وتولي الحكومة الكنديّة وحكومات المقاطعات اهتماما كبيرا بالصحّة العقليّة وتعمل على تقديم أفضل الخدمات الصحيّة للمواطنين.
وتسعى من خلال أسبوع الصحّة العقليّة الذي يجري في مطلع شهر أيّار مايو من كلّ سنة، للتأكيد على أهميّة الاهتمام بالصحّة العقليّة ومعالجة مشاكل الادمان وتوفير كلّ السبل الممكنة لتقديم المساعدة لمن يحتاجها.
ويعمل اتّحاد الصحّة العقليّة الكنديّ منذ العام 1918 على الترويج لصحّة عقليّة سليمة و تعزيز المعلومات المتعلّقة بها ليكون بإمكان المواطنين الاطّلاع عليها بصورة واضحة ودقيقة.
ويعود احياء أسبوع الصحّة العقليّة للعام 1951 ويجري الحدث سنويّا في كافّة المقاطعات والأقاليم الكنديّة.
وتختلف المشكلة بعض الشيء بالنسبة للسكّان الأصليّين الذين تعاني مجتمعاتهم من ارتفاع معدّلات الانتحر ومعدّلات الادمان على المخدّرات وكلّ ما تتسبّب به من مشاكل.
و يجدون صعوبة في الحصول على هذه الخدمات، تزيد منها عزلتهم وعدم توفّر الأرضيّة الثقافيّة في هذا المجال كما تقول زميلتنا ايليش كوين في تقرير خاصّ أعدّته حول الموضوع.
وتقوم كوين، التي زارت قبل نحو شهر إقليم نانافوت في الشمال الكنديّ الكبير، بإعداد برنامج "عين على القطب الشمالي" Eye on the arctic.

ريبيكا كودلو مؤسّسة برنامج المساعدة لمشاكل الصحّة العقليّة في إقليم نونافون/ Eye on the Arctic
كما عادت قبل يومين من زيارة للشمال القطبي هدفت لتغطية اجتماعات مجلس القطب الشمالي Arctic Counsel الذي تشارك كندا في عضويّته والذي انعقد في مدينة فيربانكس في ولاية ألاسكا الأميركيّة.
و لدى وجودها في نونافوت، تنقّلت ايليش كوين بين مجموعات من أبناء السكّان الأصليّين في قرية بيكر ليك الصغيرة، وتعرّفت إلى طبيعة عيش أبنائها والتقت بمسؤولين عن برنامج خاص لمساعدة ضحايا الاعتداءات الجنسيّة.
وتمّ إنشاء البرنامج عام 1989 بعد الفضيحة التي أثارها ضحايا اريك دياغر Eric Dejaeger الذين أدين بتهمة البيدوفيليا، أي التحرّش الجنسي والاعتداء الجنسيّ على الأطفال.
وقد ترك آثارا مدمّرة في الشمال الكنديّ حيث كان يعمل ككاهن في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كما تقول الصحافيّة ايليش كوين.
وتتحدّث عن مشاعر السخط والغضب التي لمستها لدى أبناء المنطقة وتنقل ما قالته ريبيكا كودلو المسؤولة عن برنامج منيكسيجيت للعلاج النفسيّ لضحايا الاغتصاب التي أشارت إلى أنّ الاعتداءات أثارت مشاعر الغضب في الاقليم ما دفعها لإنشاء برنامج "مينيسكويجيت" لمساعدة الضحايا.
وتموّل الحكومة الفدراليّة وحكومة الإقليم برنامج منيكسيجيت ويديره مجلس من المتطوّعين.
ويقدّم البرنامج النصائح والدروس في المهارات التقليديّة والرحلات إلى مناطق كنديّة خارج الاقليم كما تقول المسؤولة عن البرنامج ريبيكا وودلو.
وتأمل في أن يمتدّ البرنامج إلى مناطق أخرى خارج بيكر ليك في إقليم نونافوت.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.