ظاهرة اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وكندا ليست جديدة، وهي تطفو على سطح الأحداث كلما طرحت مسائل اللجوء والهجرة أو التسويات المعقولة أو بُحثت مسألة المبادئ والقيم والهوية الكيبيكية أو فُتحت الأبواب لاستقبال اللاجئين والمهاجرين أو وقعت مواجهات عنصرية عند الجار الجنوبي.
وكل مكونات هذه العنصرية متوفرة اليوم، إن جراء تدفق آلاف طالبي اللجوء الهايتيين الذين يعبرون الحدود الأميركية الكندية بصورة غير شرعية، وإن جراء المواجهات الدامية في شارلوتفيل – فرجينيا.
والسؤال الذي يقلق الكنديين: ما مدى قوة اليمين المتطرف في كندا؟
يجيب مارتان جوفروا مدير مركز البحوث حول التطرف الديني في معهد إدوار مون بوتي في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية:
"أعتقد أنه يجب التقليل من أهمية تواجد منظمات يمينية متطرفة على الأراضي الكيبيكية والكندية بالمقارنة مع وجودهم على الأراضي الأميركية. ففي جنوب الولايات المتحدة حيث وقعت الأحداث الأخيرة نهاية الأسبوع الفائت، ثمة مجموعات أكثر تنظيما وفي معظم الأحيان مسلحة ولا أعتقد أن عندنا في كيبيك حاليا تنظيمات مماثلة لكن ذلك غير مستبعد لاحقا . ونحن نتابع أنشطتهم على شبكة الإنترنيت حيث نلاحظ أن ثمة مجموعات ناشطة أكثر من سواها من مثل منظمة "لاموت" المنتشرة على شبكات التواصل ، وبعضها مغلقة للأعضاء وأكثر تواجدهم هو في ساغني لاك سان جان وفي ضاحية مونتريال الجنوبية وخلافا للاعتقاد السائد بأن غالبيتهم موجودة في مدينة كيبيك. ويضيف:
"إن ما يميز "لاموت" ويجعلها أكثر شعبية من سواها وأقل تهميشا هو كونها ترفض العنف وتسعى للحصول على شرعية اجتماعية وسياسية وغالبية المنتمين إليها هم من العسكريين السابقين وبالتالي لديهم احترام للمجتمع وهم ليسوا راضين عن مجتمعنا الحالي لكنهم لا يسعون إلى قلب النظام السائد كما بعض المنظمات النيونازية في الولايات المتحدة.

من جهته، يقول جان فرنسوا نادو المحرر في صحيفة لو دوفوار :
"بدون شك وجود تنظيمات يمينية متطرفة في كيبيك وفي كندا ليس أمرا جديدا وهي تعكس استياءً خاصة تجاه النظام البرلماني والديموقراطية والانتماء العرقي وكانت دائما موجودة بأشكال مختلفة وبخاصة دينية ، ويجب ألا نتفاجأ بهذا الواقع وألا نعتقد أن ما يجري حاليا يتعدى خطورة ما جرى في الخمسينيات والستينيات.
يبقى أن الاختلاف بين الماضي والحاضر، هو وجود أوضاع عالمية تشجع تناميها وازدهارها وانتشارها.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.