

ولا تتوقف الأضرار البيئية عند الصناعة إنما إلى ما بعد الاستهلاك وهو يتم عادة بصورة سريعة، بعض الجرعات ونرمي القنينة ولا ندرك خطر تلك القناني إلا عندما نعرف أن حوالي مليار وخمسمئة مليون قنينة يتم استهلاكها هنا سنويا ولا يعاد تدوير أكثر من خمسين بالمئة منها والخمسون بالمئة الباقية نجدها في كل الأمكنة تقريبا: في المتنزهات وفي مجاري المياه على الشواطئ وعلى الطرقات والقمامة والملاعب والبحار، وما نرميه في القمامة ينقل إلى المكبات ويستغرق تحللها مئات السنين. وحتى لإعادة تدويرها مضار بيئية إذ يجب استعمال النفط لنقلها بالشاحنات والطاقة لتحويلها إلى مواد أخرى.
والسؤال: أليس أفضل لجيوبنا ولبيئتنا، العودة إلى استهلاك المياه الطبيعية العادية من الحنفيات؟
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.