سقط 28 قتيلاً وأكثر من 20 جريحاً من المسيحيين الأقباط في مصر اليوم في هجوم على حافلة في محافظة المنيا، إلى الجنوب من القاهرة، حسب متحدث باسم وزارة الصحة المصرية. وكانت الحافلة تقلهم إلى دير الأنبا صموئيل في الصحراء الغربية.
ويأتي هذا الهجوم بعد شهر ونصف على مقتل 45 قبطياً في هجوميْن تبناهما تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح ("داعش") على كنيستيْن للأقباط الأرثوذكس، واحدة في الاسكندرية وأخرى في طنطا، وبعد خمسة أشهر على هجوم على الكنيسة البطرسية في القاهرة أوقع نحواً من 30 قتيلاً وتبناه التنظيم الإسلاموي الجهادي نفسه.
كما أن هجوم اليوم يأتي بعد أشهر على نزوح أقباط العريش وسائر شمال سيناء عن ديارهم بعد سقوط قتلى في صفوفهم جراء هجمات شنها تنظيم "الدولة الإسلامية" وفي ظل تهديدات وصلتهم من تنظيمات إسلاموية جهادية وصفتهم بـ"الكفار".

وأصدرت اليوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر بياناً طالبت فيه السلطات باتخاذ الإجراءات اللازمة لـ"تفادي خطر الحوادث التي تشوه صورة مصر وتتسبب في آلام العديد من المصريين".
ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لاجتماع أمني مصغر لبحث تداعيات الهجوم.
وأعلنت من جهتها دار الإفتاء المصرية إلغاء الاحتفال الذي كان مقرراً عقده مساء اليوم لاستطلاع هلال شهر رمضان، والاكتفاء ببيان مفتي الديار المصرية، الدكتور شوقي علام، وذلك "لما يمر به الوطن من حالة حداد جراء العمل الإرهابي" كما جاء في بيانها. كما أدان شيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب الهجوم، وطالب المصريين بأن يتحدوا في مواجهة "الإرهاب الغاشم".
ومن تاورمينا حيث يشارك في قمة دول مجموعة السبع، ندد رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بـ"الهجوم الآثم" الذي تعرض له "مسيحيون أقباط كانوا متجهين إلى دير القديس صموئيل المعترف في محافظة المنيا في مصر". وأضاف ترودو في بيان إن هجوم اليوم هو "ثالث هجوم رئيسي في أقل من شهريْن على الطائفة المسيحية القبطية في مصر، وهي طائفة تعاني أصلاً من سنوات من العنف والتمييز بحقها".
لماذا يُستهدف المسيحيون بهذا الشكل في مصر؟ سؤال طرحتُه على الكاتب والدكتور في اللاهوت الأب ميشال روحانا من الرهبنة الأنطونية المارونية في لبنان، كاهن رعية سيدة لبنان في تورونتو سابقاً، والذي تناولتُ معه أيضاً اللقاء بين رئيس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس والرئيس الأميركي دونالد ترامب في الفاتيكان يوم الأربعاء.
(أ ف ب / بي بي سي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.