ارتداء لباس السباحة البيكيني في المسابح العامة وعلى الشواطئ، أمر مألوف في الغرب وعدة دول أخرى، لكنه مستهجن ومرفوض حتى في مجتمعات أخرى باسم التقاليد والعاداة والاحتشام إلى ما هنالك من أسباب تمنع النساء من ارتدائه تحت طائلة الملاحقة والتعرض أحيانا كثيرة لشتى أنواع المضايقات.
من تلك المجتمعات، المجتمع الجزائري، الذي، بالرغم من انفتاحه وعدم منعه النساء من ارتداء البيكيني في المسابح العامة وعلى الشواطئ، ما زال يعتبر ارتداءه شكلا من أشكال الإثارة والتحريض. لذلك تحاذر فيه النساء من ارتدائه. لكن الأمر على وشك التغير في أعقاب قيام شابة في السابعة والعشرين من عمرها، أطلقت على نفسها اسم سارة، على دعوة النساء، عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى تحدي المنع وتشكيل مجموعات من النساء يرتدينه على شواطئ مدينة عنابا الساحلية السياحية في شمال البلاد مرة أو مرتين في الأسبوع، في ما بات يعرف بثورة البيكيني. وتحاذر سارة التسبب بأي شكل من أشكال المواجهة وتسعى إلى تغيير المجتمع ولكن بروية وهدوء.

الصحافية الوحيدة التي التقتها هي ليليا ميشاكترا التي نشرت مقالا حول هذه الظاهرة سرعان من انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي. وهي تشرح انتشار هذه الظاهرة في حديث مع راديو كندا:
"منذ فترة، تتعرض النساء اللواتي يرتدين لباس السباحة إلى تحرشات ومضايقات لا تقتصر على المضايقات الكلامية أحيانا. ويوم أجريت المقابلة مع سارة قالت لي إنها في البداية كانت تهدف إلى جمع نساء أسرتها للسباحة على الشواطئ لكن الأمر، على غرار كرة الثلج، أخذ أبعادا أكبر وانضمت إلى المجموعة ثلاثة آلاف امرأة في أقل من أسبوع ، وشكلن مجموعات وبدأن بالذهاب إلى الشاطئ ، ضمت المجموعة الأولى حوالي أربعين امرأة ومن ثم ازداد العدد في المرات اللاحقة ليبلغ المئات. وفكرة تشكيل مجموعات من النساء مردها إلى التخوف من التعرض إلى المضايقات، وهذا ما لم يقع كما تقول ليليا مشاكترا:
"" لم تتعرض النساء إلى أية مضايقات وهذا ما فاجأ الجميع فالأمر ليس مألوفا والكل اعتبر أنهن سيتعرضن لمضايقات ، ما لم يقع أبدا.
وعن سؤال حول ما إذا كانت هذه الظاهرة ذات أبعاد وأهداف سياسية، تجيب ماشاكترا:
"لا أعتقد ذلك أبدا ويجب أن تعرف أن الجزائر ليست دولة تيوقراطية وهي تفصل بين الدين والدولة ونسعى إلى إبقاء الدين أبعد ما يمكن عن السياسة.
يبقى أن فصل الدين عن الدولة وإبعاده عن السياسة لا يعني بالضرورة إبعاد تأثيره عن المجتمع، وقد نشهد ربما، في حال استمرار الظاهرة وانتشارها، موقفا دينيا متشددا منها.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.