تظاهرة اسطنبول المليونية

تظاهرة اسطنبول المليونية
Photo Credit: سترينغر

يقظة المعارضة التركية

تحت شعار : "سنهدم جدران الخوف" تجمع مئات آلاف المعارضين الأتراك في الساحة المحاذية لسجن مالتيبي في اسطنبول في ما سمي بمسيرة العدالة التي قادها زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قاليجدار أوغلو للمطالبة بإطلاق سراح أحد نواب الحزب المسجون في إطار حملة القمع الواسعة ضد المعارضة، بسبب تسريبه معلومات سرية لإحدى الصحف المعارضة.

مئات آلاف المعارضين، أو أكثر من مليون معارض بحسب عدة مصادر انطلقوا  من أنقرة منتصف الشهر الماضي قاطعين مسافة أربعمئة وخمسين كلمترا إلى اسطنبول في أكبر تظاهرة معارضة منذ عدة سنوات كما يقول المحلل السياسي في هيئة الإذاعة الكندية جان فريديريك ليغاري ترامبلي ويضيف:

"لم تشهد تركيا مسيرة معارضة بهذا الزخم منذ ثلاث سنوات على الأقل  ، فالمعارضة اتي كانت غائبة في مواجهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القوي الذي تمكن من تعزيز سلطاته خلال السنوات القليلة الماضية ما أدى إلى ما وصف بيقظة المعارضة، ويتابع:

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان © PC/Emrah Gurel

"إن الانقلاب الفاشل العام الماضي وحالة الطوارئ التي أعقبته أدت إلى غياب المعارضة بعد أن انضمت معظم أحزاب المعارضة بمن فيها حزب الشعب الجمهوري إلى الحكم القائم لكن ما أعقب ذلك خلال السنة الفائتة أيقظ المعارضة من جديد وهذا ما شاهدناه أمس في الشوارع. ولا بد من التذكير بأن أعمال القمع أسفرت عن توقيف ما لا يقل عن خمسين ألف شخص وطرد مئة ألف شخص من موظفي الدولة والقضاة والمعلمين ورجال شرطة وجنود وسجن عدد كبير من الصحافيين بحيث أصبحت تركيا أكبر سجن للصحافيين في العالم إضافة إلى نتائج الاستفتاء الذي ربحه أردوغان والذي سيمنحه المزيد من السلطات وسيسمح له بالترشح مرة أخرى ما قد يبقيه في سدة الرئاسة حتى العام 2029". كل ذلك لم يعد مقبولا من المعارضة التي تحدت الحكومة التي، بالرغم من رفضها لمثل هذه المظاهر المعارضة، سمحت بقيامها تحت حراسة خمسة عشر ألف من العناصر الأمنية ويتساءل الخبير السياسي  في راديو كندا جان فريديريك ترامليه:

"إلى متى سيستمر "تسامح" الحكومة مع مثل هذه المظاهر؟ إن الرئيس أردوغان واع للانتقادات الموجهة ضده ولكون تركيا باتت مجتمعا شديد الانقسام على الصعيدين الاجتماعي والسياسي  ويدرك جيدا أن نتائج الاستفتاء أظهرت وجود معاضة ذات وزن مهم قاربت التسعة والأربعين بالمئة وبالتالي لا يمكنه تجاهل هذا الواقع".

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.