أين مأساة الساعين للجوء إلى الدول الأوروبية عبر ليبيا من الاهتمام الدولي والأوروبي تحديدا؟
الجواب: هي شبه مغيبة . فالمجتمع الدولي ، المنهمك بالنزاع السوري والوضع العراقي والتحديات الكورية الشمالية والخلافات الأميركية الروسية، ومكافحة الإرهاب، يكاد ينسى وجود آلاف المعتقلين في مراكز الاعتقال في ليبيا في ظروف أقل ما يمكن وصفها بالمأساوية.
الرئيسة الدولية لمنظمة "أطباء بلا حدود" جوان ليو هي حاليا في كندا في أعقاب زيارة قامت بها إلى تلك المراكز منذ حوالي الأسبوعين ، وهي تصف ما شعرت به خلال زيارتها في حديث أجرته معها هيئة الإذاعة الكندية. تقول:
"شعرت بالاضطراب جراء زيارتي إلى ليبيا فمنظمة أطباء بلا حدود تعمل في ليبيا منذ حوالي السنة في منطقة العاصمة حيث يتم تقديم خدمات صحية بدائية في مراكز الاعتقال، حيث يعتقل عادة الساعون إلى اللجوء إلى الدول الأوروبية عبر ليبيا، ويتم اعتقالهم في ظروف مختلفة ، إن جراء اعتراض سفن الهاربين من جحيم بلدانهم في عرض البحر والذين يتم إرسالهم إلى ليبيا حيث يوضعون في مراكز الاعتقال. أو يتم اعتقال شخص ما وجد في المكان والزمان غير المناسبين" وتضيف:
" حاليا، كل من بشرته سوداء خاصة، يتم عادة اعتقاله بصورة اعطباطية ويودع في أحد مراكز الاعتقال. ويجب إلا ننسى أن ليبيا حاليا هي مسرح لبلد سائب، بدون قوانين منذ الربيع العربي"
وتصف جوان ليو الأوضاع داخل تلك المراكز بالقول:
" ما يجري حاليا في مراكز الاعتقال، حيث شاهدت أشخاصا يخضعون للتعذيب والإساءة وانتهاك حقوقهم الإنسانية يوميا ، وبالتالي، يجب عدم إرسال الباحثين عن اللجوء في الدول الأوروبية إلى ليبيا، وهذه هي الرسالة البسيطة التي نود توجيهها إلى الحكومات الأوروبية".

وعن الوضع القانوني لمراكز الاعتقال، تقول جوان ليو:
"هذه المراكز خاضعة لمركز اعتقال المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا وهي مراكز رسمية تابعة للسلطات الليبية".
وتعتبر أن الساعين للجوء باتوا سلعة يتاجر بها المهربون ويستفيدون ماليا على مرأى ومسمع المجتمع الدولي وتضيف:
" ما من جديد في ما وصفته أو وصفته منظمتنا الأسبوع الفائت وكان صدر تقرير محرج عن المفوضية العليا للاجئين في نهاية العام الماضي وصف حالات التعذيب وسوء المعاملة والإساءة الإنسانية . إذا لا جديد ومن الواضح أنه يتم غض الطرف عما يحدث".
وتختم الرئيسة الدولية لمنظمة أطباء بلا حدود حديثها إلى هيئة الإذاعة الكندية بالقول:
" حاليا، ليبيا ليست جزأً من الحلول لأزمة اللاجئين إنما هي جزء من المشكلة"استمعوا
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكندية
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.