هل نحن على عتبة وقوع كارثة نووية ثالثة بعد هيروشيما في السادس من آب – أغسطس 1945، وناغازاكي، في التاسع من آب – أغسطس 1945، أي اثنين وسبعين عاما بالتمام على استعمال الأميركيين القنبلة الذرية؟
طبعا الوضع السياسي والعسكري والتاريخي مختلف، لكن نبرة الخطاب وحتى الكلمات المستعملة هي هي. فلنستمع إلى ما قاله كل من الرئيسين الأميركيين دونالد ترامب اليوم، وهاري ترومان قبيل إلقاء القنبلة:
قال ترامب:
"وكما قلت، سيواجهون بالنار والغضب والقوة بصورة لم يشهد لها العالم مثيلا
وكان ترومان قال:
"ما لم يقبلوا بشروطنا فعليهم توقع أن تمطر السماء نارا لم يشهد لها العالم مثيلا.

وارتفاع حدة التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ مردها إلى ما نشرته الواشنطن بوست وتناقلته مختلف وسائل الإعلام من أن كوريا الشمالية طورت رأسا نوويا مصغرا يمكن تحميله على صواريخ عابرة للقارات.
إلى أي مدى هذا صحيح؟
تجيب جولييت موريو، الخبيرة في شؤون كوريا الشمالية في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية:
"أنا أعرف أن كوريا الشمالية حققت خلال السنوات الأخيرة تقدما مطردا على الصعيد التقني ونرى أن تواصل تجارب إطلاق الصواريخ التي لم تعد تفشل كلها سمحت لها بتحقيق تقدم مدهش، ما يدفعني إلى تصديق الخبر بالرغم من استمرار وجود بعض المشاكل التقنية. وتضيف: لكن بيونغ يانغ ليست بحاجة إلى استعمال السلاح النووي للتسبب بكارثة، فسيول، عاصمة كوريا الجنوبية والتي يسكنها خمسة وعشرون مليون نسمة، لا تبعد عن الحدود أكثر من سبعين كلمترا، أي أنها في مرمى المدافع والصواريخ الكورية الشمالية التقليدية ما يمكنها من قتل مئات آلاف الكوريين الجنوبيين في بضعة أيام. فالخطر لا يمر بالضرورة بالسلاح النووي للتسبب بكارثة.

وعن احتمال أن يقرن ترامب القول بالعمل، تجيب جولييت موريو:
"دونالد ترامب يلعب بالنار فبلاغته الكلامية، وهي اللغة الوحيدة التي تفهمها بيونغ يانغ كما قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، بالغة العنف وللمرة الأولى تستعمل الولايات المتحدة مصطلحات تستعملها عادة كوريا الشمالية، ما قد يدفعها إلى الرد. وهذه لعبة بالغة الخطر وتشكل منعطفا كبيرا عن الإستراتيجية التي كان اعتمدها باراك أوباما وهي قادرة على التسبب بكارثة وطبعا لن تقف الصين مكتوفة اليدين، وروسيا كذلك بدون شك، ولا ننسى طبعا قرب اليابان من ساحة الحرب المحتملة.
باختصار، تقول الخبيرة في الشؤن الكورية جولييت موريو في ختام حديثها إلى هيئة الإذاعة الكندية: إن التهديدات العنيفة التي أطلقها دونالد ترامب، تصب الزيت على نار قابلة للاحتراق.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.