احتفل النظام التركي في الخامس عشر من الجاري بالذكرى الأولى لسحق الانقلاب العسكري، وسط قلق من متغيرات جيو سياسية تهدد المنطقة وتساؤلات عن مستقبل تركيا إقليميا ودوليا، بعد أن تحول النظام، برأي نصف المواطنين وعدد من الدول، بمن فبها الحليفة، إلى نظام استبدادي دكتاتوري لم يتوان عن اعتقال أو طرد عشرات آلاف المعارضين من مختلف القطاعات السياسية والأمنية العسكرية والقضائية والتعليمية والصحافية.
ماذا يعني كل ذلك؟
يجيب الأستاذ الجامعي السابق والمحرر في صحيفة الجمهورية التركية أحمد إينسيل في حديث إلى راديو كندا:
" هذا يعني أن الحكومة أو السلطة تجنح باتجاه انحراف سلطوي يتعدى بالواقع الانحراف ليصل أكثر فأكثر إلى نظام حكم استبدادي حيث باتت رئاسة الجمهورية والحكومة وزعامة الحزب الحاكم في يد رجل واحد يتحكم بكل مرافق الدولة كما أن القضاء بات في غالبيته تحت سيطرته منذ التغييرات الدستورية وبالتالي، كل من يزعج النظام أو يتسبب بتشجيع انتقاد السلطة يتم اعتقاله أو معرض للاعتقال ".
ويتابع أحمد إينسيل: لسنا طبعا في ظل نظام ديكتاتوري دموي يقتل الناس إنما في نظام تعسفي اعتباطي"
أما عن أن التعديلات الدستورية التي تم التصويت عليها في استفتاء ديموقراطي ربحه الرئيس أردوغان، فيقول أحمد إينسيل:
"لقد ربح بنسبة واحد وخمسين فاصل أربعة بالمئة، وهي نسبة ضئيلة للسماح بتغيير مهم في النظام ناهيك عن أن هناك شكوكا حول غش في احتساب الأصوات وذلك للمرة الأولى منذ حوالي ثلاثين عاما ومع ذلك لا بد من الاعتراف بأنه ربح الاستفتاء وما حاول إظهاره في احتفال مرور سنة على سحق الانقلاب، هو أن غالبية الأتراك هم إلى جانبه".

وعن سؤال حول الأهداف التي يسعى أردوغان إلى تحقيقها، يقول أحمد إينسيل:
"ثمة أمران: أولا هو في حالة هروب متواصلة إلى الأمام لأن تراكم كل اتهامات انتهاك حقوق الإنسان تدفعه إلى عدم التراجع، ذلك أنه في حال تراجع وألغى حالة الطوارئ، ، ستثار ضده أمام القضاء ومحكمة الاتحاد الأوروبي كمية هائلة من ملفات انتهاك حقوق الإنسان، ولا أعرف كيف سيتنصل منها. وثانيا ما يهمه حاليا هو انتخابات العام 2019 وهي موعد انتخاب الرئيس من قبل الشعب وتنفيذ التعديلات الدستورية لنظام رئاسي، وهو طبعا يسعى كل جهده للفوز في الانتخابات ليتمكن من احتكار السلطة بشكل كلي ويترشح من جديد لانتخابات العام 2024
وماذا عن طموحاته الإقليمية؟ يجيب أحمد إينسيل في ختام حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية:
" أعتقد أن لا طموحات إقليمية له حاليا وهو في موقع الدفاع جراء فشل معظم طموحاته : فقد فشل في دعم الإخوان المسلمين خلال الربيع العربي ، خسر أيضا في دعم الجهاديين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد وفشل أيضا في مواجة إيران وهو يعتمد حاليا سياسة تحالفات انتقائية، فهو يدعم قطر في مواجهة العربية السعودية وفي الوقت نفسه في خلاف يتفاقم مع بعض حلفائه في الحلف الأطلسي وتحديدا ألمانيا والنمسا.
باختصار، باتت تركيا تشبه سفينة ضائعة في خضم العلاقات الدولية
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.