"اليمن السعيد" بات ربما أكثر الدول والمجتمعات تعاسة وفقرا، جراء حروب ونزاعات متراكمة وممتابعة، ولكن خاصة منذ اندلاع الحرب المستمرة فصولا والمنسية إلى حد ما جراء حروب يعتبرها المجتمع الدولي أكثر أهمية وتأثيرا على مستقبل منطقة الشرق الأوسط، كماالحرب السورية والعراقية والأفغانية، وكأن الضحايا لا يتساوون في المصير والمأساة.
وما زاد مأساة الشعب اليمني، تفشي وباء الكوليرا الذي يصيب أكثر من ستمئة ألف مواطن من أصل ثمانية وعشرين مليونا ، عدد سكان اليمن.
عن هذا الواقع المأساوي تقول الناطقة بلسان الصليب الأحمر الدولي في الشرق الأوسط يولاندا جاكمي "
"يمني من أصل خمسين مصاب بالكوليرا أي ما يوازي ثلاثة أضعاف نسبة الإصابات عبر العالم عام 2015 "
لكن المأساة ليست ناجمة عن تفشي الكوليرا وحدها:
"عدد كبير من السكان باتوا ضعفاء نتيجة سوء التغذية، ثلث اليمنيين باتوا على حافة المجاعة، والثلثان لا يعرفان من أين سيأتيهم الطعام في الغد، ويخشى الخبراء تفشي وباء جديد وكأن الكوليرا وحدها لا تكفي .
من جهته يقول
غسان أبو شعر رئيس مهمة منظمة اطباء بلا حدود في اليمن
"الوضع يسير من سيء إلى أسوأ والحياة الاقتصادية شبه معلقة، والحكومة غير قادرة على دفع المرتبات وأي مرض يصيب المواطنين اليمنيين مهما كان عاديا يصبح معقدا لعدم تمكنهم من تلقي العلاج فأكثر من نصف المستشفيات متوقفة عن العمل وبعضها دمرته الحرب".
ولكن مهما كانت المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي والمنظمات الطوعية فهي لا يمكنها أن تشكل البديل عن دور الحكومة المفقود لذلك، تتابع يولاندا جاكمي:
"نحن نذكر مختلف الأفرقاء المتقاتلين في اليمن بواجبهم في احترام القوانين الإنسانية الدولية باحترام المدنيين وعدم المساس بالبنى التحاية المدنية وعدم قصف المستشفيات ومحطات توزيع الطاقة الكهربائية والسماح بإدخال ما هو ضروري لحاجات المدنيين"
يبقى أن ثمة إجماعا على أن الحل لن يكون عسكريا بانتصار فريق على آخر، أو على آخرين نظرا لتعدد أفرقاء النزاع، فلماذا تستمر الحرب وتحصد آلاف البشر؟
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.