دخول ما يزيد عن ثمانية آلاف طالب لجوء إلى كيبيك، غالبيتهم من الهايتيين، عبر الحدود الأميركية الكندية، منذ مطلع حزيران _ يونيو الفائت، أيقظ، مرة أخرى، الشعور بالقلق والخوف على الهوية الكيبيكية الفريدة، كون كيبيك تشكل المجتمع ذا الغالبية الفرنسية، الوحيد في أميركا الشمالية.
وهذا القلق، والخطاب المتزمت والمتشدد، قابله خطاب منفتح، مرحب بالمهاجرين واللاجئين
، وترجم الموقفان في تظاهرتين في مدينة كيبيك أمس الأحد، واحدة تحت شعار ترحيل المهاجرين، وثانية تحت شعار هدم حواجز الحقد،
ما هو الموقف الرسمي من هذا الجدل، المرشح للاستمرار؟
هيئة الإذاعة الكندية أجرت حديثا حول الموضوع مع رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار وسألته بداية ما إذا كان يتفهم ردود الفعل تلك؟ فأجاب:
"بدون شك ، وهي غير مقتصرة على كيبيك، فالظاهرة متواجدة عبر العالم وهي مطبوعة عندنا بوضعنا الأقلي في أميركا الشمالية وهويتنا الثقافية التي نريد المحافظة عليها، وهنا يكمن ويبدأ الانزلاق" ويضيف، شارحا طرحه الذي يرفض اعتبار طالبي اللجوء هؤلاء مهاجرين غير شرعيين، كما تصفهم وسائل الإعلام، وينعتهم مناهضو الهجرة، قائلا:
" بداية، من الخطأ التكلم عن هجرة غير شرعية ما يعطي المواطنين معلومات خاطئة. فعندما يدخل أحدهم الأراضي الكندية، على كندا واجب ملزم بحسب القواعد والقوانين الدولية، استقبال طالبي اللجوء، ما يعني، بصورة عملية، أن من يعبر الحدود بين بلدين بصورة يمكن وصفها بغير المنتظمة، لا يكون في وضع غير شرعي عندما يقدم طلب اللجوء. وقد رددنا ذلك أكثر من مرة. ولكن للأسف، من السهل اختصار المواقف والتسبب بردود فعل كالتي نشهدها حاليا "

هل هناك في كيبيك الخائفة من إضاعة هويتها الفرنسية، قلق مشروع وهل تتفهم أن لدى الكيبيكيين خوفا مشروعا يتعلق بالهوية؟
يجيب رئيس الحكومة فيليب كويار:
"هذا الخوف جزء من تاريخنا وهويتنا والأمر ليس جديدا، فاللغة الفرنسية، وإن كانت في وضع جيد، علينا مواصلة التكلم بها وكتابتها وتعليمها بصورة صحيحة وستبقى تحت ضغط الغالبية الإنكليزية في أميركا الشمالية، لكن هناك مزجا بين هذه المشاعر المشروعة والجدل السياسي المشروع وما أسميه الخطاب الذي نسمعه للأسف في كل مكان الذي يعتبر أن الغريب يشكل تهديدا لكيبيك" ويتابع:
"لا، فالغريب لا يشكل تهديدا إنما هو جزء من الحل للمشكلة الديموغرافية في كيبيك" فالهجرة أمر حيوي وكذلك التعددية، وسأستمر في محاربة الخطاب الذي يعتبر الهجرة تهديدا لكيبيك.
وعن سؤال يثير جدلا في كيبيك وله علاقة بمسألة الهجرة حول مفهوم حياد الدولة الديني الذي ينادي به، يجيب رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار:
"ما نقوله نحن هو أن الدولة كمؤسسة، يجب أن تكون محايدة. ما معنى محايدة؟ يعني أننا لا نفاضل بين دين وآخر ونحترم حتى من لا دين لهم والأمر ليس تفصيلا إنما هو مفهوم مهم
، يختم رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.